الاخبار

دمشق – عمّان: مساعٍ متجدّدة لفتح باب «العودة»

في ثالث زيارة من نوعها خلال عامين، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي وصل من عمان حاملاً رسائل شفوية من الملك الأردني عبد الله الثاني تتعلق بالوضع الحالي في المنطقة، وكذلك ملف اللاجئين السوريين. وكانت محاولات سابقة لفتح الباب أمام عودتهم الطوعية قد تعثرت بسبب الفيتو الأميركي. وأفادت رئاسة الجمهورية السورية في بيان بأن الصفدي أكد على جهود بلاده في تسهيل عودة اللاجئين، مجدداً دعم الأردن لاستقرار سوريا وتعافيها، لما لذلك من فوائد تعود على المنطقة بشكل عام. من جانبه، شدد الأسد على أن تأمين متطلبات العودة الآمنة يشكل أولوية، وأوضح أن سوريا حققت تقدماً ملموساً فيما يتعلق بتوفير البيئة القانونية والتشريعية اللازمة لتسهيل تلك العودة.

خلال زيارته، عقد الصفدي اجتماعاً مع وزير الخارجية السوري بسام الصباغ، حيث تم التباحث في عدة قضايا، من بينها الجهود المشتركة لمكافحة تهريب المخدرات، وأهمية تنشيط عمل اللجنة الوزارية العربية المنبثقة عن المبادرة العربية. ومن المقرر أن تستضيف بغداد الاجتماع القادم لهذه اللجنة. تجدر الإشارة إلى أن المبادرة ركزت على مسألتي إعادة اللاجئين ومكافحة المخدرات، مما يستدعي تعاونا مشتركا سواء على مستوى مشاريع التعافي المبكر أو تعزيز الجهود الأمنية لملاحقة شبكات التهريب التي استفادت من الفوضى التي خلفتها الحرب في سوريا.

زيارة الصفدي جاءت بعد نحو أسبوع من اجتماع رباعي جمع الملك الأردني مع رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حيث تم مناقشة أزمة اللاجئين وسبل مواجهتها. وتعكف إيطاليا على قيادة خطة أوروبية جديدة تهدف إلى إعادة العلاقات مع دمشق وتطوير التعاون للحد من أزمة اللاجئين، رغم استمرار الرفض الألماني لهذا التوجه تماشياً مع الموقف الأميركي الذي يشترط تحقيق مكاسب سياسية مقابل أي عودة. وقد دفع هذا الخلاف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة إلى استغلال الوضع عبر تقديم مبادرة جديدة لاستقبال السوريين المرحلين من ألمانيا، بدلاً من التعاون مع الحكومة السورية.

تأتي هذه الجهود الأردنية بالتزامن مع استقبال سوريا للوافدين من لبنان الفارين من العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث استنفرت دمشق كل إمكاناتها رغم التحديات الاقتصادية والمعيشية الناتجة عن سنوات الحرب والعقوبات الغربية. ومن بين هؤلاء الوافدين، يشكل السوريون الذين لجأوا إلى لبنان خلال الحرب النسبة الأكبر.

في الوقت نفسه، تواصل تركيا جهودها لإعادة اللاجئين السوريين بالتوازي مع محاولات التطبيع مع دمشق بوساطة روسية. ومع ذلك، توقفت هذه الجهود مؤقتاً بسبب الحرب الإسرائيلية. وكانت تركيا قد واجهت تحديات ميدانية في مسار التطبيع، من بينها رفض بعض الفصائل فتح المعابر الإنسانية مع مناطق سيطرة الحكومة السورية، مثل معبر “أبو الزندين”. في خطوة لحل هذه المشكلة، بدأت تركيا في دمج بعض الفصائل ضمن “الجيش الوطني السوري”، ونجحت في حل فصيل “صقور الشمال” وإجبار “الجبهة الشامية” على تخفيف مواقفها المتشددة.

الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى