الاتحاد الأوروبي يحذر من “انهيار مناخي” بعد فيضانات وحرائق غابات مميتة
وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com
أعلن المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، يوم الأربعاء، أن الفيضانات المدمرة التي اجتاحت أجزاء كبيرة من وسط أوروبا وحرائق الغابات الضخمة في البرتغال تعتبر “دليلاً مشتركاً على انهيار المناخ”، وهو واقع قد يصبح جزءًا من حياتنا اليومية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.
وأشار يانيز لينارتشيتش إلى أن “هذه الحوادث المأساوية لم تعد فردية، بل أصبحت القاعدة التي ستشكل مستقبلنا المشترك”.
وشهدت منطقة وسط أوروبا، يوم الثلاثاء، أعنف فيضانات منذ سنوات، مما تسبب في وقوع خسائر بشرية وتدمير منازل. في الوقت نفسه، شهدت البرتغال، الواقعة على الطرف الغربي للاتحاد الأوروبي، حرائق غابات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 6 أشخاص في شمال البلاد.
وفي خطاب ألقاه أمام أعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، قال لينارتشيتش: “تعد أوروبا القارة الأسرع من حيث ارتفاع درجات الحرارة، وهي تواجه بشكل متزايد الكوارث المناخية المتطرفة التي نناقشها اليوم. لا يمكننا العودة إلى الوراء نحو ماضٍ أكثر أماناً”.
وأضاف المفوض الأوروبي أن القارة الأوروبية تواجه تحديات كبيرة ليس فقط في إنقاذ الأرواح، ولكن أيضاً في التعامل مع الأضرار والإصلاحات طويلة الأمد التي تفرضها هذه الكوارث. وأوضح أن تكلفة الكوارث كانت في الثمانينيات تبلغ حوالي 8 مليارات يورو سنوياً، بينما تجاوزت هذه التكلفة في عامي 2021 و2022 حاجز الـ 50 مليار يورو سنوياً. وأضاف: “تكلفة عدم التحرك أكبر بكثير من تكلفة اتخاذ الإجراءات”.
وفي سياق متصل، ذكرت تيري راينتكه، رئيسة حزب الخضر في البرلمان الأوروبي، أن إجمالي تكلفة الكوارث المناخية على الاتحاد الأوروبي منذ الثمانينيات تجاوزت 650 مليار يورو.
يسعى الاتحاد الأوروبي بشكل حثيث لتنفيذ تدابير لمكافحة تغير المناخ، ولكنه يواجه معارضة سياسية من بعض الدول الأعضاء. وأكدت راينتكه: “نجاحنا يعتمد على مدى التزامنا بمواجهة التغير المناخي وتقليل الانبعاثات بشكل جماعي”.
وفي ظل هذه الجهود، تواجه خطة الاتحاد الأوروبي الطموحة التي تهدف إلى جعل أوروبا أول قارة محايدة مناخياً بحلول عام 2050 تحديات وضغوطاً متزايدة من المنتقدين الذين يرون أنها غير واقعية ومكلفة.
واختتم لينارتشيتش حديثه بالقول: “عندما نشاهد نشرات الأخبار اليومية، نرى أوروبا تغمرها الفيضانات وتحترق في الوقت نفسه. الكوارث المناخية المتطرفة أصبحت الآن حدثاً سنوياً تقريباً، وهذا هو الواقع الجديد الذي يجب أن نواجهه”.
وكالات