اخبار ساخنة

بـ 250 ألف دولار! ما قصة توابيت الخلود التي يلجأ إليها محبو الخلود في الحياة؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

في الأزمان السالفة، شهدت مختلف الحضارات محاولات للكشف عن أسرار الحياة الأبدية والبحث عن إكسير الحياة، على سبيل المثال، في الصين القديمة، أمر أحد الأمراء باستكشاف إكسير الحياة لصالح أول إمبراطور للصين، وفي فرنسا خلال القرن السادس عشر، كان النبلاء يعتقدون أن تناول الذهب قد يعزز فترة حياتهم.

في الوقت الحاضر، قامت شركة تكنولوجية أمريكية بتصنيع ما يُعرف بـ “توابيت الخلود” أو توابيت إعادة إحياء الموتى بطريقة فريدة، ومع ذلك، يأتي هذا الإجراء بتكلفة عالية جدًا، مما يثير الفضول حول قصتها.

رغم مرور العصور، لا يزال حلم الإنسان بالحياة الأبدية يتجسد في قصة جلجامش، الملك السومري، الذي اكتشف نباتًا سحريًا يُعرف بإكسير الحياة، لكنه فقده بعد أن تناولته أفعى، ومن خلال هذه القصة، نجد رغبة الإنسان القديم في تحقيق البقاء.

مع تقدم العلم في العصور الحديثة، أصبحت محاولات البحث عن الحياة الأبدية أكثر علمية، ومع التطورات العلمية في السنوات الأخيرة، أظهرت الأبحاث جهودًا مستمرة لفهم آليات الشيخوخة والعمل على تعديلها، ومن ضمن الجهود البحثية تلك، تم تمويل بعضها من قبل نخبة وادي السيليكون.

يعتقد الباحثون الحديثون أنهم أقرب مما توصف السجلات التاريخية إلى تعديل جينات الإنسان أو تطوير تقنيات لتحسين جودة وطول العمر، ومع ذلك، يجب على هذه الجهود التصدي لتحديات فلسفية وأخلاقية، بما في ذلك التأثير المحتمل على التوازن البيئي والقضايا الاجتماعية والاقتصادية.

تاريخ بداية صناعة توابيت الخلود يعود إلى نحو نصف قرن مضى، حيث شهد العلماء مرحلة مبتكرة في علم التبريد بتجميد جثة إنسان، وهو السيد جيمس بيدفورد الذي فارق الحياة بسبب مرض سرطان البنكرياس، وفقًا لوصيته، تم تجميد جسده في النيتروجين السائل في ساعات قليلة بعد وفاته، وأُطلق عليها مصطلح “توابيت الخلود”.

ظلت جثة بيدفور مجمدة لخمسة عقود تحت درجات حرارة منخفضة جدًا (-196 درجة مئوية)، كان يتطلع إلى أن يُعاد إليه الحياة في المستقبل، وذلك في ظل تطور التكنولوجيا البشرية في مجال علاج الأمراض مثل السرطان وحتى التعامل مع الوفاة نفسها.

تطورت عمليات التحفيظ بالتبريد بشكل جذري منذ بداية القرن الواحد والعشرين، وفقًا لموقع “badphilosopher” الأمريكي، اعتمدت هذه التقنية تزجيج الجثمان، المعروفة أيضًا بتوابيت الخلود، كمعيار جديد في علم التحفيظ، في هذا السياق، يتم استخدام محاليل خاصة مضادة للتجميد لتحضير الجسم قبل التبريد، بدلاً من التجميد الكامل.

تهدف هذه العملية إلى تجنب تكون بلورات الجليد في درجات حرارة تحت الصفر، بهدف حماية الخلايا وتجنب التلف المعروف بـ “تكسير” الأعضاء الكبيرة، يُرى من قبل بعض الناس أن هذا النهج الجديد يُعد خطوة إيجابية نحو الحفاظ على الجسم بدلاً من تدميره، مع الفرصة المحتملة للإنعاش في المستقبل داخل هذه التوابيت.

للأسف، كانت العملية البدائية التي خضع لها جيمس بيدفورد لا تعادل المستوى الحالي للتحفيظ، على سبيل المثال، يبدو أن المحلول المضاد للتجميد، المعروف باسم “حماية من البرد”، الذي يهدف إلى حماية الخلايا من درجات حرارة تحت الصفر، يظهر أنه سام للغاية ويمكن أن يتسبب في تلف لا رجعة في الخلايا.

تظهر تحديات أخرى في توزيع المحلول بشكل متساوٍ في الجسم، خاصة بعد وفاة الفرد، لا يوجد ضمان بأن المحلول سيحمي كل خلية، أو حتى يمكنه اختراق أنسجة الأعضاء بشكل كافٍ لضمان فعالية العملية.

نتيجة لهذه التحديات، تعرضت عملية التحفيظ بالتبريد “توابيت الخلود” لانتقادات واسعة في المجتمع العلمي باعتبارها عملية غير عملية، ومع ذلك، لم يمنع هذا الانتقاد الكثيرين من خوض هذه التجربة، حيث خضع المئات للتحفيظ بالتبريد، وسجل آلاف آخرون أنفسهم لتنفيذ العملية بعد وفاتهم، وتصل تكلفة هذه العملية إلى أكثر من 200 ألف دولار أمريكي للتكلفة الكاملة.

تظهر هذه الحالة المعقدة أن عملية التحفيظ بالتبريد “توابيت الخلود” لا تزال تحمل العديد من التساؤلات والتحفظ في الوسط العلمي، ورغم ذلك، تظل رغبة الإنسان في استكشاف وسائل جديدة للحفاظ على الحياة بعد الموت قائمة وتتطور، وسط التحديات العلمية والأخلاقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى