الاخبار

وزير التموين السابق : الأرقام التي بني عليها عدد من القرارات لم تكن صحيحة

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

كتب وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عمرو سالم في منشور على صفحته على الفيسبوك : بتاريخ 11/7/2021 قامت الحكومة برفع سعر المشتقات النفطية بنسبة ٢٥ % والخبز بنسبة ١٠٠% أي من ١٠٠ ليرة للربطة إلى ٢٠٠ ليرة. وقام الرئيس بشار الأسد بإصدار مرسوم تشريعي بزيادة الرواتب والأجور.
وكتبت على صفحتي على “الفيسبوك” بتاريخ 21/7/2021 أقول بأنّ تخفيف الدعم مقابل زيادة الرواتب لا يفيد بل يزيد التضخم ويرفع الأسعار. وأن الدعم بطريقته القديمة يفتح الباب واسعاً أمام الهدر والفساد. كما أكد وزير الاقتصاد في مقابلته التلفزيونية الأخيرة. وأن الدعم يجب أن يكون لمن يحتاجه وليس للسلعة، وذلك مقابل مبلغ نقدي عن طريق نفس بطاقة الدعم يشتري به ما يريد من مواد غذائية أو مشتقات نفطية.
بتاريخ 10/8/2021، صدر مرسوم بتعييني وزيراً للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وفي وقت كانت فيه الوزارة تجني التضخم الناتج عن تخفيف الدعم وارتفاع الأسعار. وفي اليوم التالي، بدأت الوزارة بالعمل على دراسةٍ متكاملة لما اسميناه في حينها بالدعم العادل ثم تغير لاحقاُ ليصبح الدعم المستدام. وذلك بالتعاون مع مستشارين على مستوى عالمي ومجاناً. قدمت الوزارة مذكرتها في شهر كانون الأول عام ٢٠٢١، تتضمن الرؤية المتعلقة بالتعويض النقدي وكيفيّة تحديد المستحقين فعلاً، دون استخدام المهنة أو موديل السيارة وغيرها، بل من المعلومات التي يقدمها المواطن الذي يريد الدعم، وكيفية التحقق منها دون إجباره على الحصول على أوراق وأختام وغيرها، لكنها لم تنافش في الحكومة. وأرسلنا المذكرة الطويلة تلو المذكرة، مع تحديد الجهات المسؤولة عنها وأرقام الدعم بشكل تفصيلي. وكانت آخر مذكرة قدمناها في أيار الماضي.
وهذا ما كتبت في 21/7/ 202 :
“لأن أعداءنا يحاولون الإيحاء بأن الحكومة والوزراء، يتلقون الأوامر من الأعلى في محاولة بائسة للنيل من شعبية رئيس الجمهورية. وما زلت مؤمناً بأن هذه هي الطريقة الوحيدة السليمة للتعامل مع الدعم. وأن القرارات المتخبطة للمصرف المركزي لن تزيد الوضع إلّا سوءاً. وأن الحل الوحيد هو زيادة الانتاج الزراعي والصناعي وزيادة التصدير هم الحل الوحيد والسليم”. “مع علمي بأنّ كلامي سيغضب الكثيرين، وسيضرّني، لكنّ الواجب أولى.. لا يجوز ولا يحقّ لأيّ مسؤولٍ، مهما علا منصبه أو تدنى، أن يختبئ خلف ممارسة الرئيس لأعلى معايير القيادة المعتمدة في العلم.. فسيادته، ومنذ تولّيه للحكم وحتى خطاب القسم (مروراً بالحرب) لم ينسب لنفسه أيّ نصرٍ أو نجاح ونسبه لفريقه وحلفائه، ولم ينسب أيّ إخفاقٍ أو فشلٍ أو تقصيرٍ إلى أحدٍ بل حمّله لنفسه”
هذه كما قلت هي المعايير التي أجمع عليها خبراء القيادة في العالم المتطوّر.. لكنّ على كلّ من هم دونه أن يمارسوا نفس المعايير على أنفسهم والفريق التّابع لهم.. أعلم بدقّةٍ صعوبة وتكاليف تأمين الوقود للكهرباء وقطع التبديل للمحطّات وتدمير جزءٍ كبيرٍ منها.. لكن أعلم بدقّةٍ مدى الهدر والفاقد الفنّي والتأخير الهائل الذي يجري في إتمام عقود الصيانة والتجديد بحججٍ بيروقراطيّةٍ مرفوضة تنمّ عن هروب الكثيرين من تحمّل المسؤوليّة.. وأعلم بدقّةٍ أنّ هناك الكثير من الإجراءات التي يمكن اتّخاذها مع كلّ العقبات لجعل واقع الكهرباء أفضل، وأعلم مقدار الهدر والكلفة الهائلة التي ترهق الدّولة من دعم المازوت والخبز وغيرها، وأعلم كذلك أن الدّعم بأسلوبه الحالي هو بابٌ للفساد والهدر والتهريب وإرهاق ميزانيّة الدّولة ولا يمكن الاستمرار به .. لكنّني أعلم في المقابل بأنّ الأرقام التي قدّمت وبني عليها عدد من القرارات لم تكن أرقاماً ودراساتٍ صحيحة.
فعندما نقول أن رفع أسعار المازوت والخبز، قد وفّر ما يقارب الترليون ليرة سورية في العام، ونجد أنّ زيادة الرواتب قد كلّفت تريليون ليرة، فهذا يعني عدم توفير شيء. ويعني ارتفاع أسعار كلّ شيء.
وآليّة توزيع الخبز الجديدة الرديئة وكمّيّاتها لن تحسّن أو توفّر شيئاً، فالدقيق مدعوم وهو باب للسّرقة وإمكانيّة التلاعب على الآليّة الجديدة ما تزال نفسها.. ولو أنّ أحداً قدّم الأرقام على أساس التحرير الكامل للأسعار، مع دفع مقابل نقديٍّ لكلّ مستحقٍّ للدعم عبر الدفع الإلكتروني المتاح والممتاز، لما ارتفعت الاسعار، و لوفّرت الدّولة مبالغ كبيرة دون التأثير السلبي على المواطنين.. والفاسدون سيقفون في وجه أي يحلٍّ يغلق أبواب سرقة المواد المدعومة.. ونفس الكلام يمكن أن يقال عن تحقيق العدالة الضريبيّة ومحاربة التهرّب وعن دعم الاستثمارات والزراعة وغيرها.
أمّا عن نظرة وقناعة الرئيس للشّعب، فقد خصّص أغلب خطاب القسم للإشادة بهذا الشّعب وإعطائه ما يستحقّ وأكثر، وهذا واضحٌ في خطاب القسم ولا يمكن أن يخفيه أو يغيّره شيء.. ولا بدّ أخيراً من القول أنّ هناك من مؤسّسات الدولة ووزاراتها الحاليّة من قامت بأداء مهمّتها باقتدارٍ ونجاح.. ولا بدّ أيضا من القول بأن ا رئيس مجلس الوزراء قرّر تحمّل الغضب الشّعبي الناجم عن ضعف أداء بعض الوزارات ووضع نفسه في واجهته نيابةُ عنهم، ولم يوجّه الاتّهام لها لكي يظهر بأجمل صورة. وهو يستحقّ الاحترام والإعجاب لذلك.
سيادة الرئيس قالها واضحةً إنّنا لن نتهاون مع الفساد، وقال إنّه لا يوجد مستحيل، ووضع الرؤية للنهوض الاقتصادي والاجتماعي فشعار سيادته هو الأمل بالعمل.. وكلّ من ينشر الإحباط، ويوهن عزيمة الامّة بتصريحاته أو بأفعاله أو بتقصيره، هو يسير عكس طريق الرّئيس..
وختم الدكتور عمرو نذير سالم حديثه، بالقول : “الغد أجمل .. شاء من شاء وأبى من أبى. وما جمعه الله بين الرئيس وشعبه؟ لن يقوى على تفريقه أحد”.
صاحبة الجلالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى