اقتصاد

في ظل ظروف معيشية صعبة.. سوريات يلجأن لبيع “ضفائرهن”!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

دفعت الظروف المعيشية الصعبة بعض النساء السوريات إلى التخلي عن شعرهن وبيعه.
والدة ريم، اضطرت إلى بيع شعر ابنتها، لضيق حالهم ولعدم وجود مورد لديهم، وتقول إنها لم تترك باباً إلا وطرقته وقت الامتحانات، ولكنها لازلت بحاجة؛ وأضافت أنها، في ظل الارتفاع المتواصل للسلع، اضطرت لبيع شعر ابنتها لأحد الصالونات، وتابعت أنه اتفقت مع أحد الصالونات على بيع شـعر ابنتها بعد أن عاينه الكوافير، واتفقا على قصه ودفع مبلغ 800 ألف، فالشـعر طويل وبإمكانه الاستفادة منه، كخصل أو وصلة شعر أو (باروكة)؛ وذكرت أن ابنتها حزنت لفقدان خصلات شعرها، ولكن “ليس باليد حيلة، فهذا آخر الحلول بالنسبة لي”، بحسب تعبير والدة ريم.
أما شام الطالبة، التي حصلت على الثانوية العامة هذا العام، قررت أن تبيع شعرها لأحد (الصالونات)، كي تشتري موبايل لأنها حتى الآن لا تملك هاتفاً جوالاً؛ وتشير إلى أنها أصبحت في المرحلة الجامعية، ومن المعيب ألا يكون معها موبايل أسوة بزملائها. وأوضحت أن والدها كان صريحاً معها، وأخبرها أنه لا يملك ثمن موبايل حتى يشتريه لها، فما كان الحل إلا بقص شعرها وبيعه بمبلغ 2 مليون ليرة، فشعرها طويل جداً وكثيف وكانت تعتني به بشكل كبير.
ولجأ بعض النساء إلى موقع “فيسبوك” لعرض شعرهن أو شعر بناتهن للبيع، مرفقين منشوراتهم بصور لـ ”ضفائرهن”، توضح شكل الشعر وطوله ولونه.
وفي حالة مختلفة، فإن نور التي تأثرت بمنظر أمها بعد أن أنهت علاجها الكيماوي، وبقيت بدون شعر فقررت أن تهديها خصل شعرها وتصمم لها باروكة بشعر طبيعي، فقصت شعرها وباعته لأحد صالونات الحلاقة، وطلبت منه أن يصمم لها باروكة طبيعية تناسب والدتها؛ وشرح لها صاحب الصالون أن كلفة تفصيلها مرتفعة، فأصرت على ذلك واستدانت ودفعت ما يقارب مليون ونصف لقاء ذلك.
ويرى أحد أصحاب صالونات الحلاقة بدمشق، أن فكرة قص الشعر وبيعه لصالونات الحلاقة، باتت رائجة في الفترة الأخيرة من قبل الفتيات، خاصة ممن يواجهن ظروف اقتصادية سيئة، لذلك لا يجدن سوى أن يقصصن شعرهن، ويبيعوهن لصالونات الحلاقة، بعد الاتفاق معهم طبعاً؛ ويبين أن ليس كل الحلاقين يرغبون بشراء الشعر، ولكن هناك من لديه رغبة وخبرة بذلك، فهم يعرفون الشعر وطبيعته ولونه، وفيما إذا كان مصبوغاً أو لونه الطبيعي، واذا كان تالفاً أو ضعيفاً وغير ذلك؛ وبعضهن الآخر يقصصن شعرهن ويطلبن من الحلاق نفسه، أن يصمم لهن بيروكة تبقى ذكرى لهن أو قد تكون لبناتهم.
وعن كيفية التعامل مع الشـعر الذي يباع، قال صاحب أحد صالونات الحلاقة إن الزبونة تأتينا، وتطلب منا أن نأخذ شعرها، أو أنها تود بيع شعرها؛ وبدورنا نقوم بفحصه والتأكد من سلامته، وخلوه من أي حشرة، وإذا كان ضعيفاً أو لا؛ وكلما طال الشعر، وزادت كثافته ارتفع سعره، حيث يصل سعر الشعر الطويل إلى ما يقارب 3 مليون.
وتؤكد هيام، صاحبة صالون بدمشق، أنها لا تقوم أبداً بأي عمل سوى تصميم الوصلات والبيروكات حسب طلب الصالون، فهناك من يطلب منها أن تصبغها أو أن تقوم بتركيز قصتها ومن ثم تُنهي العمل بها وترسلها لصاحب الصالون الذي بدوره يبيعها بأضعاف مضاعفة عما اشتراها.
وكانت العديد من النساء أكدن أن الظروف الاقتصادية السيئة دفعت معظم الناس إلى بيع ما يملكون من أثاث أو ملابس أو ما يزيد عنهم حتى وصل بهم الحال إلى الشعر.
أثر برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى