الجثث لا تتحلل في تربتها.. جزيرة يمنع فيها دفن الموتى

تناقلت حسابات على موقعي فيسبوك وإكس منشوراً يزعم أن جزيرة سفالبار الواقعة في المحيط المتجمّد الشمالي تعد مكاناً غير صالح للولادة، حيث لا توجد مستشفيات مخصصة لذلك، كما زعم المنشور أن الدفن فيها غير مسموح بسبب أن التربة المتجمدة لا تتحلل فيها الجثث. لكن ما صحة هذه الادعاءات؟
جزيرة سفالبار: بين السياحة والأبحاث
سفالبار هو أرخبيل يقع في أقصى شمال الأرض، بين النرويج والقطب الشمالي، ويعود تاريخ وجود الإنسان في هذه الجزر النائية إلى نشاطات مناجم الفحم وصيد الحيتان. اليوم، أصبحت السياحة والبحث العلمي المصدرين الرئيسيين للاقتصاد المحلي، حيث يعمل فيهما غالبية السكان.
رغم أن عدد سكان سفالبار يقل عن 3000 شخص، إلا أنها تستقطب نحو 140 ألف سائح سنويًا. وتغطي المحميات الطبيعية حوالي 65% من مساحة الجزيرة، مع قوانين صارمة لحماية الحياة البرية، مثل غرامات كبيرة على من يتصيد الدببة القطبية أو يقطف الزهور.
هل يمكن الولادة في سفالبار؟
بالنسبة للادعاء حول منع الولادة في سفالبار، فالأمر غير دقيق. في الواقع، تفضّل النساء الحوامل المقيمات في جزيرة سفالبار الانتقال إلى النرويج قبل شهر من موعد الولادة نظرًا لتوفر خدمات طبية أكثر تقدمًا. ومع ذلك، ليس هناك منع تام للولادة في سفالبار، فقد شهدت الجزيرة في عام 2009 ولادة توأمين عبر عملية قيصرية.
الدفن في سفالبار: حقيقة أم خرافة؟
أما بخصوص ادعاء منع الدفن في سفالبار، فإن الحقيقة تتمثل في أنه يُمنع الدفن في توابيت، ولكن يُسمح بالدفن بعد حرق الجثة. ويعزى هذا المنع إلى البرودة الشديدة التي تحول دون تحلل الجثث. كما أن هناك العديد من القبور التاريخية في الجزيرة تعود إلى القرون السابع عشر والثامن عشر، وهي تعود لصيادي الحيتان.
العربية نت