الاخبار

هل يمكن لأوروبا حماية نفسها بدون أمريكا؟ إليك ما سيحدث لها إذا تفكك الناتو

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

تتجه القارة الأوروبية نحو مفترق طرق خطير، حيث يزداد توتر الأوضاع بسبب توسع القدرات العسكرية الروسية وتعثر الرد الأوكراني والاحتمالات المتزايدة لعودة ترامب إلى البيت الأبيض.

هذا السيناريو يثير مخاوف من تفكك التحالف الأطلسي تدريجياً، بموازاة اتجاهات انعزالية أمريكية تتزايد توجهًا لتخلي واشنطن عن دورها المركزي في الناتو.

 

الدول الأوروبية وقواتها تتساءل الآن عما إذا كانت ستتمكن من مواجهة هذه الأزمة من دون حليفها الطويل الأمد لمدة تزيد عن 80 عامًا.

والسؤال ليس فقط عن ترك الولايات المتحدة لأوكرانيا، بل عن تركها لأوروبا بأكملها، وفقًا لتقرير نشرته مجلة “ذي إيكونومست” البريطانية.

لسد الفراغ المترتب عن انسحاب الولايات المتحدة من أوروبا، سيتعين على القارة الأوروبية اتخاذ إجراءات أكثر من مجرد زيادة الإنفاق الدفاعي.

ستحتاج أوروبا إلى إعادة تقييم قوتها العسكرية، ودور الردع النووي، والتداعيات السياسية البعيدة المدى على التنظيم والهيكلة العسكرية، خاصة في حالة تفكك الناتو أو إفراغ دور الولايات المتحدة كقائد في التحالف.

 

هذه التحديات لم تكن جديدة بالنسبة لأوروبا، حيث تبنت الفكرة الفرنسية للـ “استقلال الاستراتيجي”، وزادت الإنفاق الدفاعي بشكل كبير بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2014.

 

إن زيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا لن تعزز قوتها القتالية بشكل كبير، وقد يكون لديها تحديات في بلوغ أهداف التجنيد الخاصة بها.

حتى بعد زيادة الإنفاق بعد عام 2014، لم يتحقق نمو ملحوظ في القدرات العسكرية.

 

مع تحديات بناء القدرات العسكرية، تعاني أوروبا من نقص في القوة البشرية والموارد اللازمة للقتال بفعالية وفترة طويلة.

 

لهذا السبب، تتصارع الدول الأوروبية الكبرى حول مشروعات تطوير الأسلحة المشتركة، لكنها تواجه تحديات في توزيع العقود وبناء الصناعات الدفاعية المحلية.

تعتبر تلك التحديات جزءًا من تحدي أوسع، حيث يشمل بناء القدرات العسكرية وتعزيز صناعة الأسلحة تغييرات اقتصادية واجتماعية وسياسية أساسية.

 

إذا غابت المظلة النووية الأمريكية، فسيكون تعويضها في أوروبا تحديًا كبيرًا.

بريطانيا وفرنسا تمتلكان أسلحة نووية، ولكن القدرات النووية الأمريكية كانت تعتبر الضامن النهائي لعدم وقوع حرب روسية وفقاً لموقع عربي بوست.

تفكك حلف شمال الأطلسي “الناتو” بدأ يثير قلقًا حقيقيًا في أوروبا، حيث يتناول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن مسألة الأمن في اجتماع على متن طائرة مقاتلة F-16 في قاعدة بالدنمارك.

تشير دراسة حديثة للخبير الفرنسي برونو تيرتريه إلى أن فكرة “مشاركة” بريطانيا وفرنسا في قرار استخدام الأسلحة النووية لم تعد مقبولة، مما يعني عدم انضمام فرنسا لمجموعة الناتو للتخطيط النووي.

ورغم ذلك، يمكن أن يؤدي تأكيد بريطانيا وفرنسا على أن أسلحتهما ستحمي الحلفاء إلى تعزيز الثقة في الردع النووي الأوروبي.

وتظهر التصريحات الفرنسية بأهمية مصالحها الحيوية واقتراح إقامة حوار استراتيجي مع الحلفاء بأن فكرة الردع الأوروبي تحظى بالتأييد.

ومع ذلك، يتطلب إقناع الخصوم والحلفاء بمصداقية هذا الالتزام جهدًا دبلوماسيًا مستمرًا.

فيما يتعلق بالقيادة العسكرية، فإن الولايات المتحدة تركت فجوة كبيرة في الأمن الأوروبي بانسحابها، مما يجعل الحديث عن تكوين قوة عسكرية أوروبية بدلاً من الناتو أمرًا محتملاً.

ومع ذلك، يرى دانييل فيوت من مركز أبحاث Elcano Royal Institute الإسباني أن التركيز على تعزيز القوى الأوروبية قد لا يكون كافياً، نظراً لضعف بنيتها التحتية العسكرية وعدم مشاركة بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل بريطانيا وتركيا.

في حال تفكك الناتو، يعتبر تحمل أوروبا مسؤولية أمنها بمفردها خيارًا بديلًا.

ويشير الدعاة لهذا الخيار إلى أهمية بناء “ركيزة أوروبية” داخل الناتو، مما يعزز التحالف في حال بقاء الولايات المتحدة ضمنه، ويؤكد التزام أوروبا بالدفاع المشترك، ويجعل التحضير لتفكك الناتو خيارًا أقل صعوبة مستقبلاً.

ومع ذلك، يبقى الجدل مستمراً حول مدى الاستعداد الأوروبي لتفكك الناتو وتأثيره على الأمن القاري، مما يتطلب تحسين الإنفاق الدفاعي والقدرات العسكرية للدول الأعضاء.

وفي حالة تفكك الناتو، قد يضطر الرؤساء الأوروبيون إلى توجيه قواتهم خارج حدود القارة لمواجهة التحديات الجديدة، مما يتطلب تنسيقاً وتوجيهاً سياسيًا فعّالين.

في النهاية، يتعين على أوروبا التحضير لسيناريوهات متعددة لتفكك الناتو، بما في ذلك التفاوض على بنية جديدة للأمن الأوروبي وتعزيز التعاون العسكري داخل القارة، مع الحفاظ على التوازن السياسي بين الدول الأعضاء وتعزيز دور فرنسا كدولة ذات تأثير رئيسي في الاتحاد الأوروبي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى