د. قرة فلاح: لا سبب للحرائق المتتالية في الجبال الساحلية إلا أن تكون مفتعلة!.
خلال يومين فقط، اشتعلت أكثر من 40 حريقًا ليليًا في مناطق متفرقة من الغابات، وهو أمر خطير للغاية ويصعب على فرق الإطفاء السيطرة عليه. اللافت أن هذا حدث قبل يوم من تحول الرياح إلى شرقية جافة، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الرطوبة في المناطق الساحلية إلى أقل من 25%. هذا السيناريو، من وجهة نظر الدكتور رياض قرة فلاح، أستاذ علم المناخ بجامعة تشرين، يشير إلى أن هذه الحرائق مفتعلة، وربما يكون من أشعلها مجموعة أو جهة منظمة و”مثقفة” تتابع تغيرات الطقس وتفهم تمامًا تأثير الرياح في انتشار النيران.
يشرح قرة فلاح أن اندلاع الحرائق في ساعات الفجر يتزامن مع ارتفاع الضغط الجوي وهدوء الرياح، حيث تكون الأجواء باردة نسبيًا، لا سيما في المناطق الجبلية والهضبية التي تصبح أكثر برودة ليلاً. ومع شروق الشمس واشتداد الرياح الجافة، يتحول الوضع إلى كارثي، وهو ما يعرفه جيدًا من يقف وراء هذه الحرائق، حسب قوله.
وفقاً للدكتور قرة فلاح، فإن أقل من 4% من الحرائق عالميًا تحدث بسبب العوامل الطبيعية مثل الصواعق، التي تعتبر السبب الرئيسي في فصول الشتاء، وهو ما لا ينطبق على الحالة الراهنة. لذا، يعتقد أن هذه الحرائق ناجمة عن أعمال متعمدة وليست مجرد حرائق عشوائية أو نتيجة عوامل طبيعية.
ويؤكد قرة فلاح أن العوامل الطبيعية مثل ارتفاع الحرارة والرياح الجافة هي مجرد عوامل مساعدة لانتشار الحرائق، وليست المسبب الأساسي. من وجهة نظره، هذه الحرائق هي عمل تخريبي كبير يستهدف البيئة والاقتصاد والسياحة في سوريا.
ويشير إلى أن تكرار هذه الحرائق، خاصة في الليالي الباردة، وفي أماكن متعددة، ليس مصادفة، مستشهداً بحادثة مشابهة وقعت في أكتوبر 2019. ويضيف أن 96% من الحرائق عالميًا تحدث نتيجة تدخل بشري، مما يعزز فرضيته بأن هذه الحرائق مقصودة.
ختاماً، يعرب الدكتور قرة فلاح عن استغرابه من عدم اتخاذ إجراءات وقائية جادة منذ الحرائق الكبرى في 2019، مشيرًا إلى التهديدات المستمرة التي تواجه الغابات السورية، سواء من الطبيعة أو من مجموعات إرهابية، أو حتى من شبكات المنتفعين الذين يسعون للربح على حساب البيئة.
البعث