“تحييد سوريا”..ما مضمون الرسالة التي نقلها وزير الخارجية الأردني للأسد؟
أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية الأردني إلى سوريا، حيث التقى بالرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية السوري بسام الصباغ، العديد من التساؤلات حول أهدافها، خصوصاً أن توقيتها يتزامن مع التطورات التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك استمرار التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان واحتمالات توسع دائرة المواجهة.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية، أوضحت الوزارة أن الوزير الصفدي نقل رسالة شفهية من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى الأسد، تتعلق بجهود حل الأزمة السورية ومعالجة تداعياتها، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الثنائية والأوضاع الإقليمية. ومع ذلك، لم تكشف الوزارة عن تفاصيل الرسالة، فيما أفادت مصادر أردنية بأن الملفات التي نوقشت شملت قضايا اللاجئين السوريين وتهريب المخدرات.
وذكرت المصادر أن الأسد والصفدي ناقشا قضية عودة اللاجئين السوريين، حيث أكد الأسد أن تأمين العودة الطوعية والآمنة لهم يمثل أولوية للحكومة السورية، مشيراً إلى أن سوريا قطعت خطوات مهمة في المجالين التشريعي والقانوني لتسهيل هذه العودة.
من جانبه، قال المتحدث باسم “المصالحة السورية” عمر رحمون، إن الأهداف المعلنة للزيارة تضمنت ضبط الحدود ومنع تهريب المخدرات، بالإضافة إلى بحث مسألة عودة اللاجئين وتفعيل “لجنة الاتصال العربية” التي توقفت لأكثر من عام. وأوضح أن الزيارة تهدف أيضاً إلى التشاور مع دمشق بشأن التصعيد الإسرائيلي في غزة ولبنان، وضرباته المتكررة على الأراضي السورية.
رحمون كشف عن مطلب غير معلن نقله الوزير الأردني، يتعلق بتحييد دمشق عن الحرب الإقليمية عبر الحد من وجود إيران وحزب الله في سوريا.
في سياق آخر، أوضح الكاتب والمحلل السياسي الأردني منذر حوارات أن للزيارة بُعدين أساسيين؛ الأول ثنائي بين الأردن وسوريا يتعلق بقضايا الحدود، مثل تهريب المخدرات والأسلحة، والخطر الاستراتيجي الذي يمثله احتمال دخول إسرائيل إلى الجولان. أما البعد الثاني فهو سوري-عربي، حيث تحاول الأردن إلى جانب دول عربية أخرى إعادة سوريا إلى الحظيرة العربية عبر مبادرة “خطوة بخطوة”، التي تدعو إلى فك الارتباط بين سوريا وإيران.
وأشار فراس علاوي، كاتب ومحلل سياسي، إلى أن الزيارة قد تكون استفساراً عربياً حول موقف دمشق في حال اندلاع مواجهة بين إيران وإسرائيل. ولفت إلى أن الأردن يسعى لفهم موقف القيادة السورية بشأن التطورات الجارية وانعكاساتها المحتملة، خاصة في ضوء زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الأردن مؤخراً.
جدير بالذكر أن هذه الزيارة للوزير الصفدي هي الثالثة إلى دمشق منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، حيث زار سوريا في يوليو الماضي.
عربي21