اخبار سريعة

سحر دمشق في رمضانيات الأحياء القديمة…

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

سحر دمشق في رمضانيات الأحياء القديمة…

تختزن ليالي دمشق الرمضانية، الكثير من العادات والطقوس المتوارثة التي ما زال أهلها يحافظون على إقامتها وتنظيمها على شكل فقرات متتالية، ضمن ما يعرف بسهرة رمضان.
يفضل سكان دمشق اللجوء إلى مطاعم ومقاهي الأحياء القديمة، كونها مرتبطة بتاريخ وعراقة تلك الطقوس الرمضانية.
في حي القيمرية وسط دمشق القديمة، تنظم عشرات المقاهي والمطاعم التراثية سهراتها الرمضانية، التي تتخللها فقرات من المولوية الصوفية، وفقرات الطرب، والفقرات الفكاهية لشخصيات درامية سورية قديمة، ولا يخلو الأمر من استعراض شخصية وأصالة عمل المسحراتي بعادات وتقاليد شهر رمضان في دمشق.

يلفت أنس، ذو السنوات الست، رفقة والده (المولوي) مؤيد الخراط، الحاضرين وهو يدور بسرعة حول نفسه محافظًا على توازنه وهو يؤدي رقصة السماح “المولوية الصوفية”، المتوارثة منذ قرون.
أبيه مؤيّد (30عامًا)، وهو يعمل كبائع عطور خارج شهر رمضان، عمل على تعليم صغيره أنس، رقصة السماح المولوية رغم صغر سنّه.

وقال مؤيد لـ”سبوتنيك”: “طريقة المولوية، توارثتها عن أبي، وأبي عن آبائه، وهي أحد طقوس السهرات في شهر رمضان، كونها طريقة صفاء وروحانية، ما يجعلها تلتقي مع روحانية الشهر الكريم، وهذا الرابط الأساس بينهما، إذ تعتبر المولوية طريقة للتعبير والتواصل والتقرب مع الله عز وجل”.
ويقوم أساس رقصة (المولوية) على مبدأ الدوران حول النفس من اليسار إلى اليمين، بلباس أبيض فضفاض، مع التأمّل لبلوغ النشوة الروحية. ويُطلق على مؤدّي هذا الفن تسمية “الدراويش”، أي البُسطاء والزاهدين في الدنيا.

بحس الفكاهة والطرافة، يؤدي “أنور باكير” شخصية “أبو كامل” التاريخية في الدراما السورية منذ نشأتها، يسرد فيها بعضًا من القصص والحكايات لإدخال البهجة والسرور على نفوس الحاضرين.
يفصح باكير في حديثه لسبوتنيك، أن الشخصية التي يجسدها في هذه السهرات الرمضانية، هي شعبية ومن التراث القديم، ويعتبر ارتداء الشروال والطربوش والنظارات زيها المتعارف عليه، ويهدف من خلال ذلك، إلى تقديم فقرة خفيفة بهدف تسلية الحضور.

أما الفنان جابر سلطان، والذي يُطرب سامعيه بأغاني تراثية من موشحات وقدود حلبية، مستخدمًا آلة دمشقية الصنع ألا وهي العود، يؤكد لسبوتنيك، أن وجود الفقرة الفنية، وخاصة استخدام آلة العود الدمشقية يضفي للسهرة الرمضانية المزيد من الجمال واللطافة، معتبرًا أن وجود العود ضروري، ويقترن ذلك بالعادات والطقوس المتوارثة في سهرات رمضان، مع رمزية وتاريخ هذا الآلة المتربطة بتاريخ وتراث هذه المدينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى