الاخبار

صواريخ وزوارق انتحارية.. تعرفوا على أبرز أسلحة الحوثيين في البحر الأحمر

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

انضم الحوثيون للصراع المستعر في القطاع بإعلانهم، في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أنهم أطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، وتعهدوا بمواصلة شن الهجمات “حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة”، وذلك كجزء من تحرك محسوب من قبل الجماعات الموالية لإيران لدعم المقاومة الفلسطينية، شمل شن حزب الله اللبناني لمواقع إسرائيلية على الحدود اللبنانية، وهجمات أقل حدة من قبل المقاوم  العراقية ضد الأهداف الأمريكية في العراق وسوريا.

وبعد أن استولى الحوثيون على سفينة بريطانية تدعى “Galaxy Leader” مملوكة جزئياً لرجل أعمال إسرائيلي، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، صعدوا  تهديداتهم، وقالوا في التاسع من ديسمبر/كانون الأول إنهم سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وحذروا جميع شركات الشحن الدولية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الحوثيين في بيان صدر في 9 ديسمبر/كانون الأول: “إذا لم تحصل غزة على الغذاء والدواء الذي تحتاجه، فإن جميع السفن في البحر الأحمر المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن جنسيتها، ستصبح هدفاً لقواتنا المسلحة”، حسب ما ورد في تقرير لوكالة “Reuters”.

وبينما أعلنت إسرائيل خلال الفترة الماضية أن نظامها الدفاعي الصاروخي “آرو” نجح في اعتراض صواريخ باليستية فوق البحر الأحمر في ثلاث مناسبات، ونسبت هذه الهجمات إلى الحوثيين، كما تم إسقاط بعض صواريخ الحوثيين بدفاعات البحرية الأمريكية.

ووفقاً لموقع عربي بوست فقد ورث الحوثيون من الجيش اليمني الذي تداعى إثر الحرب الأهلية دبابات وصواريخ باليستية ومدافع هاون، واستخدموا ما تبقى من هذه الترسانة الأولية بحلول عام 2017، بمساعدة استشارات من الحرس الثوري الإيراني.

 

كما يعزو مراقبون تضخم ترسانة الحوثيين إلى عمليات التهريب الواسعة للأسلحة، وهي مهمة تقوم بها شبكات دولية متخصصة مقابل المال، وهي أحد المصادر المهمة لتسليح الجماعة المدعومة من إيران، حيث حصل الحوثيين على صواريخ كورية أو روسية أو إيرانية الصنع عبر طرق التهريب التي يتقنها “الحرس الثوري الإيراني”.

ولم يحل حظر الأسلحة المفروض على الحوثيين، دون وصول صواريخ أرض جو، ومكونات صواريخ متطورة، للجماعة، ووفقاً لما وثّقه فريق خبراء الأمم المتحدة، تتشكل ترسانة الحوثيين العسكرية من المواد المستوردة من إيران (على سبيل المثال، محركات الطائرات من دون طيار وأنظمة التوجيه ومكونات الوقود السائل/الصلب) مع المواد العسكرية المتوفرة محلياً والمواد الصناعية المستوردة (مثل الألياف الزجاجية). ومن خلال هذه الأساليب، يمكن للحوثيين تحمّل حملة مطوّلة من هجمات القذائف والطائرات من دون طيار والصواريخ. ووفقاً لإحصاء الهجمات المعلنة لـ”معهد واشنطن”، تسارع معدل عمليات إطلاق الحوثيين بشكل كبير، قبل أن يتم الوصول لاتفاق لوقف إطلاق نار في اليمن بين الحوثيين والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، والتحالف العربي.

ويوجود قطاع متطوّر لتجميع الصواريخ/الطائرات من دون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وينذر بزيادات أخرى في مدى الصواريخ، حسب ما ورد في تقرير لمعهد واشنطن للشرق الأدنى الأمريكي.

 

وأطلق الحوثيون خلال الحرب 226 صاروخاً باليستياً وأكثر من 700 ألف مقذوف رغم الحصار الدولي المفروض عليهم.

ومن أهم صواريخ الحوثيين:

– صاروخ “سكود سي” السوفييتية الأصل: هذه الصواريخ ورثها الحوثيون غالباً من الجيش اليمني، منها صواريخ من طراز “آر-17 سكود- بي” أو “هواسونغ-6” (“سكود سي” الكورية الشمالية) والتي تصل نطاقاتها مسافة 500 ميل.

-“قاهر”: هو صاروخ أرض-جو يمني محوّل من طراز “إس-75/إس آي-2” وقادر على ضرب أهداف أرضية على بعد حوالي 190 ميلاً، وإن كان ذلك بحمولة صغيرة وبدقة ضعيفة للغاية، وكان ظهور صاروخ “قاهر -1” يقدم الدلالة القوية الأولى على دور إيران الإرشادي في توجيه القوات الصاروخية للحوثيين. وبين عاميْ 2017 و2018، لعب المستشارون من “الحرس الثوري الإيراني” دوراً أساسياً في تطوير العديد من المنصات الجديدة المتقدمة بما يتجاوز قدرات الفنيين اليمنيين.

– “قاهر إم 2 وبركان”: ظهر الصاروخ قاهر إم 2 بمدى 400 كلم، ثم كشفوا بركان 1 الباليستي بمدى 800 كلم، كما تم تسليط الضوء على صاروخ كروز من طراز “قدس -2″، وهو الاسم الحوثي للصاروخ الإيراني “يا علي” الذي يبلغ مداه 430 ميلاً.

-بركان 2 إتش: يصل مداه إلى 650 ميلاً، وهو يعمل بالوقود السائل ومكوّن من أجزاء من صاروخ “سكود” وأجزاء من صاروخ “قيام” الإيراني.

– “بركان 3” الذي اقترب من إسرائيل: استطال المدى في هذا الصاروخ إلى (900 ميل)، وهي زيادة لافتة بنسبة 38%.

-الصاروخ طوفان الذي يعتقد أنه استهدف إسرائيل: في سبتمبر/أيلول، عرض الحوثيون صاروخاً جديداً أكبر حجماً من بركان 3 خلال عرض عسكري في صنعاء، أطلق عليه اسم طوفان.

ويعتمد الحوثيون على التكنولوجيا الإيرانية في تصنيع الصواريخ، في الصورة يظهر عرض لصواريخ إيرانية بجوار صورة للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي العاصمة الإيرانية طهران في 27 سبتمبر/أيلول 2017- رويترز، أرشيفية

 

وتشير نظرة تفصيلية لأبعاد الصاروخ إلى أنه مطابق للصاروخ الإيراني “قدر-إف”، الذي تدعي طهران أن مداه يصل إلى 1950 كيلومتراً، حسب ما ورد في تقرير لرالف سافيلسبيرج، الأستاذ المشارك في أكاديمية الدفاع الهولندية في دن هيلدر والمتخصص في الدفاع الصاروخي ونشر في موقع Breaking Defense.

 

ومتغيرات صاروخ قدر مشتقة من الصاروخ الإيراني شهاب 3، وهو قريب جداً من الصاروخ الكوري الشمالي نودونغ. الذي هو في الأصل، يرجح أنه تصميم سوفييتي تطوير لصواريخ سكود، وإن كان أكبر بكثير.

 

ويقول تقرير موقع Breaking Defense إن نتائج المحاكاة التي تشمل جميع التأثيرات تظهر أن صاروخ طوفان، قد يكون قادراً إذا أطلق من اليمن على جعل إسرائيل بأكملها تقع في نطاقه.

 

ويرى الموقع أن الحوثيين ليست لديهم القاعدة الصناعية لبناء هذه الصواريخ بأنفسهم، لذا على الرغم من حظر الأسلحة، فإن مثل هذه الصواريخ الأكبر حجماً لا تزال تجد طريقها إلى اليمن، على الأرجح من إيران، كما يقول الموقع إنه يبدو من المحتمل أنهم لا يستطيعون تشغيل صواريخ طوفان إلا بالتدريب والمساعدة الإيرانية.

 

ويمكن ملاحظة أن مدى صواريخ الحوثيين يفوق قدرات معظم الدول العربية، خاصة في ضوء القيود العالمية على تصدير الصواريخ الباليستية بين الدول.

و شهدت ترسانة الحوثيين من الطائرات المسيرة تطوراً كمياً وكيفياً، خاصة ما يتعلق بكمية المتفجرات التي تحملها والمسافات التي تقطعها، ودقة إصابة أهدافها، وقدرتها على ضرب أهداف مدنية وعسكرية في العمق السعودي، دون رصدها ، ويعتقد أنه لدى الحوثيين 15 نوعاً من الطائرات المسيرة، سواء حصلوا عليها من إيران أم طوروها بدعم إيراني، إضافة إلى شرائها من الخارج أو تجميعها بمواد مهربة.

 

أبرز الطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون

 

– قاصف، وقاصف 2: مدى قاصف 2 يصل إلى 200 كلم، وهي نسخة مطابقة عن الطائرة التفجيرية الإيرانية من دون طيار “أبابيل تي” (أو الذخيرة المتسكعة)، المعدة للاستخدام ضد أهداف داخل اليمن وعلى مسافة تصل إلى 120 ميلاً قبالة ساحل البحر الأحمر.

-الذخيرة المتسكعة صماد: لدى الحوثيين سلسلة الذخائر المتسكعة (ذخائر تحلق قبل أن تنفجر ضد الأهداف بالوقت المناسب)، وهي الذخائر التي تحوم حول الهدف ترقباً للحظة المناسبة لضربه من نوع “صماد” التي ظهرت في عام 2018 كان يقال إن مداها 1000 كلم، وشنت “صماد” أولى عملياتها ضد مطار أبوظبي على بعد أكثر من ألف كيلو من قواعدها باليمن.

 

-الطائرة المسيرة “صماد 4″: باستطاعة النسخة التي عرضها الحوثيون من الطائرة المسيرة المسقطة للقنابل من طراز “صماد” شن هجمات متكررة ضد مجموعة واسعة من الأهداف في البحر الأحمر، بما فيها السفن وأنظمة الدفاع الجوي.

-الذخائر المتسكعة “وعيد”: استعرض الحوثيون في معرض بمارس/آذار 2021 أيضاً نوعاً من الذخائر المتسكعة يحمل الاسم الحوثي “وعيد”.

 

بينما طور الحوثيون تكتيكات لمحاربة القوات البحرية لخصومهم بعد الاستيلاء على السلطة في صنعاء، سيطر الحوثيون على العديد من بطاريات الصواريخ الساحلية وزوارق الدورية التابعة للجيش اليمني. ومنذ عام 2015، تم تحويلها وتكييفها وتحديثها تدريجياً لاستخدامها بفاعلية في القتال.

 

وبعد وقت قصير من سيطرة الحوثيين على اليمن في عام 2015، سعت إيران إلى تعزيز القدرات البحرية للحوثيين، من خلال توفير المزيد من الصواريخ المضادة للسفن، وبناء منصات إطلاق على الشاحنات يمكن إخفاؤها بسهولة بعد الإطلاق. كما قامت إيران بإرساء سفينة الاستخبارات “سافيز” (متخفية في هيئة سفينة شحن عادية) قبالة سواحل إريتريا، حيث قدمت معلومات استخباراتية وتحديثات عن تحركات سفن التحالف إلى الحوثيين. وقد خدمت “سافيز” بهذه الصفة حتى تعرضت لأضرار في هجوم إسرائيلي باستخدام لغم لاصق في أبريل/نيسان 2021، عندما تم استبدالها بـ”بهشاد”.التي تعتمد مثل السفينة سافيز، على سفينة شحن.

 

كما بدأ الحوثيون بشكل متزايد في استخدام الألغام المتخصصة المضادة للسفن والصواريخ البحرية، بعضها مأخوذ من الترسانات اليمنية القديمة، والبعض الآخر أنتج حديثاً أو استورد من الخارج وقد يكون من إيران.

وزوارق الحوثيين ترافق سفينة الشحن جالاكسي ليدر في البحر الأحمر، صورة صادرة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عن الإعلام العسكري الحوثي نشرت عبر رويترز

تم تزويد زوارق الدورية بصواريخ موجهة مضادة للدبابات، وتم إنشاء حوالي 30 محطة لمراقبة السواحل، كما تم تطوير “قوارب تجسس” مقنعة، إضافة إلى استخدام الرادار البحري للسفن الراسية للمساعدة في توجيه الهجمات.

من أبرز سمات ترسانة الحوثيين البحرية زوارقهم من دون قائد التي يتم التحكم فيها عن بعد، والتي تحمل متفجرات وتصدم سفن العدو الحربية.

 

من بين هذه الزوارق المتفجرة ذاتية التوجيه Shark-33 التي نشأت كزوارق دورية لخفر السواحل اليمني القديم، حيث قام الحوثيون (بمساعدة مهندسين إيرانيين على الأرجح) بتحويل عدد من زوارق الدورية التي يبلغ طولها 10 أمتار، والتي تبرعت بها الإمارات لخفر السواحل اليمني في أوائل عام 2010، إلى أجهزة متفجرة بدائية الصنع.

 

في عام 2017، تم استخدام إحداها لمهاجمة الفرقاطة السعودية “المدينة المنورة”. في السنوات التي تلت ذلك، تم بناء 3 تصميمات أخرى للعبوات الناسفة: طوفان-1، طوفان-2، جرى نشر هذه الأسلحة بشكل متزايد في البحر الأحمر، لكنها لم تنجح بعد ضد السفن البحرية.

 

بالإضافة إلى ذلك، بدأ الحوثيون في تدريب الغواصين المقاتلين في جزيرتي زقر والبواردي.

 

وسلمت إيران الحوثيين صواريخ نور بمدى 120 كيلومتراً وصواريخ قادر ذاتية الدفع بمدى 200 كيلومتر، وصواريخ خليج فارس المضادة للسفن بمدى 300 كيلومتر، وصواريخ فجر-4 سي إل و”البحر الأحمر” المضادة للسفن، والتي تم الكشف عنها خلال مناورة عام 2022.

 

في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2016، تمكن الحوثيون من ضرب القارب الهجين HSV-2 Swift التابع للبحرية الإماراتية بصاروخ واحد من طراز C-801/C-802 AShM تم إطلاقه من بطارية ساحلية، على الرغم من أن السفينة تمكنت من البقاء طافية، إلا أن الضرر كان شديداً لدرجة أنه كان لا بد من إخراجها من الخدمة.

 

ثم أرسلت البحرية الأمريكية مدمرتين إلى المنطقة لضمان استمرار الشحن بلا هوادة. ثم هوجمت هذه السفن بصواريخ مضادة للسفن في 3 مناسبات منفصلة، ​​دون نجاح، حسب ما ورد في تقرير لموقع USNI.

 

رغم أن هذه الهجمات أظهرت قدرة الحوثيين المحدودة على تهديد السفن في البحار المحيطة باليمن، إلا أن التهديد الذي يشكلونه تطور بشكل كبير منذ ذلك الحين. كما ألمح الحوثيون إلى استخدام ترسانتهم الواسعة من الذخائر المتسكعة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وهو تكتيك مشابه للتكتيكات الإيرانية الأخيرة في الخليج العربي.

تعديل الصواريخ البالستية لاستهداف السفن تكتيك إيراني صيني تبناه الحوثيون

 

الصواريخ الباليستية مصممة في الأصل لضرب أهداف ثابتة مثل المدن والمنشآت الاستراتيجية. ولكن خطت الصين وإيران خطوة إلى الأمام، حيث طورتا صواريخ باليستية قادرة على ضرب السفن المتحركة. وخلال الأسابيع الماضية، أطلق الحوثيون مرتين مثل هذه المقذوفات على سفن الشحن.

 

ويعتقد أن إيران قدّمت للحوثيين صواريخ بالستية مضادة للسفن طورتها طهران، ما يسمح لها بتعطيل الشحن في أحد أهم الطرق البحرية في العالم عبر الحوثيين.

 

منذ اندلاع حرب غزة، أطلق الحوثيون في مناسبتين صواريخ باليستية على سفن مملوكة لإسرائيليين كانت تمر عبر مضيق باب المندب من البحر الأحمر في طريقها إلى الشرق الأقصى.

 

ووفقاً لفابيان هينز، زميل باحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، يمتلك الحوثيون عدداً من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وجميعها مصنوعة في إيران، وتعتمد على منصات أو تقنيات إيرانية.

 

ومن المعروف أن الحوثيين يستخدمون نوعين من الصواريخ الباليستية الأكبر حجماً المضادة للسفن: الأول هو “عاصف”، الذي يبدو أنه نسخة مضادة للسفن من الصاروخ الإيراني “فتح 313” (بمدى 450 كيلومتراً)، و”تانكيل”، وهو نسخة مضادة للسفن من صواريخ الحرس الثوري الإيراني طُوِّرت من الصاروخ زهير الذي يبلغ مداه (500 كم)، وهما أكبر الصواريخ في ترسانة الحوثيين، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.

 

تم تجهيز هذه الصواريخ بنظام توجيه عالمي قائم على الأقمار الصناعية لتوجيه الصاروخ إلى المنطقة التي من المتوقع أن تكون فيها السفينة المستهدفة عند هبوط المقذوف. وبما أن السفينة تتحرك، فإن التحدي الكبير يتمثل في التوجيه النهائي؛ تحديد السفينة المستهدفة والتركيز عليها عندما يغادر الصاروخ الفضاء ويعود إلى الأرض.

 

وأشار هينز إلى أن “الإيرانيين يعملون على تطوير ذلك منذ أكثر من عقد من الزمن، وقد واجهوا العديد من النكسات على طول الطريق”.

 

ويستخدم “عاصف” و”تانكيل”، أجهزة استشعار بصرية وتحت حمراء لتمكين الرأس الحربي الذي يبلغ وزنه 300 كيلوغرام من الوصول إلى الهدف.

 

ويمتلك الحوثيون أيضاً صواريخ وقذائف قصيرة المدى؛ بعضها، مثل الفلق، يصل مداه إلى 140 كيلومتراً ومجهز بتكنولوجيا صاروخية مضادة للسفن.

 

حتى إن الحوثيين قاموا بتحويل الصواريخ المضادة للطائرات من طراز SA-2 التي تعود إلى حقبة حرب يونيو/حزيران 1967 إلى صواريخ أرض-أرض، ما أدى إلى إنتاج صاروخ “قاهر-2M”، بالإضافة إلى نسخته المضادة للسفن “محيط”، وغالباً ما تطير على ارتفاع الأمواج، ما يجعل اكتشافها صعباً. وهي تسافر بسرعات أعلى بكثير، تصل إلى 5 ماخ (حوالي 6000 كيلومتر في الساعة)، وفقاً لتقرير الصحيفة الإسرائيلية.

هل تستطيع أمريكا وإسرائيل وقف تهديد صواريخ الحوثيين الباليستية؟

 

إن التعامل مع تهديد الصواريخ الباليستية من اليمن أمر معقد، حسب تقرير صحيفة Haaretz الإسرائيلية.

 

وأدرج تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس التابعة للحكومة الأمريكية بشأن التحديث البحري الصيني إجراءات “القتل الناعم” التي يمكن استخدامها لمهاجمة نقاط مختلفة في “سلسلة القتل” الخاصة بالصواريخ الباليستية المضادة للصواريخ الباليستية، مثل التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والتشويش النشط للرادارات الأرضية والاستخبارات، واستخدام الطائرات (أو في السياق اليمني طائرات الاستطلاع المسيرة التي تساعد في توجيه الصاروخ)، وإغراق رادار العدو بأهداف خادعة، وإطلاق قشور عالية التقنية على شكل دخان غير شفاف للرادار، أو سحب من ألياف الكربون، ما يخلق أهدافاً خادعة. لكي يصل الصاروخ إلى مكانه بدلاً من السفينة.

 

كما تم تجهيز بعض سفن الصواريخ الأمريكية بصواريخ اعتراضية للدفاع ضد الصواريخ الباليستية، مدمجة مع نظام إيجيس المتقدم للتحكم في النيران. وفي الشهرين الماضيين، اعترضت المدمرتان الأمريكيتان يو إس إس كارني ويو إس إس توماس هودنر العديد من الطائرات المسيرة، وصواريخ كروز التي أطلقها الحوثيون على إسرائيل وعلى السفن في البحر الأحمر، لكنهما لم تعترضا بعد الصواريخ الباليستية التي تم إطلاقها من اليمن، حسب الصحيفة الإسرائيلية.

 

يمكن القول إن ترسانة الحوثيين للأسلحة المضادة للسفن تجمع بين المدى الطويل والتكلفة المنخفضة والقدرة على الحركة العالية، مع أنواع مختلفة من التوجيه لإنشاء سلاح مناسب تماماً للبحرية الحوثية.

 

ولكن هناك شكوكاً حول دقتها، وقدرتها على اختراق الدفاعات الجوية المتطورة للبحرية الأمريكية، أو على الأقل تحقيق نسب عالية من الاختراق.

 

ولكن لو أطلق الحوثيون عدداً كبيراً من الصواريخ والطائرات المسيرة في توقيت متزامن ضد سفينة أو أكثر، فستظل هناك فرصة لديهم للنجاح، مثلما تفعل المقاومة الفلسطينية بإطلاق عدد كبير من الصواريخ ضد إسرائيل، لإشباع القبة الحديدية، وهو الأمر الذي سيكون له تأثير مدوٍّ لو أدى إلى إغراق أو إعطاب ولو سفينة شحن واحدة، وقد أدت تهديدات الحوثيين إلى تأثر ميناء إيلات الإسرائيلي بشكل كبير.

 

وقد تؤدي مثل هذه الهجمات الصاروخية، حتى لو كانت نسبة نجاحها ضئيلة، كما يحدث الآن، إلى تأثيرات على التجارة العالمية، كما تقول صحيفة Haaretz، جراء ارتفاع أسعار التأمين على السفن في منطقة الخطر، وأدت الهجمات بالفعل إلى تغيير مسار السفن حول أفريقيا، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ركود كبير في التجارة البحرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى