امرأة استأجرت قاتلا سوريا لتصفية زوجها الأردني.. العشائر تتدخل
شهدت الأردن جريمة قتل مروعة أثارت جدلاً واسعاً منتصف الشهر الجاري، حيث أقدمت سيدة على استئجار قاتل لتنفيذ جريمة قتل زوجها الأربعيني، وهو ما يعتبر حادثة غير مسبوقة في البلاد. وقد قاد الشيخ ضيف الله القلاب العموش، عضو مجلس الأعيان الأردني وأحد كبار شيوخ قبيلة بني حسن، جاهة عشائرية كبيرة إلى عشيرة الخريشا في منطقة بريقا بمحافظة المفرق، للتعامل مع قضية مقتل الشاب هشام حمد فنطول الخريشا، الذي فقد حياته على يد قاتل مأجور بتدبير من زوجته.
الجريمة التي هزت الرأي العام الأردني تم التخطيط لها مسبقاً من قبل الزوجة بالتعاون مع القاتل، وهو من جنسية عربية، مقابل مبلغ مالي وعدته به لتنفيذ الجريمة. وقد نالت القضية استنكاراً شديداً من قبل المجتمع الأردني، نظراً لما تحمله من خيانة وطعن في القيم الأخلاقية والإنسانية التي يتمسك بها الأردنيون.
قاد الشيخ القلاب جاهة عشائرية ممثلة لعشيرة الزبن، برفقة النائب السابق حسني الشياب الذي مثّل أهل القاتل سليم حسين ثليجان، وهو سوري الجنسية، إلى مضارب عشيرة الخريشا. وتم التوصل إلى عدة اتفاقات عشائرية، منها تمديد العطوة العشائرية إلى حين صدور حكم قضائي نهائي من محكمة التمييز. العطوة العشائرية تعد من أبرز تقاليد القضاء العشائري في حل النزاعات في الأردن وعدة دول عربية أخرى، حيث تتدخل الجاهات العشائرية لحفظ السلم الاجتماعي والتوسط بين الأطراف المتنازعة.
كما تضمنت الاتفاقات التزام والدة الجانية بالتنازل عن حضانة أطفال الضحية أمام المحكمة الشرعية، إضافة إلى تنازلها عن حقها في ميراثه. كذلك، تم التأكيد على الحفاظ على حق الجلوة العشائرية حتى صدور الحكم النهائي بالتنسيق مع المستشارية العشائرية، مع منع أهل الجانية من التدخل في القضية بأي شكل يسعى لتخفيف الحكم عنها.
في خطوة لافتة، رفض أهل الضحية منح عطوة عشائرية للقاتل المأجور، تعبيراً عن رفضهم الشديد لهذا النوع من الجرائم التي يعتبرونها دخيلة على المجتمع الأردني. في المقابل، تعهدت عشيرة الخريشا بعدم التعرض لأهل القاتل أو أقاربه، بشرط أن يعلنوا استنكارهم العلني للجريمة وألا يتدخلوا في القضية.
تظل هذه القضية المؤلمة شاهداً على قوة الأعراف والتقاليد العشائرية في الأردن في حماية النسيج الاجتماعي والتصدي لأي محاولات لزعزعة النظام المجتمعي.
العربية نت