الاخبار

هل إسرائيل قادرة على شن هجوم بري في سورية؟

استعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه الأخير أمام الأمم المتحدة، خريطتين توضحان رؤيته للمنطقة. الأولى تُظهر ممرًا لوجستيًا يمتد من الهند إلى جنوب أوروبا عبر الشرق الأوسط، بينما الثانية تضمنت دولًا مثل إيران وسورية والعراق ولبنان، حيث وصف الخريطة الأولى بأنها “بركة” والثانية بأنها “لعنة”.
وفقًا لتقرير صادر عن المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات، فإن سورية قد تكون الهدف التالي لإسرائيل بعد لبنان، وذلك في ضوء الهجمات الإسرائيلية المتكررة على دمشق، حمص، حماه، وريف اللاذقية.
كما شهدت الأيام الماضية توغلًا لقوات إسرائيلية، مدعومة بالجرافات والمعدات العسكرية، داخل الأراضي السورية في منطقة القنيطرة، حيث قامت بتجريف مساحات من الأراضي وضمها للجانب الإسرائيلي.
بالتزامن مع ذلك، عادت الشرطة العسكرية الروسية إلى منطقة تل الحارة بعد انسحابها منها لفترة وجيزة.
هل ستكون سورية الهدف التالي بعد لبنان؟ وهل ستبقى الضربات الإسرائيلية محدودة تحت تأثير الضغط الروسي الذي يحد من التوسع العسكري؟
مصادر سورية تشير إلى أن إسرائيل تستهدف سورية منذ عام 2013، وتدعي أنها تستهدف مستشارين إيرانيين أو قيادات من حزب الله، لكن الهجمات تطال أيضًا منشآت حكومية ومراكز بحثية ومواقع للجيش السوري، بالإضافة إلى مطاري حلب ودمشق، ما يكشف أن الهدف الأساسي هو إضعاف الدولة السورية وجيشها، وليس فقط استهداف حلفاء إيران في سورية.
وتضيف المصادر أن الهدف النهائي من تلك الضربات هو تدمير البنية التحتية السورية، وأن تصريحات نتنياهو ووزير ماليته سموترش تعكس نيات إسرائيلية لتوسيع نفوذها في سورية ولبنان بناءً على رؤية تلمودية.
ومع ذلك، لا يُتوقع أن تشن إسرائيل هجومًا بريًا واسع النطاق على سورية. فالجيش الإسرائيلي يواجه تحديات على جبهات أخرى، ولا يمتلك القدرة على إدارة حرب واسعة النطاق في سورية، خاصة في ظل عدم نجاحه في غزة ولبنان. كما أن الجيش السوري لم يستنفد كامل طاقاته بعد، ولا يزال يحتفظ بوحدات لم تشارك بعد في المعارك ضد الجماعات الإرهابية.
بالإضافة إلى ذلك، حصل الجيش السوري على أنظمة دفاع جوية حديثة من روسيا وإيران، ما يعزز قدرته على مواجهة أي تصعيد.
على الصعيد الدولي، ترى المصادر أن إسرائيل لن تحظى بالدعم الدولي المطلوب لتبرير عدوان شامل على سورية، وهي دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة.
علاوة على ذلك، العلاقة بين إسرائيل وروسيا شهدت توترًا في الفترة الأخيرة بسبب دعم إسرائيل للنظام الأوكراني، مما يزيد من احتمال أن تقدم روسيا دعمًا عسكريًا ودبلوماسيًا لسورية في حال حدوث أي تصعيد.
ختامًا، تبقى سورية معتمدة على جيشها وشعبها في مواجهة أي تحركات إسرائيلية، وإذا أقدمت إسرائيل على تصعيد كبير، فإنها قد تواجه مقاومة شديدة من داخل سوريا ومن حلفائها، بما في ذلك إيران وروسيا.
لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى