الاخبار

لوتان: هل يسير العالم نحو الحرب العظمى؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

كتب الصحفي المتخصص في الشؤون الروسية، إريك هوسلي، أن الصراع في أوكرانيا تحول من نزاع محلي إلى معركة عالمية.

في مقاله بصحيفة “لوتان” الفرنسية، يقارن هوسلي الوضع الراهن بما حدث في عام 1914، عندما لم يتوقع أحد اندلاع حرب عالمية شاملة.

وأشار هوسلي إلى أن عدد الضحايا العسكريين في الحرب الأوكرانية تجاوز حاجز المليون، حيث تتزايد أعداد القتلى يومياً مع استمرار العمليات العسكرية.

وقد أصبحت الأشهر الأخيرة الأكثر دموية منذ بداية الحرب، مما يعكس حجم الكارثة المستمرة.

لمناقشة التأثير الديموغرافي، يذكر هوسلي أن سكان أوكرانيا انخفضوا من نحو 52 مليون عند استقلالها في 1991 إلى حوالي 33 مليون اليوم، بسبب انخفاض معدل المواليد والهجرة والحرب.

الوضع في روسيا ليس أفضل بكثير، حيث يشهد عدد السكان انخفاضاً أيضاً.

تواجه حكومة كييف تحديات كبيرة، حيث تقوم بتعبئة جديدة لجيشها، وتخفض سن التجنيد إلى 25 عاماً، وتمنع الرجال بين 18 و60 عاماً من مغادرة البلاد.

في المقابل، يعتمد الجيش الروسي على تدفق المتطوعين الذين تجتذبهم المكافآت العالية، ولكن هذا التدفق ليس بلا نهاية.

مع بداية الصيف، وصلت الحرب إلى مرحلة جديدة تتطلب تبريراً أقوى وخطاباً متجدداً. يلاحظ هوسلي تغير لهجة الزعماء السياسيين، حيث انتقلت الحرب من نزاع محلي بين الروس والأوكرانيين إلى مواجهة عالمية بين روسيا والغرب.

أصبحت أوكرانيا مسرحاً للعمليات في هذا الصراع العالمي، حيث يتم الحديث عن إرسال وحدات عسكرية أوروبية وإطلاق النار من دول الناتو لحماية المدن الأوكرانية.

وأشار هوسلي إلى أن اعتماد أوكرانيا الكامل على الغرب يجعل الصراع ذا طابع عالمي، حيث لا يمكن لأوكرانيا الاستمرار بدون الدعم الغربي.

هذا يتيح للولايات المتحدة وأوروبا تبرير التزامهما المتزايد تجاه أوكرانيا.

كما يستخدم الكرملين نفس الآليات لإضفاء الشرعية على حربه، حيث لم يعد الجنود الروس يموتون من أجل باخموت أو أفدييفكا، بل من أجل الدفاع عن روسيا الأبدية ضد التهديد الغربي.

خلص هوسلي إلى أن عولمة القضايا تزيد من المخاطر، حيث يمتلك كل طرف أجندته الخاصة، ويمكن لكل شرارة أن تشعل صراعاً أكبر.

وعلى الرغم من تأكيد الجميع على أن الحرب الكبرى لن تحدث، إلا أننا قد ننزلق نحو حرب أطول وأكبر، كما كان الحال قبل الحرب العالمية الأولى.

رأي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى