أنجح سرقة في تاريخ اليابان.. سرق 80 مليون دولار ولا يزال مجهولاً حتى اليوم

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com
في 10 ديسمبر 1968، أي قبل حوالي 55 عامًا في طوكيو، العاصمة اليابانية، شهدنا واحدة من أنجح العمليات السرقة في التاريخ، وهذه الجريمة لم يتمكن الشرطة حتى اليوم من القبض على مرتكبها، على الرغم من محاولاتهم المضنية للكشف عن هويته.
هذه الجريمة لم تشهد استخدام أي أسلحة أو اقتحام للبنوك، بل اعتمدت على خطة محكمة ساعدت في سرقة ما يقرب من 300 مليون ين ياباني، وهو ما يعادل أكثر من 800 ألف دولار أمريكي. تظل هذه الجريمة محور اهتمام وغموض في سجلات الجريمة اليابانية.
القصة بدأت قبل أربعة أيام من الواقعة، حيث تلقى مدير أحد البنوك رسالة تهديدية مكتوبة بأحرف مقطوعة من الصحف، ومزودة ببعض الكتابات اليدوية في 6 ديسمبر 1968. جاء في الرسالة أن المدير يجب عليه إرسال 300 مليون ين إلى مكان محدد في الرسالة، مع امرأة تعمل في البنك.
وهددت الرسالة بتفجير منزل المدير والبنك في حال عدم الامتثال للمطلوب، وذلك قبل الساعة الخامسة مساءً من اليوم التالي. على الفور، اتصل المدير بالشرطة التي تحركت سريعًا لتعزيز الحراسة حول منزله والبنك ومنع أي تهديد محتمل.
تواجد الشرطة بانتظار وقوع الحدث حتى الساعة الخامسة مساءً، لكن لم يحدث أي انفجار في المنزل أو البنك. هذا الأمر دفع الشرطة إلى الشك في صحة التهديد واعتبارها ربما خدعة أو مزحة من أحدهم تجاه المدير.
في ذلك الوقت، كانت الشركات تُمنح مكافآت لموظفيها عادة عند نهاية السنة، وكانت هذه المكافآت والرواتب تُسلم عادة من البنوك مباشرة إلى الشركات بدلاً من التحويلات البنكية الحالية.
وفي 10 ديسمبر 1968، أي بعد أسبوع تقريبًا من تلقي الرسالة التهديدية، طلبت شركة توشيبا اليابانية من البنك إرسال 300 مليون ين لسداد مكافآت موظفيها بنهاية السنة. انطلق أربعة موظفين بسيارة نيسان سوداء ومصطحبين معهم آلاف الدولارات.
كان الموظفون يشعرون ببعض التوتر نظرًا لأنها أول مرة يقومون فيها بمهمة إرسال النقود بعد تلقي التهديد قبل أربعة أيام. وفي محيط الشركة وقرب سجن فوتشو في طوكيو، تم إيقافهم بواسطة دراجة شرطة، ومن ثم تم منعهم من الانتقال.
خلال هذا الوقت، قام سائق السيارة بفتح نافذة السيارة وسأل الشرطي عن السبب وراء التوقف. جاء رد الشرطي بأن هناك تفجيرًا تم بالفعل في البنك وأن لديهم معلومات تشير إلى أن السيارة قد تكون مفخخة. طلب من الموظفين السماح لهم بتفتيش السيارة للتحقق من سلامتها.
أثناء التفتيش، صرخ الشرطي بأن السيارة على وشك الانفجار وأنه يجب على الموظفين مغادرتها على الفور. قام الموظفون بالركض بعيدًا عن السيارة بمجرد رؤية الدخان يتصاعد منها. في هذه الأثناء، انطلق الشرطي بالسيارة وأبلغ أنها ستنفجر
في الوقت نفسه، قاد الشرطي السيارة بعيدًا عن المنطقة بعدما صرَّح بأنها مهددة بالانفجار، حيث واصل مساره إلى مكان لن يشكل خطرًا على أي شخص من المدنيين.
بعد انتهاء محاولة التفجير والهروب الناجح، اتصل الموظفون بالبنك للتأكد من سلامة أصدقائهم بعدما تلقوا الخبر من الشرطي. ولكن المفاجأة كانت كبيرة، إذ لم يحدث أي انفجار وبدت الأمور على ما يرام. قاموا بإبلاغ الشرطة على الفور.
بدأت التحقيقات الأولية تكشف أن الدراجة الذي استخدمها السارق لم تكن تابعة للشرطة وأنه لم يكن الشرطي الذي قام بالتفتيش موظفًا في الشرطة. بدأ الاشتباه في أن السارق قد وضع بعض الأدلة التي لم تكن له صلة به لتشتيت الشرطة وصعوبة التعقب.
خلال التحقيقات، تم العثور على السيارة بعد بضعة كيلومترات من موقع التفتيش، وقام السارق بحرقها لمحو أي أدلة تشير إلى هويته. ثم اقتنى سيارة أخرى من نفس المنطقة وانتقل بها إلى مكان آخر، ماركًا خلفه بعض الأدلة الأخرى التي تصعب مهمة المحققين في تحديد هويته. هذه الخطوة تكررت مرات عديدة، مما زاد من صعوبة مهمة البحث وتعقب السارق.
كان إجمالي تكلفة التحقيق تقريبًا 900 مليون ين، وهو ثلاثة أضعاف المبلغ الذي تم سرقته في عام 1968. وفي ديسمبر 1975، بعد مرور سبع سنوات من الجريمة، تم الإعلان عن انتهاء القضية بسبب انقضاء الزمن وعدم وجود أي دليل على هوية السارق. وقامت الشرطة بطلب من الشخص المجهول الهوية التعريف عن نفسه وضمان عدم محاكمته.
الهدف من هذه الخطوة كان معرفة كيفية استطاع السارق إخفاء جميع الأدلة على مر السنين، وقد قامت شركة التأمين بتغطية جميع خسائر شركة توشيبا بعد السرقة وقدمت هدايا لجميع موظفيها بنهاية العام. إلى اليوم، يبقى السارق مجهول الهوية، وتُعتبر سرقة هذا المبلغ الضخم دون استخدام أي أسلحة أو تسبب في إصابات من أكبر الألغاز في تاريخ الجريمة.
عربي بوست