الاخبار

العدو يشلّ مطار دمشق مجدّداً و«التنظيم» يطلّ برأسه من الجنوب

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

استهدفت صواريخ إسرائيلية مدرجات مطار دمشق وأعادت تعطيله مرة أخرى بعد ساعات قليلة من إعادة تشغيله ، ويأتي ذلك في إطار اعتداءات إسرائيلية تهدف إلى تضييق الخناق على دمشق، وارتفعت وتيرتها بعد عملية «طوفان الأقصى»، وما تبعها من حرب إبادة إسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.

وقالت وزارة الدفاع السورية، في بيان، أنه «حوالي الساعة 16:50 من بعد الظهر، نفّذ العدو الصهيوني عدواناً جوياً بالصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً مطار دمشق الدولي وبعض النقاط في ريف دمشق»، مشيرة إلى أن «وسائط دفاعنا الجوي تصدّت للصواريخ المعادية ودمّرت معظمها، وأسفر العدوان عن خروج المطار من الخدمة ووقوع بعض الخسائر المادية».

والجدير ذكره، هنا، أن كثافة الصواريخ التي تقوم إسرائيل بإطلاقها تفوق قدرة الأنظمة الدفاعية السورية، الأمر الذي يتسبب بوصول بعض الصواريخ إلى أهدافها.وتدأب إسرائيل، منذ شباط 2018، على تنفيذ اعتداءاتها من خارج الحدود السورية، بعد أن أسقطت سوريا طائرة «F16» إسرائيلية، دافعةً دولة الاحتلال إلى اتّباع تكتيكات مغايرة، من بينها التستّر وراء طائرات روسية ما تسبب بإسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة «سوخوي» روسية عن طريق الخطأ، وذلك خلال التصدي لاعتداءات إسرائيلية في أيلول 2018 وفقاً لجريدة الأخبار اللبنانية ، و تستخدم إسرائيل قاعدة «التنف» الأميركية منطلقاً لتنفيذ هجمات على الأراضي السورية، إلى جانب الخدمات اللوجستية التي تقدّمها هذه القاعدة القائمة في الجنوب السوري، عند المثلث الحدودي مع العراق والأردن، للكيان العبري.

وجاء العدوان الجديد، والذي يُعتبر الثالث من نوعه ضد مطار دمشق منذ السابع من تشرين الأول الماضي، بعد تكثيف إسرائيل عمليات الاستطلاع الجوية في محيط سوريا، حيث ذكرت مراصد جوية أن طائرة «نحشون أورون 452» من السرب «122» في سلاح الجو الإسرائيلي، كثّفت طلعاتها خلال الـ24 ساعة الماضية في أجواء المنطقة الجنوبية ومحيط دمشق، بالتزامن مع تحليق الطائرات الإسرائيلية قرب بحيرة طبريا. وتكثيف الطلعات، هو إجراء يسبق عادة الاعتداءات على الأراضي السورية، والتي تشهد ازدياداً ملحوظاً؛ إذ بلغ عدد الاعتداءت الجوية بالإضافة إلى البرية 55، منذ بداية العام الحالي حتى الآن، علماً أن ثلثيها جاءا بعد عملية «طوفان الأقصى» التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية في محيط قطاع غزة، وطاولا مناطق مختلفة من سوريا، آخرها مبنى قيد الإنشاء لفندق في منطقة السيدة زينب قرب دمشق، تسبب باستشهاد مقاتلين اثنين، الأربعاء الماضي.

وتتابع الصحيفة : أفادت مصادر سورية، عقب العدوان الأخير، بإعادة جدولة الرحلات التي كانت مقرّرة إلى مطار دمشق، وتحويلها إلى مطارَي اللاذقية وحلب، حيث جرت إعادة تشغيل تجريبية لمطار حلب الدولي أيضاً، ضمن إجراءات هدفت إلى استعادة حركة الملاحة الجوية السورية، بعد أكثر من شهر على انخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة، وما رافق ذلك من تعرقل حركة الركاب والبضائع. وكانت الاعتداءات التي طاولت المطار المذكور، تسبّبت بانخفاض كميات المساعدات الواردة إلى المدينة، إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب أجزاء من سوريا وتركيا في شهر شباط الماضي. وأتى هذا وسط إصرار إسرائيلي على عرقلة حركة الملاحة الجوية السورية، بالتوازي مع تكثيف استهداف الرادارات وأجهزة الرصد الجوية السورية وكتائب الدفاع الجوية، التي تعرّضت خلال الحرب المندلعة منذ أكثر من 12 عاماً لاعتداءات متواصلة من قبل إسرائيل والفصائل السورية و«الجهادية» المسلحة.

