الاخبار

وزير التموين السابق : أزمتنا الاقتصادية لا تحلّ بتغيير الوزراء

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السابق، عمرو سالم، أن ما نحتاجه بكل صراحةٍ هو تغيير العقليّة التي بينها الله تعالى. وهي عقليّة : (هكذا وجدنا آباءنا)، وهي نفس العقليّة التي جعلت فرعون يحارب سيدنا موسى، وجعلت اليهود يحاربون سيدنا عيسى، وجعلت عرب الجاهليّة يحاربون سيدنا محمد. وهي العقليّة التي أدت إلى إعدام جاليليو لمجرد أنه قال أن الأرض ليست محور الكون وأنها تدور حول الشمس. وأدى إلى إعدام ومحاربة الكثيرين لمجرد أنهم تحدثوا بأمور تخالف ما اعتاد عليه الناس.
المشكلة في إحدى الوزارات لا تحلّ بجولةٍ منقولةٍ على الإعلام من قبل الوزير المعني. ولا تحلّ بإقامة ندوةٍ أو مهرجان. والقرار الذي يصدر بمبررات صحيحة لا يحلّ بتنويه غير صحيح. وضبط الاسعار لا يحلّ بخبرٍ عن العمل بقوةٍ وحزمٍ على ضبط الاسعار. وقيمة الليرة السورية، لا ترتفع بالإشاعات ولا بالتقارير الكاذبة.
هذا الأسلوب يميز الدول النامية، واستمر لعقودٍ ولم ينجح على الاطلاق.
صحيح أن أسلوب الدعم المتبع سيء، لكن الحل ليس كما صدر من قرارات.
لقد قدمت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مذكرةً في شهر تشرين الأول عام ٢٠٢١، وحصلت على تأييدها مفادها أن كمية المشتقات النفطية من بنزين ومازوت وفيول وغاز تكفي الطلب. لكن كمية كبيرة منها تذهب سرقة. فعمليات الأتمتة محصورة بالبطاقة التي يحملها المستهلك، لكن تخصيص كل محافظة بكميات من تلك المشتقات، وتخصيص لجنة المحروقات الكميات لكل محطة وقود وصهريج ومنطقة او قرية تتمّ بشكل ورقي ودون اي نوعٍ من الأتمتة. كما أن عمليات تسليم المازوت للمزارعين لا تتم وفق اي نوعٍ من التوثيق أو الأتمتة.
ومن ناحيةٍ أخرى فإن عمولة محطات الوقود قليلة إلى درجة أن كل المحطات خاسرة إذا لم تسرق نسبةً من وقودها وتبيعه في السوق السوداء. والدليل على أن الكميات الواردة إلى البلد تكفي، هي أن كل فرد مقتدر، أو مصنع أو مؤسسةأ تستطيع دفع سعر السوق السوداء تحصل عليه بدقائق. لوكان الحل البديل هو دمج أتمتة جميع المراحل ودفع دعم نقدي لكل أسرة أو فرد يعيش بمفرده وفق دخله تمكنه من شراء حوائجه الرئيسية من غذاء ودواء وتعليم وصحة وكل ما يحتاجه لتأمين أساسياته، وفيه بدل تنقل وغيره وتحرير أسعار المشتقات النفطية والخبز. لكن للأسف، قوبل الطرح كله من قبل البيروقراطيين بالسخرية : كنا نوزع قبل الحرب أي عام ٢٠١١ نوزع كذا مليون برميل مازوت، وكذا برميل بنزين وكذا أسطوانة غاز. واليوم لا يصلنا إلا كذا، فكيف تقول أن ما يصلنا يكفي؟ فالجواب كان أن عدد السكان قبل ٢٠١١ كان أكبر من الآن، وعدد المنشآت كان أكبر ومساحة الأراضي المزروعة كانت أكبر. ولا يوجد تهريب. وبالتالي فإن كل ما يباع في السوق السوداء هو مسروق. ولا يوجد اي نقص في السوق السوداء. وماتت المشكلة وحلولها في الأدراج المظلمة.
نفس الأمر، طرح فيما يتعلق بأسعار السوق، وتم تحديد ما يرفع الكلفة وبالتالي الأسعار لكنه مات ايضاُ في الادراج المظلمة.
أضاف سالم أنه في آخر جلسةٍ حكوميّةٍ له، كنا نناقش مذكرة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، تتعلق بانخفاض القوة الشرائية، لدى أغلب المواطنين. وعدم تحمل الخزينة العامة لرفع الرواتب بما يكفي. لكنه كسابقاته، لم ينته إلى نتيجة، لأنه و كغيره من الطروحات، قوبل برفض للواقع وتشبث بالماضي، والذي منع تنفيذ أي أجراء يقدم حلاُ لوضعنا الراهن، وفق تعبير الوزير السابق
ولذلك، علينا أن نغير عقلية : (هذا وجدنا آباءنا)، وأن نتطرق إلى صلب المشاكل ونعالجها مباشرةُ دون الخوف من ردود فعل الآخرين. وأن نترجم رؤية الرئيس لأسد إلى واقع وإلى عمل فعلي. وألا نضيعها في المجاملات واللجان والأرقام غير الحقيقيّة.
الأمل بالعمل كما قال رئيسنا. ولا أمل بلا عمل.
لدينا الكثير من الوزراء المؤهلين والجيدين. لكن علينا أن نحررهم من الخوف من المبادرة. فالجبن ليس من المميزات القيادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى