الاخبار

“سوق البحصة” وادي السيليكون الدمشقي ينسف قانون قيصر

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

ليس بعيداً عن مبنى محافظة دمشق، يقع سوق البحصة الدمشقي، الملقب بـ”وادي السيليكون السوري”، الذي يتميز عن نظيره في كاليفورنيا بأنه الأقدر على تأمين كل ما يتعلق بالتقنيات الحديثة ومنتجاتها وخدماتها بأبخس الأسعار.

والأهم أن المبرمجين فيه يمتلكون الإمكانيات العالية لنسف كل ما يتعلق بحقوق النشر للأنظمة والبرامج وتحديثاتها برمشة عين، كما أن شبكة العاملين فيه لا يعطون بالاً لقانون قيصر وعقوباته، إذ إنهم قادرون على طعنه متى شاؤوا.

الباحث مثلاً عن آخر إصدارات نظام ويندوز الذي يدعم الإقلاع على جميع الأجهزة والمعالجات، سوق البحصة هو مقصده، مع ميزة أنه لن يدفع أكثر من 5000 ليرة سورية مقابل ذلك (ثلاثة أرباع الدولار الواحد تقريباً)، في حين أن سعره العالمي يتجاوز 28 دولارا.

وبالمبلغ ذاته يستطيع أن يحصل على مجموعة منوعة وشاملة من البرامج الكاملة التي تخدم مختلف المجالات، سواء المكتبية منها، أو التعليمية المتعلقة باللغات الأجنبية، أو لغات البرمجة الحديثة، أو برامج التصميم الغرافيكي، وغيرها الكثير.

وفوق ذلك، فإن من يحتاج من فنيي الصيانة والمستخدمين لتعريف السّوّاقات والطابعات وكروت الصوت والشاشة وما إلى هنالك من قطع تحتاج إلى تعريفات برمجية خاصة ليكتمل عملها، فإن ذلك متاح بسهولة في سوق البحصة وضمن قرص مضغوط واحد.

هواة الألعاب بآخر تحديثاتها سيجدون ضالتهم أيضاً في وادي السيليكون السوري، سواء لعبة الفيفا أو الـPES بفرقها ودورياتها الجديدة والمطورة، مع تحديث اللاعبين ومعلوماتهم، وبوجوه لاعبين حقيقية، وسواء لعبة المزرعة السعيدة وألعاب الواقع الافتراضي وغيرها.

لدى الاستفسار من أحمد الزرزور (اسم مستعار) العامل في أحد المحلات عن آلية الحصول على البرامج والألعاب وتفعيلاتها بأحدث نسخها، فيحمل قرصاً مدمجاً ويلفت نظرنا إلى علامتين تجاريتين الأولى ANAS وشعارها Step forward أي خطوة إلى الأمام، والثانية SACC.

يقول: “ANAS هو أنس صلاح الدين، وهو مدير سوري لشركة برمجة في أربيل ولديه مجموعة مبرمجين يفكّون تشفير أي برنامج أو نظام ثم يرسلون نسخة من القرص إلى سوريا”.

ويضيف: “بعدها يأتي دور شركة SACC المملوكة لأنس نفسه، اسمها مشتق من كنيته، وتقع في سوق ساروجة القريب، وهي مختصة بإنتاج وتوزيع الأقراص الليزرية، وأحياناً تتم عمليات النسخ في منطقة عين الكرش، إذ تحتوي على معمل لنسخ السيديات وصناعة الأغلفة الخاصة بها”.

يخبرنا أحمد أن اسم ANAS بات علامة فارقة في السنوات الأخيرة، ويحمل الكثير من المصداقية لدى الزبائن، إذ يطلبون البرامج التي يجمعها ضمن أقراص تحمل اسمه مع تزايد في أرقام الإصدارات التي وصلت مؤخراً إلى الـ23، قائلاً: ليس هناك من يستطيع منافسته في هذا المجال.

ولا يكتفي سوق البحصة بمجابهة أسواق البرمجيات العالمية، بل يتجاوز ذلك إلى موضوع الصيانة وقطع التبديل، ووصل الأمر لدى خبرائه إلى إحياء أجهزة اللابتوبات التي فقد أصحابها الأمل منها، بما في ذلك تصنيع أقراص صلبة خاصة بها، وشاشات وصيانة اللوحة الأم بكل تعقيداتها.

ورغم أن قانون قيصر ساري المفعول منذ ما يزيد عن أربع سنوات، إلا أنك في هذا السوق الدمشقي قادر على إيجاد كل ما تحتاجه من منتجات التكنولوجيا الأجنبية، التي تبدأ من الفلاشات وتنتهي بآخر إصدارات موبايلات الآيفون الأمريكية.

لكن في هذا الخصوص موضوع الأسعار يتفوق على وادي السيليكون بما لا يقل عن ثلاثمئة مرة، إذ إن رحلة المواد الداخلة إلى سوريا بطرق غير عادية محفوفة بالمخاطر والإتاوات، وتتحكم بها أسعار الصرف السوداء.

وتأكيداً على ذلك يكفي أن تعرف أن أسعار اللابتوبات وملحقاتها، والهواتف المحمولة خصوصاً، خاضعة لقيم جمركية فلكية قد تتجاوز في بعض الأحيان سعر الموبايل عالمياً، لذلك فإن سوق البحصة غارق بقطع التبديل المُسمّاة (كوبي) أو نسخة، بسبب سعرها المنخفض مقارنةً مع القطع الأصلية.

نسأل سالم الأسود (اسم مستعار) صاحب أحد محلات بيع وصيانة اللابتوبات والموبايلات عن الأسعار، فيخبرنا أن “كل خدمة تحرز ثمنها هنا” فإن كنت تبحث عن الأصلي أو التقليد فإنك ستحصل عليه مع فارق السعر والجودة.

ويفسر الأسود ذلك بأن كل الحصار على سوريا لم يمنع من وصول القطع “الأوريجينال” من بلدان المنشأ، لكن في الوقت ذاته هناك الكثير من القطع الصينية ذات النوعية الأقل لكنها تفي بالغرض وتناسب إمكانيات البعض لاسيما طلاب الجامعات وأهالي الأطفال ذوي الدخل المحدود.

بالمختصر كل ما تريده على صعيد التقنيات وصيانتها والخدمات المرفقة بها، ستلقاه في سوق البحصة الدمشقي، وبالعموم لن تخرج منه وأنت خالي الوفاض، فلا بد أن تجد ضالتك بغض النظر عن مستواك المعرفي والمادي.

ارم نيوز

اقرأ ايضا: كمال خلف: سوريا.. ما هو قادم اكثر اثارة للدهشة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى