اخبار ساخنة

لماذا مكة دافئة في الشتاء؟ هذه أبرز الأسباب

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

مناخ مكة المكرمة، المدينة المقدسة في المملكة العربية السعودية، كان دائمًا معروفًا بدفءه الخلّاب وقلة رطوبته، ويظل مستقرًا على مدار العام رغم تباين فصوله، تتمثل سمة مكة في درجات حرارة معتدلة إلى دافئة في فصل الشتاء، وارتفاع حاد في درجات الحرارة خلال فصل الصيف.

 

أوضح عبد الله المسند، أستاذ المناخ السابق في جامعة القصيم ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية، أسباب الدفء في مكة خلال الشتاء، مشيرًا إلى السواتر الجبلية الكبيرة، مثل جبال الحجاز، والتي تحجب الكتل الباردة القادمة من الشمال والوسط عن الوصول إلى المدينة المقدسة.

بفضل ارتفاع المنطقة قليلاً فوق سطح البحر، حوالي 300 متر تقريبًا، يستمر الدفء في مكة على مدار العام، ونظرًا لأن مكة تقع جنوبًا نسبيًا وبعيدة عن التأثيرات الشمالية الباردة، فإنها تتمتع بالدفء المستمر حتى في فصول الشتاء الأكثر قسوة وفقاً لموقع عربي بوست.

 

ويرى المسند أن قرب مكة من البحر الأحمر يلعب دورًا في دفء مناخها، حيث يساهم القرب من البحر في تدفئة السواحل والمناطق القريبة منها من خلال آلية نسيم البحر.

 

يؤدي فارق درجات الحرارة بين اليابسة والبحر إلى تكوين تيارات هوائية تنتقل من فوق البحر إلى اليابسة لتعويض الفارق في الحرارة، ويُعتبر نسيم البحر الناتج عن هذه العملية رطبًا نسبيًا ولطيفًا، وهو يؤثر بشكل كبير على المناخ المحلي للمناطق الساحلية مثل مكة.

رغم هذا الطابع الدافئ الطبيعي لمكة طوال العصور، شهدت المنطقة تغيرات جذرية في الأشهر الأخيرة نتيجة لتغيرات المناخ العالمية المرتبطة بظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيراتها.

 

في يناير/كانون الثاني 2023، شهدت جبال وسهول مكة المكرمة تحولًا ملحوظًا حيث اكتست بالخضرة، نتيجة لتساقط أمطار غير مسبوقة على المنطقة، بالإضافة إلى حالة “مدرار” المطرية التي أثرت بشكل خاص على منطقة مكة. ونجم عن هذه الحالة ظهور مساحات شاسعة من النباتات الخضراء، مما أضفى مشهدًا استثنائيًا على هذه المنطقة الجبلية الجافة.

 

أشار مشعل الحربي، مدير المراعي في المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في المملكة العربية السعودية، إلى أن هذه الموجة الخضراء نجمت عن الحالات المطرية المتتابعة التي شهدتها المنطقة لعدة أيام، مما سهم في النمو السريع والكثيف للأعشاب الحولية والربيعية.

 

وفي تفسيره للظاهرة، أوضح عبد الله المسند عبر حسابه الشخصي في “إكس” آنذاك، أن مشهد الاخضرار هو عبارة عن صورة تعكس حالة الأراضي العربية في العصور السابقة، خاصة في آخر عصر الهولوسين، حين كانت الرياح الموسمية الجنوبية الرطبة نشطة وتصل إلى وسط العرب، محملة معها الأمطار في فصل الصيف.

 

ومن جهة أخرى، أوضح الأكاديمي البيئي، فرحان الجعيدي، أن الظاهرة المناخية التي شهدتها دول الخليج ليست ناتجة عن تحولات مدارية، بل تعود إلى تذبذب مناخي طبيعي، وأكد أن العلماء لا يزالون يعملون على تحسين النماذج لفهم هذه الديناميات بشكل أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى