اخبار ساخنة

حتى بعد الوفاة.. هذا الجزء من الجسم يظل حياً بعد الوفاة بسنوات

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يحمل كل جسم بشري في داخله مجموعة معقدة من الميكروبات الحية الدقيقة، وهذه المخلوقات تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الإنسان طوال حياته. فهي تقوم بمهام متعددة مثل هضم الطعام، وإنتاج الفيتامينات الضرورية، وحماية الجسم من العدوى، بالإضافة إلى أدوار حيوية أخرى. توجد هذه الميكروبات بشكل رئيسي في الجهاز الهضمي وتعيش في بيئة دافئة ومستقرة نسبيًا مع توفير مستمر من الغذاء.

فماذا يحدث لهذه الكائنات الميكروبية بعد وفاة الإنسان؟ في دراسة نشرت مؤخرًا، يُشارك فريق البحث أدلة تشير إلى أن هذه الميكروبات لا تنقرض بعد وفاة الإنسان فقط، بل تسهم في واقع الأمر في تحليل جسمه بشكل يمكن من خلاله تجديد الحياة.

عندما يتوقف قلب الإنسان عن ضخ الدم وتوزيع الأكسجين في الجسم بعد وفاته، تبدأ الخلايا في الجسم بالتحلل الذاتي نتيجة نقص الأكسجين. تبدأ الإنزيمات داخل هذه الخلايا، التي عادة ما تقوم بتفكيك الكربوهيدرات والبروتينات والدهون لاستخدامها في الطاقة أو النمو، في هضم الأنسجة.

تنتشر بكتيريا الجهاز الهضمي، وتحديداً فئة منها تُعرف بكلوستريديا، في جميع أنحاء الأعضاء وتبدأ في تحليلها من الداخل إلى الخارج في عملية تسمى التعفن. بمعنى آخر، تبدأ هذه البكتيريا في استهلاك الأنسجة بدون الحاجة إلى الأكسجين.

إذا كان الجسم مدفونًا في التربة، سيتم دفع الميكروبات من جسم الإنسان إلى التربة أثناء تحلله. وهناك، تواجه هذه الميكروبات بيئة جديدة تمامًا ومجتمعًا ميكروبيًا جديدًا تمامًا. تحدث عمليات الاندماج والتداخل بين مجتمعي الميكروبات بشكل متكرر في الطبيعة، مثلما يحدث عندما تنمو جذور نباتين معًا أو يتم تصريف مياه الصرف الصحي في النهر.

تتكيف الميكروبات البشرية مع البيئة الدافئة والثابتة داخل الجسم حيث يتوفر الغذاء بشكل مستمر. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن التربة بالفعل مجتمعات ميكروبية متنوعة وقادرة على التكيف مع هذه البيئة بشكل فعال، ومن المتوقع أن تسيطر على الميكروبات القادمة من الجسم بسهولة.

قد يظن البعض أن الميكروبات التي تغادر الجسم تموت، ولكن الدراسات السابقة أظهرت أن الحمض النووي الخاص بالميكروبات المتعلقة بالإنسان يمكن اكتشافه في التربة تحت الجثة المتحللة وعلى سطح التربة وحتى في القبور لمدة شهور أو سنوات بعد تحلل الأنسجة الرخوة للجسم. هذا يثير تساؤلًا حول ما إذا كانت هذه الميكروبات لا تزال حية ونشطة أم أنها قد دخلت في حالة سكون تنتظر فيها المضيف القادم.

وتشير أحدث الدراسات إلى أن الميكروبات البشرية لا تعيش فقط في التربة، بل تتعاون أيضًا مع ميكروبات التربة المحلية للمساهمة في تحليل جسم الإنسان.

يمكن لجسم إنسان واحد متوفى أن يسهم في دعم شبكة غذائية كاملة من الميكروبات وحيوانات التربة والمفصليات التي تستفيد من الجثث كمصدر للطعام. تقوم الحشرات والحيوانات بدور مهم في إعادة توزيع العناصر الغذائية في النظام البيئي.

الميكروبات المتخصصة تعمل على تحويل الجزيئات العضوية الغنية بالمغذيات من أجسامنا إلى أشكال أصغر وأكثر توافرًا حيويًا يمكن للكائنات الحية الأخرى الاستفادة منها لدعم حياتها الجديدة. يكون ظهور النباتات المزدهرة بالقرب من جثة متحللة دليلًا واضحًا على أن العناصر الغذائية المتواجدة في أجسامنا تعاد تدويرها إلى النظام البيئي.

وبناءً على ما نشرته مجلة “ScienceAlert” العلمية، يمكن القول إن الميكروبات التي تكون جزءًا من جسم الإنسان تلعب دورًا هامًا في هذه العملية، وهي واحدة من العمليات الصغيرة التي تحدث بعد الموت وتساهم في دورة الحياة البيئية.

 

سبوتنيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى