الاخبار

أردوغان… إلى دمشق؟!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

فاجأني معارض سوري، قضى سنوات الذل في “الفردوس التركي”، برسالة سأل فيها “هل تعلم ما أول شيء كان في رأس رجب طيب أردوغان أن يفعله، إذا ما تسنى له الاستيلاء على سورية؟، دعوة صديقه العظيم بنيامين نتنياهو، لزيارة دمشق، لنرى نجمة داود، وهي ترفرف، الى جانب الهلال، على ضفاف بردى”.
الرئيس التركي، وهو العرّاب الإقليمي لتقويض الدولة في سورية، كمدخل لإعادة إحياء السلطنة العثمانية، يتراشق الآن بالسباب، لا بالقنابل، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية.
اعتبر أن “ما يفعله هذا الأخير في غزة أكثر مما فعله أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية”.
وكاد يقرأ الفاتحة على أرواح ضحايا الهولوكوست.
نتنياهو الذي يكنّ كل الود لرفيق الدرب، ورفيق السلاح، على الأرض السورية، ردّ بالقول “إن أردوغان الذي يرتكب إبادة جماعية ضد الأكراد، والذي يحمل الرقم القياسي في اعتقال الصحافيين، هو آخر شخص يمكنه أن يعظنا بالأخلاق”…
ونحن نقول، في ضوء ما شاهدناه على مدى السنوات المنصرمة من ولاياته المديدة، أنه آخر شخص يمكنه إلحاق الأذى بـ “إسرائيل التي فكر في إقامة كوندومينيوم معها لإدارة الشرق الأوسط.
على من يضحك هذا الرجل الذي يتابع، بعقل ميت، الغارات الإسرائيلية على سورية كثمن لوقوفها إلى جانب المقاومة في لبنان، وفي فلسطين، ناهيك بالحصار الأكثر وحشية في التاريخ.
مشكلة سورية، بالدرجة الأولى، مع تركيا لا مع أميركا.
حين تحتل، بعشرات آلاف المرتزقة، آلاف الكيلومترات من الأراضي السورية، ودون أن يتوقف أردوغان عن الدعوة إلى إلغاء، أو تعديل، مقررات مؤتمر لوزان (1923) للسيطرة على كل من حلب والموصل باعتبارهما جناحي السلطنة.
قبل أيام صرح بأن حكومته شقت مئات الكيلومترات من الطرقات في الشمال العراقي، لتطهير المنطقة من المقاتلين الأكراد.
الهدف أبعد من ذلك، الوصول الى حقول النفط في كركوك، كما لو أن ما يفعله في هاتين الدولتين العربيتين ليس لمصلحة أميركا، وليس لمصلحة إسرائيل، وهو الذي يعلم أن الأميركيين والإسرائيليين يرفضون، بشكل مطلق، عودة السلطنة.
جورج بولتون وصفه ساخراً بـ “الرجل الذي يحاول أن ينبش، بأسنانه، عظام آبائه”!
ماذا جنى أردوغان من أوديسه الخراب في سورية التي فتحت له صدرها، على أساس أن التعاون “الأخوي” بين دمشق وأنقرة يساهم، بصورة فعالة، في احتواء أي مشروع لإعادة رسم الخرائط في “الشرق الأوسط الكبير”، بما في ذلك تركيا.
تذكرون ذلك الشيخ في البقاع الذي دعاه في خطبة الجمعة الى أن يدخل الى دمشق فاتحاً أو غازياً.
هل يمكن أن يقول لنا الشيخ الجليل ما فعله “خليفة المسلمين” لإغاثة غزة، وهو الرهينة، أو الأداة، في يد البيت الأبيض، مهما حاول الرقص (بساق واحدة) على خيوط العنكبوت؟
اذا أراد الرئيس التركي أن يكون إلى جانب فلسطين (حتماً يعلم ما كان تيودور هرتزل يريد أن يفعله بالسلطان عبد الحميد الثاني)، ما عليه الا أن يكون إلى جانب سورية، التي إذا ما استعادت دورها، واستعادت قوتها، بعد الاغتسال من كل الأخطاء السابقة، لا بد أن يتغيّر الكثير من مسارات المنطقة، إلا إذا كان لا يزال يراهن، بيدين فارغتين، على إقامة نظام تورا بورا في دمشق.
اذ يبدو أن المنطقة أمام مفترقات خطيرة، لا مجال للمضي لا في السياسات الزبائنية، ولا في السياسات البهلوانية.
أردوغان يعلم ماذا يجري في الظل لاحتواء التداعيات الزلزالية للحرب في غزة، كما يعلم ما في رؤوس الحاخامات في الاستبلشمانت.
تركيا، بسياسة الثعبان، وباستراتيجية الثعبان، لن تكون، في حال من الأحوال بعيدة عن أي خطة لبرمجة نوع ما من الفوضى الجيوسياسية، والفوضى الجيوستراتيجية، في المنطقة.
اذا أراد الوقوف على قدميه، ولطالما وضع مصيره على الطاولة في وكالة الاستخبارات المركزية، لا نعتقد أن الطريق إلى دمشق مقفل في وجهه، ولكن بعد الاعلان عن إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية، الاحتلال عبر تلك الظواهر البشرية التي طالما قلنا أنها الآتية من قاع الأزمنة ومن قاع الايديولوجيات.
هكذا تكون ـ يا رجل ـ إلى جانب الأهل في غزة، وهم يخشون، وأنت تعلم، أن يكون اليوم التالي بعد الحرب أكثر فظاعة من أيام الحرب.
هل ندلك على الطريق الى دمشق…؟!
الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى