اقتصاد

“الصبّارة” تجمع السوريين أغنياء وفقراء على بسطة واحدة!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

تُباع حبّة الصبارة أو “صبار التين” بسعر 2000 ليرة سورية للحبة، في حال رغبة الزبون بـ “التنقاية”، أي الانتقاء بنفسه، في حين يتراوح سعر الطبق الذي يحتوي حوالي 12 حبة ما بين 18 – 30 ألف ليرة سورية في المناطق المتوسطة والشعبية، وقد يصل إلى 50 ألفاً في المناطق الراقية.
وتتميز “بسطات الصبارة” في دمشق، بأن أصحابها يضعون كميات كبيرة من الأوعية الفخارية أو البلاستيكية التي تحتوي على نباتات الزينة، إضافة لعدد كبير من المصابيح الملونة والبيضاء التي تُنير البسطة ليلاً، والغاية هنا، لفت نظر الزبون والتنافس في جذبه، فالكل يبيع ذات النوعية من الصبّارة تقريباً.
يصف أبو صطيف، أحد البائعين، بضاعته بأنها نخب أول، وما أن تسأله عن مصدرها حتى يقول لك “شغل دير عدس، أطيب صبّارة بسورية”. ويشرح آلية البيع بالقول : إننا نشتري الصبارة بإحدى طريقتين، الأولى من المزارع مباشرة، وهذا يعني يجب أن نأخذ كمية كبيرة، أو من سوق الهال، وهنا نتمكن من شراء كميات أقل، وهذا أفضل في ظل انقطاع الكهرباء لمدة طويلة وارتفاع درجات الحرارة.
في حين يقول بائع يطلق على نفسه لقب “أبو العبد”، إن أكل الصبّارة يعد واحدة من مزايا فصل الصيف، وصولاً إلى نهاية شهر تشرين الثاني، ولمدة أربعة أشهر تنتشر بسطات الصبّارة، في شوارع متعددة من دمشق، خاصة في منطقة المزة، أبو رمانة، طريق الربوة، مضيفاً أن هناك الكثير من الباعة الذين ينتظرون موسم الصبّارة لـ “يتعيشوا”، وبعض البسطات تعود لأصحاب مزارع الصبّارة أو أقاربهم، يعني أنهم يسوقون موسمهم بأنفسهم لتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح، ومناطق جنوب العاصمة وغربها مثل “دير عدس، الكسوة، قطنا، داريا”، هي الأكثر إنتاجاً للصبّارة.
بينما يبرر البائع حسين، السعر المرتفع للصبّارة لهذا العام، بأن التكاليف مرتفعة، فالمحافظة تقاضت حسب تأكيده مبلغ 4.5 مليون ليرة من كل بسطة كبدل إشغال لمدة 4 أشهر، يضاف لذلك تكاليف قوالب الثلج التي تستخدم للتبريد عند انقطاع الكهرباء، والأطباق الكرتونية التي تقدم فيها الصبّارة للزبائن، وتكلفة النقل وأجور العمال، ولا يعتقد الشاب أن الموسم سيكون جيداً، فمعظم الزبائن يشترون حبة أو اثنتين لأكلها “ع الماشي”، وقلةٌ من يشترون الأطباق الجاهزة أو كميات تتعدى 10 حبات.
تشير التقديرات إلى وجود ما يقارب 100 بسطة صبّارة، منتشرة في كامل دمشق، وتُجمع شهادات غالبية الباعة، على أنهم دفعوا 4.5 مليون ليرة خلال العام الحالي، ما يعني أن المحافظة حققت وارداً يصل لحوالي نصف مليار ليرة من بدلات إشغال “بسطات الصبّارة لوحدها”.
أثر برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى