“جبل الشيطان”.. قصة مكان كان الأكثر غموضا في العالم
وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com
في سياق الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، تم اتخاذ قرار بناء قاعدة تجسس متقدمة في منطقة غرونوالد، غرب العاصمة برلين، تعرف بقاعدة “جبل الشيطان” التجسسية. تم تشييد هذه القاعدة عام 1963 وأصبحت واحدة من أكبر قواعد التنصت التابعة لوكالة الأمن القومي الأميركية.
تميزت “جبل الشيطان” بموقعها المثالي للتجسس على الاتصالات السوفيتية، وكانت تحتوي على أبراج مزوَّدة بكرات تلتقط الإشارات بشكل دقيق. قدّر السكان أنها تلتقط حتى “أقل همسة” سوفيتية.
كانت مكونات هذه التلة هي في الأساس حطام من الحرب العالمية الثانية تم جلبه من برلين، وقد بنيت كجزء من كلية عسكرية تكنولوجية نازية لم تكتمل.
تعتبر “جبل الشيطان” واحدة من الأماكن الأكثر غموضًا على وجه الأرض. بعد سقوط جدار برلين عام 1989 وانتهاء الحاجة للقاعدة، أصبحت مهجورةً تمامًا. تم سحب معدات التجسس منها وأصبحت مجرد مبنى فارغ.
رغم أن المقر أصبح ملكًا للقطاع الخاص، إلا أنه تم تحويله إلى معرض ضخم للغرافيتي، حيث يعج المكان الآن برسوم الجرافيتي المبهجة والرسوم الكاريكاتورية السياسية. يعد هذا المكان واحدًا من أكبر معارض الغرافيتي في أوروبا.
هناك مقترحات لتحويل القاعدة إلى متحف للتجسس، ولكن هذا المخطط لم يتم تنفيذه بعد.
تظل “جبل الشيطان” قصة حية لفترة الحرب الباردة والجهود الاستخباراتية السرية التي تم تنفيذها خلال تلك الفترة. بالرغم من أنها أصبحت مكانًا للفنانين ومحبي الغرافيتي، إلا أن تاريخها كقاعدة تجسس لا يزال يثير الفضول والاهتمام.
رغم أن “جبل الشيطان” لم تعد تحتل مكانة كقاعدة تجسس نشطة، إلا أنها تظل شاهدًا على فترة من التاريخ العالمي والتوترات السياسية التي عاشتها برلين والعالم خلال القرن العشرين. يبقى مستقبل هذا الموقع غامضًا، وقد يتحول مستقبلًا إلى متحف تاريخي يحكي قصة التجسس والجاسوسية خلال تلك الفترة الدقيقة من التاريخ.
سكاي نيوز
