هل تحتفظ شبكية العين بآخر مشهد تراه الضحية قبل الموت؟
في محاولات طموحة لكشف هوية القتلة، اعتقد العلماء أن شبكية عين الضحية قد تحتفظ بآخر صورة رآها الشخص قبل وفاته، وهي فكرة عرفت لاحقًا بـ”التصوير الضوئي” (Optography). اعتمدت النظرية على مبدأ أن شبكية العين، بتراكيبها الحساسة للضوء، قد تحتفظ بآخر مشهد رآه الشخص، مما قد يسهم في كشف ملامح الجاني. ومع ذلك، لم تنجح المحاولات في تأكيد هذه النظرية، لكنها جذبت اهتمامًا في مجالات التحقيقات الجنائية، خاصةً في قضايا شهيرة.
تعود هذه الفكرة إلى القرن السابع عشر حين زعم القس كريستوف شينر رؤية صورة باهتة على شبكية عين ضفدع تم تشريحه. في القرن التاسع عشر، استحوذت الفكرة على عالم وظائف الأعضاء الألماني ويليام فريدريش كوهن، الذي بدأ تجارب تضمنت تعريض الأرانب والضفادع لصورة مشعة قبل أن يقوم بتثبيت أصباغ شبكية العين ليخلق صورة أخيرة لما رآه الحيوان.
وفي أحد البرامج الوثائقية، أشارت المؤرخة ليندسي فيتز هاريس إلى أن المجتمع الفيكتوري تأثر بفكرة أن “التصوير الضوئي” قد يكشف عن وجه القاتل المحفور على شبكية الضحية، لدرجة أن بعض القتلة عمدوا إلى تدمير أعين ضحاياهم كوسيلة لإخفاء الأدلة.
وفي عام 1881، حاول كوهن وزملاؤه تجارب على عيون بشرية، ولكن النتائج لم تكن واضحة كفاية لتدعم الفكرة، ورغم المحاولات اللاحقة، بما في ذلك تحقيقات الشرطة في قضية القاتل المتسلسل جاك السفاح، بقيت التقنية غير فعالة.
اليوم، لم يعد التصوير الضوئي يستخدم كأداة جنائية، ولكنه استمر كإلهام لأعمال الخيال العلمي، إذ تظل فكرة “الصور الشبكية” (Optograms) جذابة للمبدعين، رغم استحالتها علميًا.
روسيا اليوم