ما الفرق بين الصواريخ الباليستية وفرط الصوتية التي تستخدمها إيران لقصف إسرائيل؟

أظهرت الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل مدى الأهمية الاستراتيجية لترسانة إيران المتقدمة من الصواريخ الباليستية، التي طورتها مؤخرًا بإضافة صواريخ فرط صوتية متطورة، مما جعلها من بين الدول القليلة حول العالم التي تمتلك قدرات هجومية فريدة وغير مسبوقة.
تُصنف إيران ضمن 12 دولة فقط في العالم تمتلك ترسانات صاروخية هجومية متنوعة، وفقًا لموقع “ميسيل ثريت”. وتضم هذه الترسانات أنواعًا متعددة من الصواريخ التي تختلف في مدى إطلاقها بين قصيرة ومتوسطة وبعيدة، إضافة إلى تنوع في نوع الصواريخ نفسها، بين باليستية، فرط صوتية، ومجنحة.
الصواريخ الباليستية: القوة الكلاسيكية
الصواريخ الباليستية هي أولى الصواريخ الهجومية التي استخدمها العالم، وتصنف ضمن فئة صواريخ “أرض-أرض”، حيث تطلق من منصات على الأرض باتجاه أهداف أرضية تقع ضمن نطاق مداها.
تعتمد فكرة عمل الصاروخ الباليستي على الانطلاق إلى أعلى عبر الغلاف الجوي بدفع محركات تستخدم وقودًا سائلًا أو صلبًا، ثم يتحرك خارج الغلاف الجوي باستخدام القصور الذاتي، قبل أن يعود بقوة هائلة مخترقًا الغلاف الجوي ليصل إلى هدفه.
ولكن بسبب المسار القوسي الثابت الذي يتخذه الصاروخ بين نقطة الإطلاق والهدف، تتيح أنظمة الرصد المتطورة، مثل الأقمار الصناعية وطائرات الإنذار المبكر، فرصة اعتراضه، خاصة إذا تم اكتشافه مبكرًا.
في حالة الصواريخ الإيرانية، تستفيد إسرائيل من دعم استخباراتي عبر الأقمار الصناعية لرصد مسارات الصواريخ واعتراضها، لكن هذا يصبح صعبًا إذا تم إطلاق عدد كبير من الصواريخ دفعة واحدة، وهو ما تعتمده إيران لتجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
الصواريخ الفرط صوتية: السلاح الحديث الخارق
تُعتبر الصواريخ الفرط صوتية من أحدث وأخطر أنواع الصواريخ التي طورتها إيران وعدد محدود من الدول الأخرى، وتجمع بين مزايا الصواريخ الباليستية والمجنحة. تتميز بسرعات تفوق سرعة الصوت بمقدار 5 إلى 10 أضعاف (أي بين 6 آلاف و12 ألف كيلومتر في الساعة)، وتُستخدم بشكل استراتيجي وفقًا لأهمية الهدف.
تمتاز هذه الصواريخ بقدرتها على المناورة خلال الطيران، فهي لا تتبع المسار القوسي الثابت كالباراليستية، بل تغير مسارها داخل الغلاف الجوي بسرعة عالية، مما يجعل اعتراضها شبه مستحيل باستخدام التقنيات الدفاعية الحالية.
لماذا تعتبر الصواريخ الهجومية سلاحًا ردعًا فعالًا؟
رغم تطور أنظمة الدفاع الجوي، إلا أن الصواريخ الهجومية الحديثة تطورت بشكل كبير، ما يجعلها أكثر قدرة على التخفي والمناورة، إضافة إلى دقتها العالية في الوصول للأهداف. إمكانية إطلاق هذه الصواريخ من البر أو البحر أو الجو تزيد من صعوبة اعتراضها، ما يعزز قدرتها على إحداث تأثير ردعي قوي يمنع الخصوم من المواجهة المباشرة.
التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل
منذ 13 يونيو الجاري، تصاعدت المواجهات بين إيران وإسرائيل، حيث شنت إسرائيل ضربات جوية استهدفت قيادات إيرانية بارزة، من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني اللواء محمد باقري، وقائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، بالإضافة إلى اغتيال عدد من العلماء النوويين المرتبطين بتطوير البرنامج النووي الإيراني.
وبالمقابل، أطلقت إيران موجات صاروخية متكررة على الأراضي الإسرائيلية، من بينها هجوم جديد فجر الثلاثاء، استهدف مناطق شمال إسرائيل بعد ساعات فقط من هجوم سابق.
وفي أحدث التطورات، أعلنت إسرائيل اغتيال رئيس أركان الجيش الإيراني الجديد، علي شادماني، بعد فترة قصيرة من توليه منصبه، مما يعكس مدى التوتر المتصاعد في المنطقة.
سبوتنيك عربي