على خطّ موازٍ، نفّذت قوات أمنية سورية عملية في مدينة الحراك في ريف درعا الشرقي، ضد موقع يختبئ فيه مقاتلون تابعون لتنظيم «داعش»، وذلك بعد ورود معلومات عن اجتماع لمسلحين من التنظيم في مزرعة منزوية، لتدور اشتباكات عنيفة حاول خلالها مقاتلو «داعش» الفرار من المنطقة. وأعلنت مصادر ميدانية أن الاشتباكات أدّت إلى مقتل مسلحين اثنين من التنظيم، في وقت تم فيه فرض حظر للتجول في المنطقة وتعطيل للمدارس لإجراء عملية تمشيط وتأمين للمنطقة منعاً لحدوث أي اختراقات في المدينة. وكانت خلايا التنظيم حاولت، خلال الفترة الماضية، تنفيذ عدد من عمليات الاغتيال والخطف في المدينة التي تنتشر فيها فصائل سورية وقّعت على مصالحة مع دمشق قبل أعوام، ضمن عمليات استعادة سيطرة الحكومة السورية للجنوب السوري، والتي شملت ترحيل المقاتلين الذين رفضوا التوقيع إلى الشمال السوري.

وفي شرقي البلاد، بدأت قوات العشائر العربية تكثيف عملياتها ضدّ مقاتلي «قسد»، بعد فشل مفاوضات توسّطت فيها قطر لإعادة تنشيط دور العشائر في ريف دير الزور. وكانت هذه الأخيرة أعلنت، خلال الأسبوعين الماضيين، تنظيم عملها واتّباع تكتيكات جديدة عبر شن هجمات مباغتة على مواقع «قسد»، بدلاً من خوض حرب مفتوحة في ظل عدم التوازن بين القوتين على الأرض، نتيجة الدعم الأميركي للأكراد. وفي الشمال، تابعت قوات الجيش السوري عمليات استهداف مواقع انتشار الفصائل «الجهادية» في ريفَي حلب وإدلب عبر سلاح المدفعية، حيث طاولت الاستهدافات مناطق جبل الزاوية، بالإضافة إلى تلال كباني على محور سهل الغاب وريف اللاذقية الشمالي. كما تمّ تسجيل عمليات استهداف مباشرة نفّذتها قوات الجيش السوري عبر صواريخ موجّهة، ضد آليات تابعة لمسلحي «هيئة تحرير الشام» و«أنصار التوحيد» و«الحزب الإسلامي التركستاني» المنتشرين على خطوط التماس في إدلب وأرياف اللاذقية وحلب حماة.

كذلك، وقعت اشتباكات بين مقاتلين تابعين لـ«هيئة تحرير الشام» وآخرين يتبعون لـ«حركة أحرار الشام – القطاع الشرقي» (وهي جزء من أحرار الشام، متحالف مع الهيئة) في معبر الحمران الذي يفصل ريف حلب الشمالي الشرقي الذي تسيطر عليه فصائل عديدة، عن مناطق سيطرة «قسد». ويُعتبر «الحمران» أبرز معابر تهريب النفط والبضائع بين المنطقتين، حيث قُتل عنصران من «أحرار الشام» خلال الاشتباكات التي كان سببها خلافاً على حمولة يجري تهريبها. وأصدرت «الهيئة» بياناً اعترفت فيه بقتل هذين العنصرين، معتبرة أن ما جرى سببه «خطأ وسوء في التنسيق»، علماً أن الأخيرة وعبر تحالفاتها المتعددة باتت تسيطر على معظم معابر التهريب في الشمال السوري، كما تسيطر على سوق النفط المهرّب من مناطق سيطرة «قسد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى