الاخبار

سيناريوات الردّ الأميركي: بايدن بين «الأمرّين»

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

حتى اللحظة، وفي انتظار “الرد” الذي توعّد به الرئيس الأميركي، جو بايدن، على مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة 40 آخرين في هجوم بطائرة مُسيّرة استهدف قاعدة للجيش الأميركي في الأردن، أعلن البيت الأبيض رسمياً يوم الأربعاء أنّ “المقاومة الإسلامية في العراق” هي المسؤولة عن هذا الهجوم، وتشير التصريحات الرسمية الأميركية إلى أنّ الولايات المتحدة كانت تُفكّر في رد يُمكّنها من حفظ ماء الوجه دون الانجراف إلى حرب أكبر في الشرق الأوسط، ومع ذلك، يظهر أن حجم الرد الأميركي لا يزال “غير واضح” في هذه المرحلة، خاصة مع التأكيد على ضرورة تحقيق التوازن وعدم التورط في صراع أوسع.

يأتي هذا في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران وحلفائها من جهة، وبين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى، يُشير التسريبات إلى أن الولايات المتحدة تواجه أزمة داخلية حيث فشلت في إقناع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بأي من “الحلول الأميركية”، وتجد صعوبة في تجاوز التحديات المتزايدة في المنطقة، يثير الفشل في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وتصعيده، بالإضافة إلى فشل الجهود العسكرية في منع الهجمات المستمرة، مخاوف من احتمالية اندلاع صراع إقليمي أوسع النطاق وفقاً لصحيفة الأخبار اللبنانية.

في هذا السياق، تتحدث وسائل الإعلام الأميركية بشكل متزايد عن “الوضع الحساس” و”الغير المسبوق” في الشرق الأوسط، ورداً على التساؤلات حول تداول الولايات المتحدة إجراءات “مسبقة” تستهدف “إيران وحلفائها” لحماية حياة الأميركيين الذين قتلوا في هجوم الأردن، حاول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي مشترك، تبرير تجنب الرد “بشكل عنيف”، مشيراً إلى أن المنطقة تشهد فترة عصيبة جداً، وأن الوضع الحالي يُعتبر الأخطر منذ عام 1973 على الأقل.

تشير تصاعد الضغوطات داخل “الكابيتول هيل” إلى أن هناك دعوات لشن ضربات أكثر صرامة ضد إيران، خاصة بعد أن أظهرت الهجمات التي نفذتها حركات المقاومة في المنطقة أن استراتيجية إدارة بايدن لـ”احتواء” إيران قد فشلت، يُؤكد مسؤولون أميركيون على أهمية الانتقال إلى الحوار الدبلوماسي مع إيران للتعامل مع التحديات الراهنة.

“السيناريو الثالث” يشير إلى أن إدارة بايدن كانت واثقة حتى الأشهر الأخيرة من نجاحها في “ردع” إيران، بغض النظر عن الهجمات التي شنتها المليشيات التابعة لها في الأشهر الأولى من عام 2023، ورغم أن أحداث حرب غزة قلبت هذه المعادلة، إلا أن هناك توقعات بأن الهجوم الأخير في الأردن قد يكون محاولة لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة أو “إعادة تقييم دعمها”، مع مخاطر تحمل الهجمات المستمرة من المقاومة في العراق وسوريا.

التحليل يشير إلى أن “الرهان الإيراني” في هذا السيناريو قد يكون محفوفًا بالمخاطر، ويمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية تشمل توسيع رقعة الحرب، يُبرز التقرير أن الشعب الأميركي لن يقبل مشاركة بلاده في حروب طويلة، ويُعتبر الهروب الفوضوي من بلد ما، كما حدث في أفغانستان، خيارًا صعبًا وقد يتسبب في تراجع تأييد الرأي العام للإدارة الأميركية.

مع ذلك، يشير المعهد إلى أن تصاعد دمويّة الهجوم الأخير قد يزيد من الضغط على بايدن نفسه للرد “بقوة أكبر على وكلاء إيران”، وهذا قد يتسبب في تكثيف التوترات، إذ يرى بعض التحليل أن الرجوع إلى نهج ترامب في التعامل مع إيران يعتبر اعترافًا بفشل جهود احتواء إيران في المنطقة، وأن اللجوء إلى “نهج أشد” قد يكون ضروريًا للحفاظ على موقع الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وخارجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى