الاخبار

حُكم عليه بـ35 مؤبداً وترفض إسرائيل الإفراج عنه.. من هو عباس السيد؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أعادت الهدنة وعمليات تبادل الاسرى بين حماس و الكيان الإسرائيلي  إلى الواجهة اليوم أسماء الكثيرين من الأسرى الذين ترفض إسرائيل الافراج عنهم ، ومن بين هذه الأسماءعباس السيد، الذي اعتقلته إسرائيل سنة 2002، وحكمت عليه بالمؤبد، فيما ترفض هذه الأخيرة الإفراج عنه تحت أي ظرف من المبادلات، فمن هو عباس السيد، وما سبب اعتقال الاحتلال الإسرائيلي له؟

ووفقاً لموقع عربي بوست وُلد عباس السيد في مدينة طولكرم بالضفة الغربية في فلسطين في 13 مايو/أيار 1966، فيما نشأ خلال عامه الأول مع نكسة سنة 1967، تزوج عباس سنة 1993 من إخلاص الصويص، وأنجبا بنتا اسمها مودة سنة 1997، ثم ولداً سمياه عبد الله ، وكان مهندساً فلسطينياً وقائداً سياسياً وعسكرياً في حركة حماس في محافظة طولكرم، حصل على الشهادات الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مدينته، وأنهى الثانوية العامة في الفرع العلمي بتفوق في مدرسة الفاضلية العريقة.

 

حصل بعدها على شهادة في الهندسة الميكانيكية عام 1989 في جامعة اليرموك الأردنية، شكّل عباس السيد العنصر الرائد في تأسيس نادي “الرأي والرأي الآخر”. وكان في مركز قيادي بداخله، الشيء الذي لفت انتباه المخابرات الأردنية، التي قامت بحجز جواز سفره، وقامت بإبعاده إلى الضفة الغربية.

على أرض الواقع الفلسطيني، تألّق عبّاس السيد في نقابة المهندسين، وكان له دور بارز في إصلاح الأجهزة الطبية بشركة “الأنترميد”. لدعم مسيرته العلمية، توجهت الشركة بتكليفه بالدراسة في الولايات المتحدة، حيث أكمل تخصصه في أجهزة التنفس الاصطناعي سنة 1992.

 

حتى وقت اعتقاله، نجح عبّاس في الحصول على درجة الماجستير بتخصصين، الأول من جامعة القديس أبو ديس في الدراسات الإقليمية بتقدير جيد جداً عام 2012، والثانية من كلية الدعوة الجامعية في بيروت بتقدير ممتاز عام 2022، حيث تناولت رسالته موضوع العملات المشفرة، مع التركيز على البيتكوين.

 

رغم التحديات التي واجهها خلال فترة اعتقاله، استطاع عبّاس التفوق، وتجاوز الصعوبات المفروضة من إدارة السجون الإسرائيلية. في مقابلة مع زوجته، كشفت عن التحديات التي واجهوها، من تأمين الكتب الضرورية لدراسته، حيث اضطرت لتوزيعها على عائلات الأسرى لتصل إليه، وتغيير أغلفة الكتب للسماح بدخولها إلى السجن.

 

بعد عودته من الأردن، انخرط عباس السيد في صفوف حركة حماس، إذ تولى فيها  إدارة الملف الطلابي. تألق عباس بسرعة في هذا السياق، حيث قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإبعاد 415 فلسطينياً، من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، من الضفة والقطاع إلى الحدود اللبنانية في ديسمبر/كانون الأول سنة 1992

 

عرفت هذه الحركة فيما بعد في فلسطين بـ  “مرج الزهور”. كانت هذه الخطوة تهدف إلى اجتثاث حركات المقاومة، إلا أنها فتحت أمام التنظيمين فرصة لإعادة البناء والتجديد بواسطة جيل جديد.

 

عندما تم هذا الإبعاد، كان عمر عباس السيد لا يتجاوز حينها  26 ربيعاً، وكان غير معروف لدى سلطات الاحتلال. هذا أعطى الفرصة لشاب عائد من تجربة أمريكية، مليء بالحماس، ليشق طريقه في حركة نشطة وحيوية في مدن الضفة الغربية.

 

وبصفته شخصية غير تقليدية في الحركة الإسلامية، وصلت إلى حد أن أحد المحققين الإسرائيليين قارنه بمغني الروك الأمريكي الشهير “إلفيس بريسلي”.

عندما بدأت المخابرات الإسرائيلية تتبع حركة عباس السيد في صيف سنة 1993، لم يكن يدرك أنه سيصبح محوراً للأحداث الهامة. اعتقل في يونيو/حزيران من نفس العام بتهمة تأسيس “كتائب عبد الله عزام”، الجناح العسكري المخطط له لصالح حماس في الضفة الغربية.

في سجن “المسلخ” بطولكرم، تعرض لتحقيق عسكري شديد ورغم عدم ثبوت أي تهمة عليه، قضى في السجن 11 شهراً. بعد الإفراج، أصبح ناطقاً باسم حماس، لكن اعتقاله مجدداً سنة 1994 أثناء حملة إسرائيلية أثر على حركة المقاومة في طولكرم.

تعرض لتعذيب قاس داخل السجن، لكن بدون اعترافات. أثناء فترة اعتقاله، نقل رسائل مؤثرة عبر كتابة شعارات على جدران زنزانته، تحث الأسرى على الصمود وتنتقد الاعتراف بتهم ملفقة.

بعد ضربة حماس في طولكرم عام 1994، انخرط السيد في أعمال مختلفة، بدءاً من إدارة شركة التبريد والتكييف، وصولاً إلى إصلاح الأجهزة الطبية. اعتُقل مرة أخرى سنة 1997 وتعرض للاستجواب الشديد قبل الإفراج عنه.

 

مع اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000، كان قائداً لحماس في طولكرم. في عام 2001، اعتقلته السلطة الفلسطينية ولكن هرب من السجن. ظهر في مهرجان حاشد وأعلن تبني 10 عمليات قبل حدوثها، متحدثاً بقوة ضد خطة إسرائيل للقضاء على المقاومة.

في 27 من مارس/آذار عام 2002، هز انفجار مروع فندق بارك في مدينة نتانيا، أدى إلى مقتل 30 إسرائيلياً وجرح 200 آخرين. كان هذا الحادث ذا أهمية خاصة في إطار انتفاضة الأقصى، حيث جاء في سياق سلسلة عمليات أسفرت عن مقتل 135 إسرائيلياً خلال شهر واحد. يعد تنفيذ هذه العملية بإشراف عباس السيد تطوراً نوعياً في هجمات حركة حماس.

 

أُطلق على هذه العملية من قِبل إسرائيل اسم “مجزرة عيد الفصح”، حيث وصفتها بأنها أسوأ هجوم تعرضت له البلاد. رد الاحتلال الإسرائيلي ببدء عملية تحمل اسم “الدرع الواقي” في 29 مارس/آذار  2002، حيث نشرت قوات عسكرية بلغ عددها حوالي 30 ألف جندي بهدف احتلال ومهاجمة مدن السلطة الفلسطينية، بهدف إنهاء انتفاضة الأقصى نهائياً. استمرت هذه العملية حتى العاشر من مايو/أيار 2002.

 

تم تشديد البحث عن عباس السيد من قِبل قوات الاحتلال، وتعرض لمحاولات اغتيال واعتقال. خلال نفس الشهر، إذ داهمت قوات الاحتلال منزله واعتقلت زوجته في محاولة للضغط عليه لتسليم نفسه ، فيما استمرت مطاردته لمدة 7 أشهر، حيث حلقت طائرات إسرائيلية في سماء مخيم طولكرم منذ 8 مايو/أيار سنة 2002، وفرضت طوقاً حوله، مما أدى إلى عدم قدرة الشخص الذي كان يستضيف عباس في منزله على العودة بسبب حصار المخيم.

أدين عباس السيد بالسجن مدى الحياة بمجموع 35 مؤبداً و100 سنة إضافية. ومع ذلك، استغل الوقت في السجن لابتكار مبادرات تحمل اسم “النطف المحررة”، التي تهدف إلى تهريب نطف الأسرى إلى زوجاتهم، مما أسفر عن إنجاب العديد من الأطفال.

وقد أطلق عباس السيد مفهوم “الغرفة النموذجية” في السجن، بهدف تنمية قادة مستقبليين. تلقى السجناء تدريبات متنوعة في اتخاذ القرارات والحياة كقادة، بالإضافة إلى دروس في الإدارة والسياسة والفقه والأمان.

 

حصل عباس على درجة الماجستير خلال فترة سجنه، وتولى رئاسة الهيئة العليا لأسرى حماس في السجون الإسرائيلية، ورغم تعرضه للتضييق والتنكيل في السجون الإسرائيلية، قاوم عباس السيد بشكل فعال؛ حيث تم حبسه انفرادياً لسنوات وتعرض للاعتداء ومحاولة اغتيال في مارس/آذار سنة 2012 ، تمكن عباس السيد من ممارسة حقه في الاعتراض والرفض بمختلف الوسائل، بما في ذلك إعلان إضرابه في يوليو/تموز سنة 2015، الذي أدى إلى إنهاء سوء معاملته في السجن.

ويظهر اسم عباس السيد باستمرار في قائمة الأسرى الذين يرفض الاحتلال الإفراج عنهم في صفقات تبادل الأسرى، بما في ذلك رفض إطلاق سراحه ضمن صفقة “وفاء الأحرار” سنة 2011، والصفقة الأخيرة الناتجة عن الهدنة بعد حرب طوفان الأقصى 2023.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى