الاخبار

دمشق وبغداد.. شراكة استرتيجية وفتح صفحة جديدة

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

حط رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على رأس وفد رفيع المستوى في دمشق، التقى خلال زيارته – التي تعد الأولى لرئيس وزراء عراقي إلى سورية منذ 13 عاماً – الرئيس بشار الأسد .. وفي قصر الشعب عقد الرئيس الأسد والسوداني مؤتمراً صحافياً مشتركاً، أعلنا خلاله عن شراكة استراتيجية بين دمشق وبغداد، على مختلف الأصعدة، الأمنية والاقتصادية والسياسية والإنسانية والبيئية.
زيارة السوداني التي لاقت ترحيباً واستقبالاً رسمياً، أتت بعد قرابة شهر من زيارة أجراها وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، إلى بغداد، وثّقت وبشكل رسمي علاقات التعاون بين البلدين، والتي نمت بشكل كبير خلال الأعوام الماضية.
لقاء الأسد والسوداني، ومن بعده المؤتمر الصحفي لهما، تطرق إلى دور العراق كأحد أبرز الداعمين لعودة سورية إلى مقعدها في “جامعة الدول العربية”، وكذلك كشريك استراتيجي لدمشق في العمليات الأمنية سواء ضد الفصائل المصنفة على أنها إرهابية، أو عصابات تهريب المخدرات.
زيارة رئيس الوزراء العراقي، تتزامن مع تسخين متواصل قرب الحدود السورية – العراقية، لاسيما مع سعي واشنطن الحثيث لتحصين قواعدها ومحاولتها التمدد للسيطرة على الحدود .. خطوات رفضها العراق على لسان السوداني، حيث أعلن من دمشق، دعم بلاده لجهود الدولة السورية لاستعادة السيطرة على جميع المناطق، ومنع إنشاء أي جيب “إرهابي” في سورية، مشيراً إلى أن البلدين قاتلا جنباً إلى جنب تنظيم “داعش” وانتصرا عليه .. السوداني ألمح إلى مشاكل وهموم مشتركة مع سورية، تعتبر المياه في مقدمتها، حيث أشار صراحة إلى ضرورة تقاسم حصص مياه نهرَي دجلة والفرات بشكل عادل مع دولة المنبع، في إشارة إلى تحكّم تركيا بمياه النهرين، والذي تسبّب بموجات جفاف كبيرة في سورية والعراق.
المسؤول العراقي أيدّ كذلك، عمليات العودة الطوعية للاجئين السوريين، بعد تأهيل البنى التحتية اللازمة لذلك، ودعا جميع الدول إلى استرجاع رعاياها من مخيم “الهول”، الذي تعيش فيه عائلات ما تبقّى من تنظيم “داعش”، لاسيما وأن المخيم بات بؤرة لعودة التنظيم، وفق تعبير السوداني.
الرئيس الأسد، من جانبه، ثمن موقف بغداد الداعم لدمشق، وأعلن بدء علاقات طبيعية وطيدة بين الجارتين الشقيقتين، والتي اعتبر أنها تأخرت طوال العقود الماضية.
يفتح ارتفاع مستوى العلاقات بين البلدين الباب على مصراعيه أمام تعاون اقتصادي كبير، إذ إن العراق يمثّل أحد أبرز أسواق تصدير المنتجات السورية إلى الخارج، بما فيها الغذائية والألبسة والأدوية.. وفي وقت يستطيع العراق تقديم ما يلزم من النفط لسورية إلى جانب منتجات أخرى، توفّر سورية ممراً مناسباً للنفط العراقي إلى البحر المتوسط، عبر محطة بانياس، في ما يُعرف بـ “أنبوب النفط العراقي” الذي تعرّض لأضرار خلال السنوات الماضية، ويتطلّب الصيانة قبل إعادته إلى العمل، وهي خطة تم بحثها العام الماضي، قبل أن يتم تأجيلها بسبب تكلفتها المرتفعة، وفق ما أعلنته وسائل إعلام عراقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى