اخبار سريعة

إزالة بسطات الكتب في دمشق .. تقضي على آخر فسحة للقرّاء

أثارت الصور التي نشرتها مكتبة “الفارس” غضباً واسعاً بين السوريين بعد أن قامت بلدية دمشق بإزالة بسطات الكتب من تحت جسر الرئيس يوم الأربعاء بطريقة وُصفت بالعشوائية. تمزقت بعض الكتب وسقطت أخرى على الأرض، قبل أن تُجمع في شاحنات لنقلها إلى مكان آخر، مما أثار انتقادات على منصات التواصل الاجتماعي.

وشهدت مواقع التواصل موجة استياء من مشهد إزالة بسطات الكتب، حيث وصف بعض المستخدمين الحدث بأنه تدمير لرمز ثقافي اعتاد عليه سكان المدينة. وأشار بعضهم إلى أن الجرافات دخلت تحت جسر الرئيس وأزالت الكتب أمام مرأى الجميع، معتبرين أن هذه الخطوة تهدد الطابع الثقافي الذي طالما ارتبط بتلك المنطقة.

وفي تعليقه على ما حدث، قال “سامر” إن بيع الكتب على الأرصفة بينما تباع الأحذية في واجهات زجاجية يعكس إهمالاً للعقول. وعبّر “عمار” عن دهشته من اعتبار وجود الكتب مشهداً غير حضاري، في الوقت الذي لا يلتفت فيه أحد لما يجري فوق الجسر نفسه. فيما وصف “طارق” ما حدث بأنه أشبه “بوأد الكلمات”، مشيراً إلى أن هذه المنطقة كانت ملاذاً لفقراء القرّاء في عاصمة الثقافة والنور. بينما تساءل “أُبي” عن كيفية تعامل السلطات مع الأطفال المشردين الذين يتناولون طعامهم من حاويات القمامة، بالمقارنة مع الاهتمام بإزالة الكتب.

وخلال الساعات الماضية، وجه عدد من الكتّاب والمخرجين السينمائيين، من بينهم الروائي “خليل صويلح” والمخرجان “محمد ملص” و”جود سعيد”، رسالة إلى وزيرة الثقافة “ديالا بركات” ومحافظ دمشق، عبّروا فيها عن استيائهم الشديد مما جرى. وجاء في الرسالة أن إزالة بسطات الكتب تحت جسر الرئيس، التي كانت تمثل نافذة أخيرة للقراء بعد إغلاق العديد من المكتبات وارتفاع أسعار الكتب، تمثل “مذبحة” بحق الثقافة والمعرفة.

وأكدت الرسالة أن قرار إزالة هذه البسطات يحرم العاصمة من رئة المعرفة الأخيرة، مشيرين إلى أن مثل هذه البسطات تعتبر رمزاً حضارياً في العديد من عواصم العالم. وطالب الموقعون على الرسالة بضرورة إعادة بسطات الكتب إلى مكانها الطبيعي تحت الجسر، معتبرين أن تجميل المدينة يجب أن يُراعى فيه بقاء هذه البسطات التي تُعد ملاذاً معرفياً، بدلاً من القضاء على معالمها الثقافية.

الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُثار فيها ضجة حول بسطات الكتب تحت جسر الرئيس. ففي عام 2019، وُجهت انتقادات واسعة لقرار مماثل من محافظة دمشق بنقل بسطات الكتب المستعملة إلى موقع آخر بعيد عن جامعة دمشق.

سناك سوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى