اقتصاد

الذهب الأبيض في سورية يتحول لحصاد أسود؟!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يبدو أن القطاع الزراعي، وبالتحديد دور الفلاحين في سلسلة الإنتاج، يعاني من تحديات كبيرة فيما يتعلق بالأسعار والمردود الذي يحصلون عليه عند بيع محصولاتهم، بالإضافة إلى الدعوات المتكررة لزيادة أسعار محاصيل مثل القمح، يبدو أن مشكلة بيع محصول القطن أصبحت مثار قلق لمزارعيه.
يعتبر القطن، المعروف أحيانًا بـ”الذهب الأبيض”، محصولًا أسوداً “مجازًا”، بسبب السعر الذي حددته الحكومة لشراءه من الفلاحين، والذي يبلغ عشرة آلاف ليرة سورية للكيلوغرام.
يتم تسليم هذا القطن إلى محالج ومراكز استلام تابعة للمؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان.
تقوم الحكومة بتبرير هذا السعر بأنه يسهم في تحقيق استقرار زراعة القطن ويشجع الفلاحين على زراعته بسبب العائد المجزي الذي يمكن تحقيقه.
ومع ذلك، يعتقد الفلاحون أن هذا السعر غير مناسب تمامًا، بعضهم انتقلوا إلى زراعة الشعير بدلاً من القطن لأنه يعتبر أكثر ربحية، حسبما يقولون.
أبدى العديد من الفلاحين استياءهم من تسعيرة الحكومة، معتبرين أنها تجعلهم يتكبدون خسائر كبيرة.
فمثلاً، تكلفة إرواء خمس دونمات من القطن تبلغ مليون ليرة، بالإضافة إلى التكاليف الأخرى، والخسارات في محاصيل مثل محاصيل الشوندر السكري وتكاليف السماد والبذار.
من جانبه، قال مدير زراعة محافظة الرقة، محمد الخذلي، إن السعر الذي حددته الحكومة مناسب للفلاحين بناءً على تكاليف الإنتاج.
وأشار إلى أن مساحة زراعة القطن في المحافظة تقدر بحوالي 523 هكتار، وأن إنتاج الدونم الواحد يتراوح ما بين 200 إلى 220 كيلوغرام.
يجدر بالذكر أن سورية كانت تحتل المرتبة الثانية عالمياً في سوق المنتجات النسيجية القطنية العضوية قبل الحرب.
ففي عام 2010، شكل إنتاج سورية من القطن نسبة 8.3% من الإنتاج العالمي، متصدرة المرتبة الثانية بعد الهند.
ولكن القطن السوري أصبح الآن مادة مستوردة بدلاً من مادة مصدّرة بسبب التغيرات الاقتصادية والسياسية.
وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى