“الجمهورية السورية”.. زلة لسان للشرع أم موقف سياسي مدروس؟

أثار استخدام الرئيس السوري الجديد خلال المرحلة الانتقالية لمسمى “الجمهورية السورية” في حديثه تفاعلاً كبيرًا بين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى انقسام الآراء بين مؤيد ومعارض.
الاسم الرسمي لسوريا هو “الجمهورية العربية السورية”، لكن تجاهل الرئيس لصفة “العربية” في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، أثار تساؤلات حول ما إذا كان هذا الموقف مجرد زلة لسان أم خطوة سياسية مقصودة تهدف إلى إحداث تغيير في الدستور المستقبلي، بإزالة صفة “العربية” من اسم سوريا.
الحسابات الكردية السورية على مواقع التواصل الاجتماعي رحبت بهذا التغيير وعبّرت عن رضاها، بينما انتقد العديد من السوريين العرب، خاصة من أنصار القومية العربية، الرئيس الجديد على ما اعتبروه “خطأ تاريخيًا” يبتعد بسوريا عن هويتها العربية وجذورها.
تعتبر إزالة صفة “العربية” من اسم الدولة السورية مطلبًا قديمًا للنخب الكردية، التي ترى أن سوريا تضم قوميات متعددة، أهمها العرب والكرد، وبالتالي يجب أن يكون اسم البلاد شاملًا للجميع. ويستشهد مؤيدو هذا الطرح بعدة دول عربية مثل الجزائر وتونس والمغرب، التي لا تحمل صفة “العربية” في أسمائها الرسمية، دون أن يؤثر ذلك على انتمائها العربي.
على الجانب الآخر، اعتبر القوميون العرب في سوريا أن إزالة صفة “العربية” أمر مرفوض، حيث يعتبرون أن هذه الصفة تعكس الأغلبية السكانية والثقافية في البلاد، إضافة إلى الموقع الجغرافي لسوريا كجزء من الوطن العربي. ويطالب المعارضون لهذه الخطوة بإجراء استفتاء شعبي حول الموضوع، معتبرين أنه لا يحق لرئيس البلاد اتخاذ قرار بهذا الحجم بشكل فردي.
كما يرون أن تجاهل صفة “العربية” يقلل من قيمة عروبة سوريا، التي كانت تحت حكم حزب البعث العربي الاشتراكي ذو التوجه القومي منذ عام 1963 وحتى سقوط بشار الأسد في ديسمبر 2024.
تاريخيًا، حملت سوريا عدة تسميات قبل اعتماد اسم “الجمهورية العربية السورية”. فقد كانت تعرف بـ”ولاية سوريا” خلال العهد العثماني، ثم “دولة سوريا” بعد انتهاء الحكم العثماني وبدء الانتداب الفرنسي. وبعد الاستقلال عام 1946، أصبحت تسمى “الجمهورية السورية”. وخلال الوحدة مع مصر بين عامي 1958 و1961، حملت سوريا اسم “الجمهورية العربية المتحدة”. وبعد انهيار الوحدة، اعتمدت رسميًا اسم “الجمهورية العربية السورية” مع وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963.
سبوتنيك عربي