“تريد فك ارتباط واشنطن بقسد”.. أنقرة تقترح تشكيل تحالف عربي تركي في سوريا، وتتحسب لعودة “داعش” وإيران

وسائل الإعلام التركية وخبراء تحدثوا إلى “عربي بوست” كشفوا أن مقترح تركيا لتشكيل تحالف عربي تركي في سوريا يهدف إلى تقديم بديل موثوق لواشنطن في المنطقة، بديلاً عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بهدف محاربة تنظيم “داعش” وضمان وحدة الأراضي السورية. وبيّنوا أن تركيا تسعى إلى إقناع الولايات المتحدة بالتخلي عن دعم “قسد” تمهيدًا لإخراج القوات الأمريكية من سوريا.
تحالف عربي تركي في سوريا
الرئاسة العراقية أوضحت تفاصيل هذا المقترح، الذي قدّمه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته إلى بغداد في 26 يناير 2025. المقترح يركز على التعاون في محاربة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها “داعش”. ووفقًا لبيان الرئاسة العراقية، دعا فيدان إلى تحالف يضم العراق، سوريا، الأردن، وتركيا، لمحاربة تنظيم “داعش” وتجفيف مصادر تمويله.
في مقال نشرته الكاتبة التركية هاندا فرات بجريدة “حرييت”، تساءلت حول أسباب ودوافع أنقرة وراء هذا المقترح، وكيفية تنفيذه على أرض الواقع، في حال موافقة الدول المعنية.
الهدف من التحالف
فرات أوضحت أن تركيا أنشأت آليات أمنية مع الدول الأربع المعنية تتعلق بالتعاون العسكري والاستخباراتي، بهدف مكافحة “داعش” والقضاء على وجوده في المنطقة. وبيّنت أن هذه الآليات ستعزز الأمن الحدودي بين الدول المشتركة وتحد من الحاجة لأي تدخل خارجي أو تعاون مع منظمات إرهابية لمحاربة “داعش”.
قسد ترفض تسليم عناصر داعش
بحسب فرات، يُحتجز في مخيم الهول وسجونه، التي تديرها “قسد”، نحو 50 ألف امرأة وطفل، بالإضافة إلى آلاف المعتقلين من عناصر “داعش”، ومعظمهم من العراقيين والسوريين. ورغم أن الحكومات العراقية والسورية طالبت باستعادة مواطنيها المحتجزين في تلك السجون، إلا أن “قسد” ترفض تسليمهم، مفضلة الاحتفاظ بهم كورقة ضغط.
الاقتراح التركي الجديد، بحسب فرات، هو أن تتولى الدول الأربع المعنية مسؤولية هذه المهمة بشكل مشترك. كما ترغب أنقرة في أن تبقي الحكومة السورية الجديدة المعتقلين الأوروبيين من “داعش” في سجونها، نظرًا لأن الدول الأوروبية ترفض استقبالهم.
الموقف الأمريكي من التحالف
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أنه سيتخذ قريبًا قرارًا بشأن استمرار تواجد القوات الأمريكية في سوريا. وفي تعليقه على التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي تشير إلى نية واشنطن سحب القوات الأمريكية، أوضح ترامب أن سوريا لديها مشاكلها الخاصة، ولا تحتاج إلى تدخل خارجي إضافي.
منذ 2014، تعتمد الولايات المتحدة على “قسد” في محاربة “داعش”، وتعتبر تركيا “قسد” تنظيمًا إرهابيًا. وعلى الرغم من اعتراضات تركيا المتكررة، إلا أن واشنطن تستمر في تقديم الدعم العسكري والسياسي لـ”قسد”. تركيا بدورها نفذت عمليات عسكرية ضد “قسد” في سوريا، وألمح الرئيس التركي أردوغان إلى أن بلاده قد تتخذ خطوات لمنع تقسيم سوريا إذا لزم الأمر.
موقف تركيا من التحالف
هاكان فيدان صرّح بأن تركيا ستتخذ إجراءات إذا لم تستجب “قسد” لمطالب أنقرة. وبيّن أن تركيا مستعدة للتدخل إذا استمر دعم “قسد” تحت ذريعة محاربة “داعش”.
عربي بوست