سيناريو الهجوم العسكري على إيران جاهز إذا فشلت المفاوضات

قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن خيار التدخل العسكري ضد إيران مطروح بجدية في حال فشل المسار الدبلوماسي، مؤكداً أن إسرائيل ستكون في طليعة الهجوم، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “أحداً لا يقودنا.. نحن نفعل ما نراه مناسباً”، بحسب تصريحاته التي نقلتها المحللة السياسية ريبيكا غرانت على قناة فوكس نيوز.
وبحسب ترامب، فقد وصلت إيران إلى مرحلة متقدمة في برنامجها النووي، ويُعتقد أنها باتت قادرة على إنتاج وقود يكفي لصنع قنبلة نووية خلال أقل من أسبوع. وهو ما يتوافق مع تصريحات سابقة لوزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن.
الخيار العسكري على الطاولة
الرئيس الأمريكي السابق أوضح أن أمام إيران خيارين لا ثالث لهما: إما إنجاح المفاوضات الجارية، أو مواجهة ضربة عسكرية تستهدف منشآتها النووية. وفي حال اللجوء للخيار العسكري، ستكون القوات الأمريكية، إلى جانب إسرائيل، مستعدة للتحرك. وقد أُرسل بالفعل أسطول من القاذفات الشبحية B-2 إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، في خطوة توحي بالاستعداد لعملية جوية ضخمة وغير مسبوقة.
وأكد ترامب أن تعيين الجنرال دانيال كين على رأس هيئة الأركان المشتركة يمنحه مستشاراً عسكرياً يمتلك خبرة واسعة في التخطيط للضربات الجوية الدقيقة، ما يعزز جاهزية البنتاغون لأي تحرك مفاجئ.
حملة منسّقة.. وإسرائيل في المقدمة
بحسب تقارير عسكرية، فإن إسرائيل قد تكون الطرف الذي يطلق شرارة الهجوم، كما فعلت في أكتوبر 2024 حين استهدفت أكثر من 20 موقعاً إيرانياً باستخدام أكثر من 100 طائرة مقاتلة، ركزت فيها على تدمير الدفاعات الجوية ومواقع تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وفي حال تكرار هذا السيناريو، ستكون مهمة إسرائيل هي فتح المجال الجوي وتدمير أنظمة الدفاع الإيرانية، تمهيداً لدخول القوات الجوية الأمريكية، خصوصاً قاذفات B-2 القادرة على اختراق المخابئ تحت الأرض بقنابل خارقة يصل وزنها إلى 30 ألف رطل.
استعدادات أمريكية واسعة في المنطقة
حاملتا الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” و”يو إس إس كارل فينسون” متواجدتان بالفعل في الخليج، حيث تنفذان عمليات ضد الحوثيين، لكن يمكن تحويل مسارهما نحو إيران في أي لحظة. كما ستعزز الطائرات المقاتلة والاستطلاعية، مثل F-35 وF/A-18 وطائرات الحرب الإلكترونية EA-18G Growler، من القدرات الهجومية والاستطلاعية في الأجواء الإيرانية.
أما بالنسبة لحماية القوات الأمريكية المنتشرة في العراق وسوريا ومواقع استراتيجية أخرى، فستتولى مدمرات البحرية الأمريكية من فئة “أرلي بيرك” التصدي لأي تهديدات محتملة من جانب الصواريخ الإيرانية أو الطائرات دون طيار.
المفاوضات مستمرة ولكن…
رغم تصعيد الخطاب العسكري، لا يزال باب المفاوضات مفتوحاً. ومن المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات النووية في أبريل بالعاصمة الإيطالية روما. إلا أن ترامب يشدد على أن بلاده لن تتردد في استخدام “الخيار السيادي” إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، حيث لا يتطلب أي قرار من هذا النوع موافقة دولية مسبقة.
وبينما تؤكد تقارير الأمم المتحدة الأخيرة أن إيران تمتلك القدرة على إنتاج وقود يكفي لـ17 قنبلة نووية في غضون 4 أشهر، يبقى تجميعها ونشرها مسألة وقت لا تتجاوز 6 أشهر، ما يضع العالم أمام مفترق طرق حاسم.
موقف طهران
من جانبه، أبدى الرئيس الإيراني محمود بزشكيان رغبة بلاده في استمرار المحادثات، رغم التعقيدات السياسية والضغوط الاقتصادية، خصوصاً مع استمرار الصين في شراء قرابة 90% من النفط الإيراني، ما يمنح طهران متنفساً اقتصادياً يخفف من تأثير العقوبات الغربية.
وبعد نحو عقد من توقيع الاتفاق النووي الأصلي، يرى ترامب أن الحل العسكري قد يكون الخيار الأخير والضروري لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، إذا لم تُسفر الجهود الدبلوماسية عن نتيجة حاسمة.
روسيا اليوم