اقتصاد

“غسيل الأموال” يتسبب في ارتفاع أسعار العقارات في سورية

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أوضح الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، شفيق عربش، لموقع “كيو بزنس”، أن سوق العقارات في سورية يشهد حالة من الركود، حيث أن غالبية السكان غير قادرين على شراء المنازل، فيما لا تتجاوز نسبة القادرين على الشراء 10-15%. وأشار إلى أن الشخص العادي يحتاج إلى نحو 500 سنة لتوفير مبلغ يكفي لشراء منزل، شريطة ادخار كامل راتبه طوال هذه المدة.
وأكد عربش أن أسعار العقارات في سورية ارتفعت بشكل كبير بسبب عدة عوامل، من بينها “غسيل الأموال”.
وأوضح أن قطاع العقارات لم يشهد أي تنظيم أو تحديث في القوانين منذ أكثر من 40 عاماً، ويعتمد بشكل أساسي على الاتفاقيات غير الرسمية بين البائع والمشتري والمكاتب العقارية.
وأضاف أن “غسيل الأموال” يتم من خلال إخفاء الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة عبر شراء العقارات ووضعها بأسماء أشخاص موثوقين لفترة مؤقتة، ومن ثم إعادة شراء العقارات بأسماء جديدة، ما يساعد في تحويل الأموال غير الشرعية إلى أصول قانونية.
كما أرجع عربش أسباب ارتفاع أسعار العقارات أيضاً إلى انخفاض قيمة الليرة السورية وعمليات المضاربة.
وبيّن أن بعض المكاتب العقارية تستخدم حيل لتضليل العملاء، حيث يتم وضع عدة أشخاص في المكتب لإعطاء انطباع بأن هناك اهتماماً كبيراً بالعقارات، مما يربك العملاء ويؤثر على قراراتهم في الشراء أو البيع.
وأشار عربش إلى أن أسعار المنازل في بعض المناطق مثل يبرود بريف دمشق وصلت إلى مليار ليرة، أي ما يعادل 70 ألف دولار، في حين أن هذه المنازل كانت تباع سابقاً بسعر يتراوح بين 20 و25 ألف دولار.
وفي حي التجارة بدمشق، بلغ سعر منزل يطل على حديقة البط 12 مليار ليرة، أي ما يعادل 800 ألف دولار.
وأكد أن الوضع الحالي يجعل من الصعب على الفرد العادي توفير المال الكافي لشراء منزل، ما يخلق تناقضاً بين ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية.
وفي تصريح سابق لموقع “كيو بزنس”، أشار الخبير العقاري عمار يوسف إلى أن سعر العقار بمساحة 100 متر مربع في منطقة المالكي بدمشق وصل إلى 5-6 مليارات ليرة، أي حوالي 400 ألف دولار، مشيراً إلى أن هذا المبلغ يمكن أن يشتري 4 فيلات في مانهاتن بالولايات المتحدة.
ولفت عربش إلى أن بعض المقارنات بين أسعار العقارات في دمشق ومدن عالمية أخرى كانت غير واقعية، مثل مقارنة أسعار المنازل في حي أبو رمانة بدمشق بأسعار المنازل في باريس التي تطل على برج إيفل.
وأوضح أن باريس تعد من أغلى العواصم في العالم، وأن الأحياء الراقية هناك أغلى بكثير من دمشق، وأن المعايير لتقييم العقارات تختلف بين المدينتين، حيث تركز باريس على عوامل مثل استهلاك الطاقة والمساحة والقيمة التاريخية، بينما تعتمد دمشق على الإطلالة والمساحة والموقع.
كيو ستريت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى