الاخبار

قصف إسرائيل لسوريا… لماذا لم تدخل دمشق ضمن الهدنة؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يبدو أن الساحة السورية لم تدخل على خط الهدنة في المنطقة مع غزة ولبنان ، إذ أعلنت وزارة الدفاع السورية، يوم الأحد الماضي، خروج مطار دمشق الدولي مجددا عن الخدمة بعد قصف إسرائيلي استهدفه، مع بعض النقاط في ريف دمشق، بعد أن تصدت وسائط الدفاع الجوي للصواريخ المعادية ودمرت معظمها وأسفر العدوان عن خروج المطار عن الخدمة ووقوع بعض الخسائر المادية.

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، أنه تم التوصل إلى اتفاق لتمديد التهدئة الإنسانية بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية، في قطاع غزة، لمدة يومين ، ويخيم الهدوء الحذر على قرى وبلدات المنطقة الحدودية جنوبي لبنان، في اليوم الخامس من الهدنة المؤقتة بين حركة “حماس” وإسرائيل في قطاع غزة، على الرغم من تسجيل بعض الخروقات المحدودة.

ووفقاً لسبوتنيك الروسية فقد قال الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، إن “بقاء الساحة السورية بعيدة عن وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، يتعلق بأسباب وسياقات مختلفة بعضها سياسي استراتيجي وبعضها الآخر متعلق بقواعد الاشتباك المتعلقة بسوريا”.

مضيفاً ان مشروع العدوان الإسرائيلي على سوريا مستمر منذ أكثر من عقد من الزمان، وهو يعود إلى ما قبل العدوان المباشر الأول عام 2013، وقد أصبح من نافلة القول التأكيد على أن الاستهداف الإرهابي لسوريا كان حربًا امريكية – إسرائيلية مزمنة”.

وتابع دنورة، قائلا: “تستهدف تطويع سوريا ودفعها إلى تغيير مقاربتها الجيوبوليتيكية تجاه قضايا المنطقة، وهو هدف لم يتحقق بعد، ولن يتحقق، لذلك يعتبر مشروع العدوان الإسرائيلي على سوريا عملية مستمرة طويلة الأمد تستهدف الاستنزاف المستمر”.

أما فيما يتعلق بالاعتبار الاستراتيجي العسكري، قال دنورة إن “الوقت والظرف لم يسمح لحد الآن بتغيير قواعد الاشتباك السوري – الإسرائيلي، فعلى الأرض السورية توجد ثلاثة احتلالات، أمريكي وتركي وإسرائيلي، فضلًا عن جيش من الإرهابيين الذين يمثلون تهديدًا كامنا تم الاحتفاظ به في إدلب للاستخدام عند الحاجة”.

ومضى، قائلًا: “إضافة إلى حالة انعزالية شبه تقسيمية في منطقة الشمال الشرقي، وهي الأخرى قد تم الاحتفاظ بها ولكن لهدف مختلف ألا وهو الإضعاف الاقتصادي”.

ويرى دنورة أن “عوامل ترميم الردع السوري في مواجهة إسرائيل غير متوفرة، كما أن اسرائيل تحاول عبر غاراتها المستمرة الحيلولة دون تعافي سوريا عسكريًا واقتصاديًا عبر الاستهداف المستمر للمواقع العسكرية والمطارات المدنية”.

وكانت سلطات الطيران المدني في سوريا، قد أعلنت، في 22 شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خروج مطاري دمشق وحلب الدوليين عن الخدمة إثر قصف إسرائيلي، وقررت تحويل الرحلات الجوية المبرمجة من المطارين، نحو مطار اللاذقية الدولي.

وتعرض مطارا دمشق وحلب الدوليان لقصف إسرائيلي، في 12 أكتوبر الماضي، وتسبب بتوقفهما عن العمل ليومين قبل استئناف نشاطهما بعد إصلاح الأضرار، قبل أن تشن طائرات إسرائيلية قصفا آخر، في 22 من الشهرذاته، ما تسبب بخروجهما عن الخدمة.

ويعد اتفاق الهدنة أول خطوة فعلية نحو التهدئة في الحرب المستعرة منذ بدء التصعيد بين حركة “حماس” الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، حينما أعلنت الحركة، فجر السبت 7 أكتوبر الماضي، بدء عملية “طوفان الأقصى”، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، ما تسبب بمقتل نحو 1400 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة عن سقوط نحو 15 ألف قتيل (أغلبهم من الأطفال والنساء) وإصابة نحو 36 ألفا آخرين، فيما أسفرت المواجهات في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 225 فلسطينيًا وإصابة نحو 3000 آخرين.

وبلغ عدد النازحين في قطاع غزة 1.7 مليون شخص من إجمالي 2.4 مليون شخص يعيشون في غزة، حسب الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى