الاخبار

بماذا تنبئ ملامح نتنياهو؟ خبير بلغة الجسد يجيب

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

مع تصاعد وتصاعد الصراع في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، يبرز صراع آخر لا يقل أهمية عن الأول، وهو صراع الصورة الذي يتمثل في إيجاد صور تعبّر عن رسائل محددة. يُصنع هذا الصراع في أغلب الأحيان لنقل رسائل محددة، ولكن هناك أحيانًا يظهر شيء مختلف عن المألوف.

منذ بداية عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، بقيادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قبل أكثر من شهر، زادت ظهورات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وسائل الإعلام.

حاول نتنياهو وفريقه الإعلامي رسم صورة إيجابية له خلال ظهوراته، ولكن هناك جانبًا لا يمكن السيطرة عليه، حيث تُخبرنا “لغة الجسد” في كثير من الأحيان بما لا يُعبر عنه اللسان.

استفسرت الجزيرة نت من الاستشاري الإعلامي وخبير لغة الجسد حسام شاكر حول ما تكشف عنه تعابير وجه نتنياهو، خاصة خلال مشاركته في مؤتمر صحفي السبت الماضي، حيث شارك وزير الدفاع يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس.

شاكر يذكر أن نتنياهو يعرف بمهاراته في الاستعراض وارتدائه “أقنعة الافتعال”، حيث يحاول دائماً استخدام لغة جسده لنقل رسائل تتعلق بالثقة والسيطرة والكفاءة ورفع الروح المعنوية.

ومع ذلك، يشير شاكر إلى أن نتنياهو ظهر في هذا المؤتمر وفي مناسبات أخرى خلال النزاع الحالي بشكل ضعيف وكأنه ينهار، ويفشل في عرض هذه المهارة. يؤكد هذا على أنه يواجه أزمة عميقة، حيث يفتقد إلى القدرة على التحكم في لغة جسده لنقل الثقة والكفاءة ورفع الروح المعنوية.

شاكر يؤكد بشكل واضح أن بنيامين نتنياهو، خلال هذا الظهور بشكل خاص، ظهر بوضوح مُنهكًا. لم يكن قادرًا على حركة ذراعيه أو التعبير بثقة، بل بقي ثابتًا في مكانه دون القدرة على التحرك بحرية. لم يستطع رفع رأسه بثقة، وكانت ملامح وجهه متجهة نحو الأسفل، وهذا الإنهاك يظهر جزئيًا بسبب قلة النوم، حيث أشار إلى أنه لم ينم سوى لساعات قليلة.

وفيما يتعلق بالجانب الروحي، يشير شاكر إلى أن نتنياهو يعيش حالة من الضعف الروحي والحرج، حيث أظهر ذلك واضحًا في عينيه التائهتين خلال حديثه، والتي لم تتجه نحو الجلوس أمامه، بل كان ينظر إلى أطراف القاعة. كما ظهرت ملامح الأسى على وجهه، خاصة في الجزء السفلي منه، الذي يمكن التحكم فيه عادة، مما أظهر عدم قدرته على رسم أي صورة تفاؤل على وجهه.

وبالإضافة إلى ذلك، كان رأس نتنياهو يميل نحو المنصة التي يقف عليها، ويظهر وكأنه يقرأ من ورقة أمامه، على الرغم من أن حديثه كان مرتجلاً. يُظهر ذلك انكسارًا لدرجة عدم القدرة على رفع رأسه والتحدث بشكل مباشر، حيث كانت جبينه مواجهًا للحضور بدلاً من وجهه، وكان “مطأطأ الرأس”.

وأخيرًا، لفت شاكر إلى عدم تحدث نتنياهو في هذا المؤتمر الصحفي عن “شجاعة القادة والجنود في الميدان” كما كان يفعل غالبًا. بدلاً من ذلك، كان حديثه يتناول الضحايا بلغة “عزائية جنائزية”.

تظهر الملابس السوداء التي يرتديها قادة الاحتلال منذ بداية الحرب رمزًا لـ “الضربة العسكرية الكبيرة” التي تلقتها إسرائيل خلال هجوم “طوفان الأقصى” وتطورات الميدان، حيث يسقط العديد من جنود الاحتلال في شوارع غزة.

وفي زمن الحروب، يعتبر من الطبيعي أن يظهر القادة بمظهر يبرز القوة والجاهزية، لكن هذا لم يكن الحال بالنسبة لنتنياهو وغالانت وغانتس، حيث انعكست وجوههم حينئذ بحالة من الغضب والانفعال الكامن.

كما لفتت انتباه الخبير في لغة الجسد أيضًا إلى أن نتنياهو كان يشرب الماء بشكل مكثف خلال المؤتمر الصحفي، مما يُظهر حجم الضغوط الذي يشعر به رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتساءلت الصحافة أيضا عن مكان ابنه يائير خلال الحرب، مما زاد من الضغط على نتنياهو.

وفي ردّه، قدم نتنياهو تفسيرًا غير مقنعٍ بشكل كبير، مما أثار السخرية، حيث ذكر أن ابنه يقوم بجمع التبرعات للجيش الإسرائيلي، مما زاد من حالة الحرج التي يمر بها.

ولم تكن ملامح نتنياهو فقط هي التي تعكس مشاعر الحرج والانكسار والإنهاك، فالأمر نفسه ينطبق على ملامح غالانت وغانتس اللذين شاركاه الطاولة.. علاوة على ذلك، كانت ردود أفعالهم تجاه انتقادات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للعمليات العسكرية في غزة تشير إلى حالة من التوتر والخوف من فقدان الدعم الدولي.

لكن من أكثر ما أثار الانتباه في ختام هذا المؤتمر الصحفي؛ هو وقوف غالانت وغانتس معا وتجاهل نتنياهو الذي بدأ يلملم أوراقه منفردا، ويغادر دون أن يحظى بتحية أو إطلالة من قائدي الحرب.

حسب تحليل حسام شاكر، يظهر بوضوح أن نتنياهو يواجه أزمة حقيقية. الصورة التي ظهر بها ليست صورة لقائد منتصر يشير ببشرى إلى تقدم في الميدان. بل، إنها صورة لقائد يحاول تغطية على هزائم معنوية ومادية صعبة على الأرض، وهو يمتلك أمورًا يخفيها ويحاول توريطها.

كما يظهر أيضًا كقائد يشعر بخوف على مستقبله السياسي. بدا وكأنه يلقي بيان استقالته، ولذا نحن هنا لا نتحدث عن قائد يدير حربًا يراقبها العالم، بل نتحدث عن قائد مهزوم بكل معنى الكلمة. إنه قائد متعب ومحبط، منكسر وغير قادر على إظهار أي انفعالات إيجابية في أدائه، حتى عند استخدامه للتعبيرات اللفظية التي من المفترض أن ترفع المعنويات. يظهر بوضوح أنه في حالة عدم توافق تعبيري في حركات جسده. ومن الواضح أننا نواجه مشهدًا لم نشهده من قبل مع نتنياهو.

الجزيرة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى