التايمز: لماذا تسعى جورجيا ميلوني لكسر الحصار عن سوريا؟
أفاد برونو واترفيلد، مراسل صحيفة “التايمز” البريطانية في بروكسل، بأن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تدعو الاتحاد الأوروبي لإعادة علاقاته مع الرئيس السوري بشار الأسد، كجزء من جهودها لحل أزمة الهجرة غير الشرعية، وإعادة ما يقارب المليون لاجئ سوري إلى وطنهم.
وخلال زيارتها الأخيرة إلى لبنان، عقب قمة الاتحاد الأوروبي، التي استطاعت خلالها إقناع بعض الدول بموقفها حول الهجرة، كانت ميلوني تهدف في الظاهر إلى زيارة الجنود الإيطاليين المشاركين في قوات حفظ السلام، إلا أن الهدف الحقيقي كان مناقشة أزمة اللاجئين مع قادة المنطقة.
في شهر يوليو الماضي، طالبت دول مثل إيطاليا، والنمسا، وكرواتيا، واليونان، وقبرص، ودول أخرى، الاتحاد الأوروبي بضرورة استعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا. وكانت ميلوني قد عينت سفيراً إيطالياً في دمشق، لتسبق بذلك جميع دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع في هذه الخطوة.
وترى ميلوني أن استعادة التعاون مع الأسد قد يوفر الظروف المناسبة لإعادة السوريين الذين لجأوا إلى أوروبا إلى بلادهم، مشددة على أهمية الاستثمار في “التعافي المبكر” في سوريا لضمان وجود بيئة مناسبة للعودة.
ووفق ما جاء في التقرير، فإن نهج ميلوني يمثل تحولاً في السياسة الأوروبية، بعيداً عن النهج الإنساني التقليدي للتعامل مع أزمة الهجرة، ما يعكس تأثيرها المتزايد على استراتيجية الاتحاد الأوروبي في هذا الملف.
وأشار التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبي أجرى محادثات مع دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، تناولت الحاجة إلى خلق ظروف آمنة لعودة اللاجئين السوريين بشكل طوعي وكريم. وأضاف أحد الدبلوماسيين أن النزاع المستجد في الشرق الأوسط قد يدفع الأوروبيين إلى إعادة النظر في مواقفهم تجاه سوريا.
وفي القمة الأوروبية، دعت ميلوني إلى التعاون مع الأسد لضمان العودة الآمنة للاجئين السوريين، في وقت قطع فيه الاتحاد الأوروبي علاقاته مع دمشق منذ 2011.
أصبحت ميلوني شخصية بارزة في ملف الهجرة داخل الاتحاد الأوروبي، وساهم موقفها في دفع الاتحاد إلى تبني سياسات صارمة تجاه المهاجرين غير الشرعيين، من ضمنها إقامة معسكرات لاحتجازهم على الحدود الأوروبية.
كما أن مخاوف ميلوني بشأن النزاع في الشرق الأوسط وتأثيره على الهجرة تشاركها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي حذرت مؤخراً قادة الاتحاد الأوروبي من احتمال تصاعد أزمة الهجرة، مشيرة إلى أن النزاع أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص، توجه العديد منهم إلى سوريا، مما يزيد من خطر تدفقهم إلى شواطئ أوروبا.
وكالات