اقتصاد

مواقع المراهنات تنتشر في سورية.. الفقراء يتسابقون وراء أمل الثراء!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية في سورية، تشهد مواقع المراهنات ارتفاعًا ملحوظًا في شعبيتها، إذ يلجأ العديد من الأشخاص إليها كوسيلة للحصول على أرباح سريعة في ظل قلة الفرص الاقتصادية وانخفاض مستويات الدخل إلى مستويات غير مسبوقة
البيانات توضح أن هناك إنفاقًا كبيرًا يوميًا على هذه المواقع، حيث يشارك عشرات الآلاف من السوريين بانتظام في أنشطة المراهنات.
وتصل قيم الأموال المتداولة يوميًا على هذه المنصات إلى مئات الملايين من الليرات، مما يعكس الطلب الكبير عليها.
وفقًا لتعبير “رائد روبيرت”، أحد وكلاء هذه المواقع، فإن الأموال الكبيرة والعملاء يظهران بوضوح في إحصاءات المراهنات، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام ليست دائمًا حقيقية بالمعنى الكامل، حيث يمكن أن تتأتى من تضاعف الأموال التي يراهنها العملاء.
يقول “رائد” : “تفتح بعض الحسابات بمبالغ تصل إلى ملايين الليرات، وعندما تتضاعف هذه الأموال بسبب الربح، تظل مسجلة في إحصاءات الموقع، بغض النظر عن مصدرها الحقيقي، وفقًا لتقارير محلية”.
ويضيف: “معظم العملاء يبدؤون بمبالغ صغيرة تبلغ بضعة دولارات ويستخدمونها في الرهان على الأحداث الرياضية أو الألعاب القمارية، حيث يعتمد الربح في كلتا الحالتين على الحظ، ولكن في حالة الرهان الرياضي يتعلق الأمر أيضًا بمعرفة العميل للرياضة وتوقعاته للأحداث والنتائج”.
وعلى الرغم من المخاطر المرتبطة بالمراهنات، فإن الفئات الأكثر فقرًا والمحدودة الدخل هي الأكثر تمثيلاً بين المشاركين، حيث يرون في هذه المواقع فرصة لتحقيق أحلامهم المالية وربما الوصول إلى الثراء بسرعة، بعيدًا عن العمل الشاق والوظائف المنخفضة الأجر.
المواقع الخاصة بالمراهنات وألعاب الكازينو تنتشر بشكل كبير في القرى والمناطق النائية بمختلف المحافظات السورية، حيث تعتبر نقطة جذب للشباب الباحثين عن فرص عمل نادرة، ويواجه الكثير منهم صعوبات في تأمين لقمة العيش، مما يدفعهم إلى اللجوء إلى تلك الأنشطة التي تجذبهم إلى دوامة الإدمان والديون.
مثال على ذلك، يروي “ماجد ب.” (23 عامًا) من إحدى قرى ريف حمص كيف أن إدمانه لإحدى تلك المواقع أدى إلى خسارته لمبلغ يفوق 35 مليون ليرة سورية في أقل من شهرين، حيث انغمس في دورة من الشحن المتكرر للحساب والرهانات بحثًا عن تعويض خسائره، ما تسبب له في تكديس ديون بمئات المرات.
ماجد” يقول : “كانت البداية عندما سمعت عن شخص ربح 500 مليون ليرة، وأدمنت بسرعة وبدأت بالرهان بمبلغ 50 ألف ليرة، حققت ربحًا بسيطًا قبل أن تنقلب الأمور وتبدأ في التراكم السلبي بسبب الديون التي اكتسبتها بحثًا عن التعويض والربح السريع”.
ويضيف : “أصبحت الآن مديونًا بـ 35,700,000 ليرة سورية، كان الأمر أشبه بباب الفرج حتى تحول إلى باب للجحيم”.
B2B

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى