الاخبار

“سي آي أيه” للشاباك : ثقتنا بكم كانت في غير محلها

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

“إسرائيل” تتلقى رسالة قوية من قادة الـ “سي آي أيه” تنتقد تركيزها وتثبت فشل الشاباك في التنبؤ بأحداث غزة.
بعد الحرب الهمجية، تقف “إسرائيل” أمام جردة حساب قوية، حيث يظهر أن التفوق المفترض لأجهزتها الاستخباراتية قد فشل في أداء المهمة المُكَلَّف بها.
جهاز الاستخبارات الأميركي “سي آي أيه” يظهر كأحد المقصرين، مشيرًا إلى تحيزهم الخاطئ وثقتهم الزائدة في الشاباك.
مع مرور الوقت، يتوقع أن يقوم الـ “سي آي أيه” بمراجعة شاملة لأدائهم.
تركيز الشاباك على مهام تجسس في الدول العربية، بينها قطاع غزة، قد يكون كان خاطئًا، وتظهر التقارير أن الـ “سي آي أيه” سيقوم بمراجعة كاملة لأدائه.
يعد الشاباك جهازًا استخباراتيًا داخليًا في “إسرائيل”، وقد تم استخدامه في إجراءات تجسس وتنفيذ بعض الأعمال القذرة.
تفشل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك الشاباك، في تحقيق التقدم المطلوب، ويظهر أن التوجيهات السابقة قد كانت تعتمد بشكل غير صحيح على أولويات التهديد.
من المتوقع أن يكون للـ “سي آي أيه” دور كبير في المراجعة الاستخباراتية، حيث سيتعين عليه تقديم توصيات حول إعادة تشكيل الاستخبارات الأميركية بأكملها، وخاصة بعد الفشل الكبير في التنبؤ بأحداث 11 سبتمبر.
منذ الهجمات الإرهابية في سبتمبر 2001، تم تنظيم الاستخبارات الأميركية تحت إشراف مكتب مدير الاستخبارات الوطنية.
وعلى الرغم من توجيه بعض صلاحياتها لمدير الاستخبارات الوطنية، إلا أن وكالة الاستخبارات المركزية تظل تحمل أكبر ميزانية بين وكالات مجتمع الاستخبارات.
يتوقع أن تشهد الفترة القادمة إعادة هيكلة شاملة لمجتمع الاستخبارات الأميركي، مع تحديد الأولويات وتعزيز التعاون بين الوكالات الاستخباراتية.
من المعروف أن الشاباك، كجزء من أجهزة الأمن الإسرائيلي، يضم ثلاثة أجهزة رئيسية، منها وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) وجهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، وهو الشاباك الذي يعنى بالأمن الداخلي.
الفشل الاستخباري في غزة، الذي أظهره الشاباك، قد يفسح المجال لتساؤلات حول كفاءة وأداء أجهزة الأمن الإسرائيلية.
قد يكون من المتوقع أن يؤدي هذا الفشل إلى إعادة النظر في استراتيجيات التحليل والتوجيهات التي تعتمد عليها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
الشاباك، أو المعروف أيضًا بـ “شين بيت”، يشكل أصغر الأجهزة الاستخبارية في إسرائيل، ورغم حجمه الصغير، يتمتع بحضور كبير وتأثير كبير في صناعة القرارات السياسية والعسكرية في الدولة.
يظل تأثيره الطاغي غير قابل للمقارنة مع أي جهاز أمني آخر في إسرائيل.
السبب وراء هذا التأثير الكبير هو أن الحكومة الإسرائيلية لا تستطيع اتخاذ قرار يتعلق بالصراع مع الشعب الفلسطيني دون الحصول على موافقة الشاباك.
وتشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الحكومة تتجاهل توصيات الأجهزة الأمنية الأخرى إذا تعارضت مع توصيات الشاباك.
أعلن رئيس الشاباك الإسرائيلي، رونين بار، مسؤوليته عن هجوم حركة حماس على المستوطنات في غلاف غزة.
في رسالته إلى موظفي الشاباك وعائلاتهم، أقر بأنه لم يتمكن من تحذير كافٍ يمكنه إحباط الهجوم، وأكد أن المسؤولية تقع على عاتقه.
فشل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية خلال أحداث غزة قد يجعل الولايات المتحدة تعيد النظر في خططها وتمويلها، خاصة وأنها اعتمدت على أجهزة فاشلة غير قادرة على حماية نفسها وفهم الأوضاع الداخلية.
رغم التكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها إسرائيل في مجال التجسس، فإن فشل الاستخبارات في كشف خيوط الأحداث في غزة يسلط الضوء على سوء التقدير من قبل المسؤولين الإسرائيليين لتهديد حماس، وعلى عدم وجود خطة طوارئ لمواجهة مثل هذه الهجمات.
المقاومة نجحت في خداع الأجهزة الإسرائيلية وتحقيق نتائج غير متوقعة، مما يرفع الشكوك حول قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على حماية الأمن القومي في ظل التهديدات المتزايدة.
تقدير الاستخبارات الإسرائيلية الخاطئ حول نوايا حماس وتقاعسها في مواجهة التحديات الفعلية تسلط الضوء على فشل استراتيجية الاحتلال في فهم التطورات الإقليمية والمحلية.
الفشل الأمني البارز أمام هجوم حماس يشير إلى ضعف الأجهزة الإسرائيلية وفشلها في مواجهة التحديات الحالية، مما قد يؤدي إلى تغيير في السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل واعتماد استراتيجيات أكثر فعالية وموثوقية.
بدون شك، ستؤدي نقص المعلومات والفهم في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بشكل حتمي إلى تغيير تفكير ومعاملة الولايات المتحدة لهذه الأجهزة.
فقد فشلت هذه الأخيرة في فهم التطورات القريبة منها، فكيف يمكن الثقة فيها بشأن قضايا أكثر حساسية في دول مثل إيران وسورية والعراق واليمن وبعض دول أفريقيا وحلفائها؟
هل يمكن الآن الاعتماد على تقارير ودراسات الشاباك التي يقدمها إلى الاستخبارات الأميركية؟.
إذا قال لهم إن إيران غير مستعدة لمواجهة عسكرية مع أمريكا، هل سيتم تصديق هذا الادعاء؟، بالتأكيد لا، إذا فقدت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الثقة الأميركية، وسجلت الاستخبارات الإيرانية نقاطًا إيجابية في مواجهة وكالة المخابرات الأميركية.
سيحتاج كل من “إسرائيل” وأمريكا إلى وقت طويل لاستعادة هذه الثقة.
التصريحات غير المسؤولة من مسؤولي إسرائيل، خاصة تلك التي صدرت عن وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، تعزز هذا الاعتبار.
قد أعرب إلياهو عن تأييده لقصف قطاع غزة بقنبلة نووية وأكد أن مقتل الأسرى الإسرائيليين لدى حماس هو جزء من تكلفة الحرب.
تلك التصريحات تعكس صورة لكيان مهتز، يعيش حياة كسجين محدود الحركة، لا يمكنه الإبقاء على سرها أو حتى حمايتها.
سينفجر في وقت ما، سواء كان ذلك في الحاضر أو المستقبل.
إذا كان هذا هو وضع الشاباك في مواجهة قطاع غزة، الذي يتم مراقبته بشكل مكثف براً وبحراً وجواً، فكيف سيتصرف في مواجهة حزب الله وقلاعه الصلبة؟، هذا الحزب الذي فشلت أكبر أجهزة الاستخبارات في اختراق أسراره وخططه.
كما قال السيد حسن نصر الله، “إسرائيل” أضعف من بيت العنكبوت.
الجميع يدرك الآن صحة تلك الكلمات، لأنها فشلت في حماية ما سرقته من الشعب الفلسطيني.
الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى