اقتصاد

الإســــكافي لم يعد حافياً.. انتشار للمهنة زاد فوضى أسعارها!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

“الإسكافي حافي” .. مثل شعبي، كان ولازال يتردد، على مسامعنا وعلى لسان آبائنا وأجدادنا، وهو يدل على الفقر المدقع الملازم لمن يمتهن هذه المهنة، لكن على ما يبدو بأن هذا المثل انقلب في أيامنا، ليصبح “الإسكافي لم يعد حافياً”، فخلال الآونة الأخيرة، نشطت المهنة كثيراً في مختلف المناطق.
لعل غلاء أسعار الأحذية في كافة الأسواق الشعبية وغيرها، كان سبباً كبيراً في استعادة نشاط هذه المهنة بعد ركودها لفترة من الزمن، ومع ازدياد أعداد مزاولي هذه المهنة، هناك شكاوى كثيرة من المواطنين عن ارتفاع تكاليف إصلاح الأحذية، في ظل غياب أي لوائح سعرية رسمية تحدد تكلفة الإصلاح، فهي غير خاضعة لأي ضوابط سعرية، الأمر الذي يستدعي وضع ضوابط لتنظيمها.
يقول أحد المواطنين، إن ارتفاع أسعار الأحذية بالأسواق، نشطّ مهنة تصليح الأحذية، والملاحظ بأنها أصبحت تكلف مبالغ كبيرة، لقاء إصلاح أي حذاء، وهناك فلتان كبير في أسعارها في معظم الأحياء، ويختلف السعر بحسب الحي، وحسب مزاجية صاحب المحل، فهل يعقل أن يكلف تصليح حذاء ما بين 10 -20 ألف ليرة، لتغيير “نعل” أو “كعب” أو ما شابه ذلك، وأرخص تصليح لحذاء يكلف نحو 8 آلاف ليرة.
وقالت مواطنة أخرى، إن محلات تصليح الأحذية انتشرت بسرعة كبيرة في جميع الأحياء، نظراً للإقبال الكبير عليها من قبل جميع المواطنين، لعدم مقدرتهم على مجاراة أسعار الأحذية الجديدة، لذلك باتوا يلجؤون لتصليحها، ومن جراء هذا الإقبال، عمد “الإسكافية” لرفع أجورهم، مؤكدة بأن هذه المهنة لا تخضع لأي ضوابط قانونية” فكل “سكافي” يفرض السعر على هواه، حتى باتت تكلفة إصلاح الحذاء، يوازي نصف سعر الحذاء الجديد.
من جانبه، يقول أبو أحمد، الإسكافي إنه ورث هذه المهنة عن أبيه، وهي مهنة شاقة، إذ تمتد ساعات العمل اليومي، لما يزيد على 10 ساعات، والبقاء لهذه الساعات الطويلة على الكرسي، يسبب أمراضاً مزمنة مختلفة. وأكد أن عملهم لم يعد يقتصر على إصلاح الأحذية، كما كان في الماضي، بل تطور وأصبحوا يقومون بإصلاح الحقائب الجلدية وغيرها.
ويضيف أبو أحمد أنه من الأمر الطبيعي، بأن تزداد تكاليف إصلاح الأحذية، في ظل ارتفاع الأسعار الحاصلة، وما يحصلون عليه لقاء عملهم بالكاد يغطي مصاريفهم في ظل الوضع الاقتصادي الراهن.
مصدر في اتحاد حرفيي دمشق، أكد بأن مهنة “الإسكافي” تعتمد من ناحية تقاضي الأجور، على مستوى الخدمة المقدمة من تصليح للأحذية، وحينما يشعر أي مواطن بالغبن، نتيجة ارتفاع تكاليفها، فبإمكانه تقديم شكوى إلى حماية المستهلك لدراستها، وتحويلها إلى الجمعية الحرفية المختصة بها، حتى يتم تقدير التكلفة من قبل مندوب من الجمعية، مسؤول عن هذا الموضوع، وبناء على ذلك يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وبين المصدر أنه لا توجد أعداد دقيقة ورسمية لـ ممتهني “الإسكافية”، لكنه أشار إلى وجود أعداد كبيرة من مزاولي المهنة غير مسجلين بالجمعية.
سينسيريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى