اخبار سريعة

خبراء البعثة الأرمينية يطهرون 1.4 مليون متر مربع من الألغام في ريف حلب

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يمكن للسكان المحليين أن يسيروا بأمان مجددا في هذه الأرض الزراعية شديدة الحمرة، فلا خوف يكتنف قلوبهم من خطر محدق قد يصيبهم، بعدما أنهت البعثة الإنسانية الأرمينية أعمال البحث عن الأجسام المتفجرة والألغام في منطقة “مخيم حندرات” بريف حلب الشمالي.

طوال سنوات الحرب، شهد تراب “حندرات” الأحمر مرارا أشرس المعارك دفاعا عن المخيم: الجيش السوري و”لواء القدس الفلسطيني” بدعم جوي روسي من جهة، والتنظيمات المتطرفة التي صبّت جام إرهابها المحموم لاحتلاله، من الجهة الأخرى.

حتى 2017، بقيت المنطقة خط تماس ساخن دارت على تخومه أشرس المعارك الضارية، ورغم دحر التنظيمات الإرهابية من محيطها، فقد تحولت أرضها إلى كمين للموت لشدة ما غرس فيها الإرهابيون ألغامهم ومفخخاتهم قبل انكفائهم.

خبراء البعثة الأرمينية يطهرون 1.4 مليون متر مربع من الألغام في ريف حلب

مركز المصالحة الروسي في حلب، ومنذ تحرير أحياء المدينة والمدن والقرى المحيطة، زج فرقه الهندسية الخبيرة بمعداتها المتطورة إلى جانب فريق البعثة الإنسانية الأرمينية، ليختتم العمل باحتفال أقيم صباح يوم الأربعاء 15 مارس/ آذار، وشهد مراسم تسليم هذه الأراضي لمحافظة حلب.

وحضر الحفل ممثلون محليون عن المحافظة ومركز المصالحة الروسي ومطران أبرشية حلب وتوابعها للأرمن الأرثوذكس، وأعضاء فرق التفتيش العاملة ضمن البعثة، وخلال الحفل، أُثنى قائد مركز المصالحة الروسي في حلب، العقيد سيرغي فلاديميرتش ياسونين، على جهود الفريق الأرميني رقم 11، وهي المجموعة التي قامت بتنظيف حقول زراعية مساحتها 88 ألف متر مربع”.

وأضاف العقيد سيرغي: أثناء عمليات التنظيف، عثر الخبراء على الكثير من الألغام والمفخخات والقذائف غير المتفجرة” معبرا عن أمله “في استمرار التعاون بتطهير المزيد من المساحات الإضافية حتى يتمكن المزارعون من العودة والعمل بها”.

بدوره، أشار رئيس البعثة الأرمينية، أرغادي دونانيان، إلى “إتمام مهمة نزع الألغام من كامل المنطقة، مستعرضا نتائج عمل الخبراء في البعثة رقم 11، بما في ذلك العثور على 80 مفخخة وجسما غير متفجر ضمن القطاع الأخير من عمل البعثة”.

وقال دونانيان: تعمل البعثة منذ 2019 في سوريا، ونجحت بتفكيك ألغام كانت منتشرة في أكثر من مليون وأربعمائة ألف متر مربع”، مضيفا: “المنطقة أصبحت مطهرة بالكامل، وقد تسلمتها السلطات المحلية”.

وأوضح دونانيان: “منذ نحو أربع سنوات، قامت البعثة بتقديم أكثر من 27 طن أدوية ومساعدات طبية”

أهمية إنسانية واقتصادية

من جهته، تقدم ممثل محافظة حلب، عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة، الدكتور عبد القادر دواليبي، إلى روسيا وأرمينيا بالشكر والعرفان حكومة وشعباً لوقوفهما إلى جانب السوريين، وإعادة الأمن والأمان إلى كافة مناطق المحافظة بعدما زرعها الإرهاب بألغام الحقد التي لطالما هددت سكانها بالضرر والخوف.

وفي تصريح لـ”سبوتنيك” أكد دواليبي أن عودة هذه المساحات الشاسعة التي تم تطهيرها من قبل خبراء البعثة الأرمينية، والتي تناهز مئات الهكتارات، ستكون ذات جدوى وفائدة للأهالي وللاقتصاد الوطني”، مضيفا: “تكمن أهمية المنطقة بأنها زراعية وستدخل في الخدمة عما قريب، ما سيدعم الاقتصاد الوطني والإنتاج الزراعي، ويعيد الأهالي إلى مناطقهم لاسيما أن أصحابها تكبدوا مشاق الحياة بعدما أبعدتهم الحرب عن بيوتهم وأراضيهم”.

أوضح ممثل محافظة حلب: أن “حندرات” ليس الموقع الأول الذي تم نزع ألغامه، بل منذ سنوات تعمل فرق نزع الألغام على إعادة الأهالي لبيوتهم وأراضيهم الزراعية ومعها تعود الحياة إلى طبيعتها بعد التخلص من مخلفات الإرهاب”، مثمنا “مساعدة الشعبين الروسي والأرمني وحكومتيهما ووقوفهم إلى جانب سوريا في كل المحن والأزمات منذ الحرب الإرهابية على سورية ولغاية كارثة الزلزال المدمر”.

اقرأ أيضا: شويغو يبحث مع وزير الدفاع السوري التعاون العسكري بين البلدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى