هل نجحنا في تطبيق خدمة الدفع الإلكتروني بالطريقة المثلى؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أوضح وزير الاتصالات السابق، الدكتور محمد الجلالي، أن خدمات الدفع الإلكتروني في سورية حققت بعض التقدم، خاصة بين الأشخاص الذين لديهم حسابات مصرفية.
يمكن لأولئك الذين يمتلكون حسابًا مصرفيًا وتطبيقًا للدفع الإلكتروني على هواتفهم دفع فواتير الكهرباء والهاتف ورسوم الجامعات بكل سهولة.
ومع ذلك، أشار الجلالي إلى وجود عقبات تعرقل التوسع الكامل لهذه الخدمات، أهمها أن العديد من السوريين ليس لديهم حسابات مصرفية، كما تفتقر القرى والمناطق الريفية إلى فروع المصارف.
وأوضح الجلالي أن النقص في البنية التحتية المصرفية يعد مشكلة جوهرية، حيث يتعين على سكان الريف السفر إلى المدن لاستخدام خدمات الدفع الإلكتروني.
ونتيجة لهذا، يجد كثيرون أنفسهم مضطرين لدفع مبالغ إضافية للآخرين لمساعدتهم في تسديد الفواتير.
وأضاف الجلالي أن السبب في نجاح خدمات الدفع الإلكتروني في البلدان الأخرى هو وجود بنية تحتية مصرفية قوية وانتشار فروع البنوك في كل مكان.
في حين أن البنية المصرفية في سورية لا تزال غير مكتملة، حيث لا يوجد فروع كافية للمصارف في الأرياف وبعض المحافظات، مثل القنيطرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تدني دخل المواطنين يؤثر على نجاح خدمات الدفع الإلكتروني، مما يضطر الحكومة لاعتمادها بشكل بطيء حتى تجد حلاً لتراجع الدخل.
وفي حديثه عن الحلول الممكنة، أشار الجلالي إلى أن زيادة فروع المصارف وانتشارها في المناطق النائية يمكن أن يساعد في نجاح الدفع الإلكتروني.
من جانبه، أكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، ياسر أكريم، على أهمية الدفع الإلكتروني، لكنه اعتبر أن توقيت تطبيقه كان خاطئًا.
وأشار إلى مشاكل تقنية وصعوبات في البنية التحتية، مما يؤكد ضرورة تطبيق الدفع الإلكتروني تدريجيًا مع تخصيص مراكز كافية للدفع اليدوي خلال الفترة الانتقالية.
وذكر أكريم أن انخفاض دخل الموظفين مقارنةً بتكاليف المعيشة يجعل من الصعب تطبيق الدفع الإلكتروني على نطاق واسع.
كما أن نسبة المتاجر التي تتعامل بالدفع الإلكتروني لا تتجاوز 10%، وهذا يعكس الصعوبات في تحصيل الأموال عبر البنوك، إضافة إلى القيود المفروضة على حركة الحسابات المصرفية.
في الختام، يتضح أن النجاح في توسيع خدمات الدفع الإلكتروني في سورية يتطلب تطوير البنية التحتية المصرفية، وزيادة فروع البنوك في المناطق الريفية، وتحسين دخل المواطنين لضمان نجاح هذه الخدمة بشكل واسع ومستدام.
الوطن