لماذا يعود الطاعون للظهور مجددًا بين البشر؟
وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com
في مقالة نشرتها مجلة “ساينس أليرت” الأسترالية، تم استعراض تاريخ انتشار الطاعون الدبلي ووسائل الوقاية منه.
على مر العصور، تحملت الأمراض المعدية عباءة “المرض الأكثر فتكًا” بالبشرية.
خلال القرن الماضي، شهد العالم أوبئة عديدة مثل كوفيد-19، فيروس نقص المناعة البشرية، والأنفلونزا، التي لا يزال بعضها موجودًا مثل السل.
بينما يعتقد البعض أن الطاعون الدبلي أصبح جزءًا من التاريخ، إلا أنه كان أكثر الأمراض فتكًا في أوروبا وما حولها قبل القرن العشرين.
موجات الطاعون عبر التاريخ
شهد العالم ثلاث موجات كبيرة من الطاعون الدبلي:
الموجة الأولى: بين القرنين الخامس والسابع، أسفرت عن وفاة حوالي 15 مليون شخص في منطقة البحر الأبيض المتوسط، متأثرة بالإمبراطوريات البيزنطية والساسانية والرومانية.
الموجة الثانية: تعرف باسم “الموت الأسود”، ضربت أوروبا في القرن الرابع عشر، وأودت بحياة أكثر من 50 مليون شخص، مما يعادل نحو 50% من سكان القارة.
الموجة الثالثة: انتشرت في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وأسفرت عن وفاة حوالي 30 مليون شخص حول العالم، مع تركيز كبير من الحالات في الصين والهند.
الطاعون اليوم
على الرغم من التقدم الطبي، لا يزال الطاعون الدبلي موجودًا في بعض المناطق المعزولة.
ويحدث ذلك بسبب بكتيريا يرسينيا بيستيس التي تنتقل عبر البراغيث التي تعيش على القوارض، مثل الفئران. تنتقل البكتيريا إلى البشر عبر لدغات البراغيث، مسببة التهابات في الجهاز اللمفاوي، وأعراضًا مثل تضخم الغدد الليمفاوية، والحمى، والصداع.
العوامل المؤثرة في انتشار الطاعون
العوامل التي أدت إلى تراجع الطاعون تشمل تحسين الصرف الصحي، وفصل القوارض عن البشر، واكتشاف المضادات الحيوية التي تعالج جميع أشكال المرض. ومع ذلك، لا يزال الطاعون يظهر في مناطق محددة، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وبيرو ومدغشقر، حيث تسجل الأخيرة عشرات الإصابات سنويًا.
التحديات والمستقبل
القضاء الكامل على الطاعون يبدو صعبًا بسبب تعقيد شبكات النقل بين البراغيث والقوارض والبشر. ولكن من خلال التوعية والتعامل السليم مع الحيوانات، والعلاج الفعال، يمكن تقليل عدد الإصابات كل عام، مع الأمل في تحقيق أعداد منخفضة جدًا من الحالات في المستقبل القريب.
سبوتنيك عربي