الاخبار

حدث لا يقل أهمية عن انتخابات الرئاسة.. ماذا ينتظر أميركا؟

مع اقتراب موعد انتخابات 5 نوفمبر، يترقب الأمريكيون والعالم نتائج سباق الرئاسة الأمريكية، لكن لا ينبغي التقليل من أهمية الانتخابات البرلمانية التي ستجري في نفس اليوم، حيث ستحسم تكوين الكونغرس الجديد. النتيجة الحاسمة للانتخابات التشريعية ستكون مؤثرة بشكل كبير على قدرة الرئيس المقبل على تنفيذ برنامجه، سواء في حال حصل على دعم تشريعي من الكونغرس أو واجه صعوبات وعراقيل في تمرير مشاريعه.

أهمية الانتخابات البرلمانية

تعتبر الانتخابات البرلمانية، التي تشمل تجديد كامل لمقاعد مجلس النواب (435 مقعدًا) وطرح 34 مقعدًا من أصل 100 في مجلس الشيوخ، لا تقل أهمية عن الانتخابات الرئاسية، إذ أن الكونغرس هو من يحدد التشريعات التي تؤثر على حياة الأمريكيين في مجالات حيوية مثل الصحة والتعليم والبيئة. كما أنه يمتلك صلاحيات واسعة في السياسة الخارجية والدفاع، فضلاً عن الإشراف على السلطة التنفيذية.

كما أوضحت كورين فريمان، من منظمة “فيوتشر كواليشن”، في حديث لوكالة “فرانس برس”، أن الكونغرس يلعب دورًا حاسمًا في تحديد الاتجاهات السياسية الأساسية، وغالبًا ما تكون قراراته أسرع تأثيرًا من قرارات الرئيس. وأضافت أن قضايا مثل الرعاية الصحية والتعليم والبيئة تتأثر بشكل كبير بقرارات الكونغرس، وهو ما يجعل الانتخابات البرلمانية محورية.

الصراع بين الحزبين على مجلسي الكونغرس

على الرغم من أن سباق الرئاسة هو الأكثر بروزًا، فإن الانتخابات التشريعية ستحدد أيضًا توازن القوى في الكونغرس. في مجلس الشيوخ، يحاول الديمقراطيون الدفاع عن ثلث مقاعدهم الـ34 في وقت يشهد الحزب الجمهوري محاولات للتوسع في مناطق معينة، مثل ولايات مونتانا وفيرجينيا الغربية وأوهايو التي أيدت ترامب في الانتخابات السابقة. إذا تمكن الجمهوريون من الفوز بهذه المقاعد، فسيحصلون على أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ.

من جهة أخرى، يواجه الديمقراطيون تحديات كبيرة في مجلس الشيوخ، حيث يجب عليهم الدفاع عن عدة مقاعد في ولايات تصوت عادة لصالح الجمهوريين. لكنهم يعلقون آمالًا على إمكاناتهم في انتزاع مقاعد من الجمهوريين في ولايات مثل فلوريدا وتكساس، حيث يترقبون مشاركة عالية للناخبين في استفتاءات محلية، مثل استفتاء الإجهاض في فلوريدا.

أهمية انتخابات مجلس النواب

انتخابات مجلس النواب هي بمثابة مؤشر أكثر موثوقية على توجهات الرأي العام، كونها تشمل تجديد كامل للمقاعد كل عامين، بينما يحتفظ أعضاء مجلس الشيوخ بمقاعدهم لمدة ست سنوات. وبالرغم من التحديات التي يواجهها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن لديهم فرصًا جيدة في انتخابات مجلس النواب، خاصة بفضل الأموال التي تم جمعها لحملاتهم الانتخابية.

يركز الديمقراطيون في حملاتهم على انتقاد مجلس النواب الحالي، الذي يرونه أقل فعالية بسبب الصراعات الداخلية المستمرة داخل الحزب الجمهوري، ما قد يفتح المجال أمامهم لاستعادة الأغلبية. رغم ذلك، يبقى السباق مفتوحًا، ومن الصعب التنبؤ بنتيجة الانتخابات حتى مع انتهاء التصويت ومرحلة الطعون القانونية التي تليها.

التوقعات المستقبلية

رغم التحديات التي يواجهها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ، فإن هناك فرصة ضئيلة في فوزهم بالبيت الأبيض ومجلسي الكونغرس، وهو سيناريو غير مرجح بشكل كبير وفقًا للمراقبين السياسيين. ومع ذلك، يبقى من غير الممكن تحديد النتيجة النهائية إلا بعد اكتمال عملية التصويت والطعون القانونية في الأيام التي تلي الانتخابات.

سكاي نيوز عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى