الاخبار

“شبح الفقر” يطارد السوريين

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

دخل سامر، الموظف الحكومي، إحدى محلات الأغذية، وهو محمل بقائمة طلبات منزلية طويلة، تشمل طلبات زوجته واحتياجات أطفاله. واجه واقع أسعار المواد الغذائية المتقلبة، وعندما نظر إلى رفوف المحل، وجد نفسه محاصرًا بالإفلاس. قال بتردد: “أرجوكم، أعطوني زعتر بقيمة 2000 ليرة وبيضتين”، على أمل أن يتمكن من تأمين وجبة اليوم دون الاهتمام بالغد.
أما بالنسبة للقهوة، فأصبحت تعتبر من الأشياء الفاخرة، ولكن “أم أحمد” لم تستطع التخلي عنها حتى مع ارتفاع الأسعار الكارثي، واضطرت لشرائها بأسعار مرتفعة جدًا. عندما طلبتها من البائع، قال بابتسامة : ” باستخدام النقود التي معك.. بيطلعلك شفّة”.
أما “أبو محمد”، الذي يعيل عائلته المكونة من 5 أفراد، فاضطر لشراء الخضراوات بالحبة بسبب عجز راتبه عن توفير الحياة اليومية. حتى الأكلات البسيطة مثل الفلافل أصبحت خارج نطاق ميزانيته. ويسأل نفسه بقلق كيف سيستمر في تلبية احتياجات أسرته.
مع اقتراب العام الدراسي، تتزايد الالتزامات المالية للآباء، بما في ذلك “خرجية” الأطفال التي تجاوزت 5000 ليرة في ظل الأزمة الاقتصادية. هذا يجعل رب الأسرة بحاجة إلى راتبين إضافيين لتلبية النفقات، دون التأثير على حقوق الأطفال في الحصول على متعة بسيطة، مثل الشيبس والبسكويت.
عبارة “خلينا نمشيّا حواضر اليوم”، كانت تعبّر عن أمل العائلات في السابق، ولكن اليوم أصبحت تكلفتها تثقل كاهل الأسر. على سبيل المثال، لا يمكن للمواطن العادي شراء لبنة، إلا بأسعار تصل إلى 4000 أو 5000 ليرة للصحن الواحد. وإذا استمرت الأسعار في الارتفاع، سيضطر المواطن لشرائها بالملعقة الواحدة.
بالنسبة للفواكه، أصبح شراؤها لمحدودي الدخل جريمة تعاقب عليها ارتفاع الأسعار. الوضع مشابه للمواد الغذائية الأخرى مثل السكر والأرز والسمنة، حيث يتعين على المواطن، شراءها بكميات محدودة تتناسب مع ميزانيته ولا تعد يومية. وحتى التفكير في شراء لحم أصبح مجرد حلم.
والأمر الحزين هو أن معظم السوريين يعيشون في واقع تم تقليص وجباتهم إلى وجبة واحدة يومياً بسبب ارتفاع الأسعار. يطرح السؤال : ما الذي قامت به الحكومة في هذا الوقت الصعب؟ وهل ستقوم بإلغاء الدعم الباقي؟
وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، سورية تحتل المرتبة السادسة عالميًا من حيث انعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني أكثر من نصف السكان من هذه المشكلة. هناك 2.9 مليون شخص آخر مهددون بالانضمام إلى هذه القائمة بزيادة تقدر بنحو 52 % في عام واحد.
شام تايمز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى