اخبار ساخنة

“اليخجال الفارسي” أقدم ثلاجة عرفتها البشرية.. يحتفظ بالثلج سنة كاملة من دون كهرباء

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

اليخجال الفارسي هو هياكل تم بناؤها منذ حوالي 400 قبل الميلاد، ومعظمها ما زال قائماً حتى اليوم. تم بناء اليخجال من قبل المهندسين الفرس لتخزين الثلج الذي يتم إنتاجه عادة في مكان قريب من هذه الهياكل. تتضمن عملية تصنيع الثلج هذه وجود حفر صغيرة في الأرض بالقرب من الهياكل وملؤها بالماء. هذه البرك الصغيرة تصبح ذات سمك رقيق، مما يسمح للمياه بالتجمد خلال الليالي الباردة. بعد ذلك، يتم نقل الثلج إلى اليخجال القريب من البرك ويتم تخزينه هناك لفترات طويلة.

تم استخدام اليخجال لأغراض متنوعة مثل حفظ الأطعمة مثل اللحوم والحلويات. ومع ذلك، مع تطور تقنيات التبريد والتجميد الحديثة التي تعتمد على الكهرباء والوقود الأحفوري، تدهور العديد من هذه الهياكل وتراجع استخدامها.

لكن في الوقت الحاضر، يتم استعادة بعض الاهتمام بتلك التقنيات القديمة واستخدامها كمصدر إلهام لتصميم المساكن منخفضة الاستهلاك الطاقي والهندسة المعمارية المستدامة. يمكن أن تساهم تلك التقنيات القديمة في بناء القرى والمدن في المناطق الصحراوية دون الحاجة إلى شبكة كهرباء مركزية أو وقود بعيد أو تكلفة عالية لألواح الطاقة الشمسية.

يُعتبر اليخجال أقدم طريقة معروفة لإنتاج الثلج وتبريد الطعام والماء، وبدأت في بلاد فارس. يتكون مصطلح “اليخجال” من مقطعين: “يخ” الذي يعني الثلج باللغة الفارسية و “جال” الذي يشير إلى الحفرة. اليخجال هو نوع من المباني القديمة تم استخدامه لإنتاج الثلج في مناطق الصحراء القاحلة. يتميز بقبة هرمية مخروطية عالية ومفتوحة من الأعلى تشبه أبراج الرياح وتستخدم للتخلص من الهواء الساخن. تم توليد الجليد من خلال إدخال الهواء البارد من الأسفل وتبخير الماء، ومن ثم طرد الهواء الساخن من الأعلى.

يُبنى اليخجال على مسافة تقدر بحوالي كيلومتر واحد من مركز المدينة، ويصل ارتفاع هيكله المخروطي إلى حوالي 18 مترًا ويتسع لحوالي 5000 متر مكعب من الثلج. يتم بناء اليخجال عادة باستخدام مادة معمارية تُعرف بالصاروج، وهي مادة ملاطية مقاومة للماء تتكون من مزيج من الرمل والطين والجير وشعر الماعز والرماد بنسب محددة. يُعتبر الصاروج ممتازًا كعازل حراري، وهو مقاوم للماء والرطوبة، وسمك جدرانه يصل إلى مترين على الأقل عند القاعدة.

خلال النهار، يكون اليخجال عازلاً وعاكساً للحرارة ويطرد الحرارة من الداخل، مما يحافظ على برودة الماء والثلج. وخلال الليل، تنخفض درجات الحرارة داخله بشكل كبير حتى تتجاوز درجة التجمد، ويمكن الوصول إلى درجات حرارة أقل بكثير من الصفر حتى عندما تكون درجات الحرارة الخارجية مرتفعة.

عربي بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى