الاخبار

مفاوضات المنطقة بين الرفض والتصعيد الأميركي

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الرياض للتشديد على أهمية الاتفاق السعودي الإيراني ومساره الإيجابي، ولو أن مضمونه لم يُطبق بعد، رغم حرص البلدين عليه ، وذلك على خلفية زيادة الأخبار السلبية عن مساره  في بكين.

ومنذ توقيع الاتفاق السعودي الايراني في الصين اتجهت الأنظار الى موقف الولايات المتحدة الأميركية التي لم تكن راضية على هذا المسار، كما على مسار الانفتاح العربي-السوري، وخلال أسابيع قليلة تمكن الأميركيون من تعطيل هذه المسارات أو بشكل أدق من تبطيئها، فعادت أميركا الى المنطقة بشكل واسع من خلال الحضور العسكري، على الحدود العراقية السورية، وفي سوريا بشكل خاص، ومن خلال الحضور السياسي الى المملكة العربية السعودية حيث تسعى الإدارة الأميركية الى إطلاق تفاوض غير مباشر بين المملكة والاسرائيليين لأجل التطبيع.

ووفقاً لموقع النشرة فقد شكّلت العودة الأميركية الى المنطقة “قلقاً” من إمكانية إعادة إحياء الصراعات العسكرية في سوريا، كذلك في العراق تبرز أصوات من قيادات في الحشد الشعبي، ومقرّبة من طهران، منادية بالهجوم على القوات الأميركية بحال أطبقت الحصار على الطريق الذي يربط العراق بسوريا، لكن من ناحية مقابلة، شكّل اتفاق تبادل السجناء والأموال بين ايران وأميركا الفارق الّذي يمكن أن يربط بين التحشيد العسكري ومسار التفاوض النووي.

ووفقاً لم نقله الموقع مصادر سياسية متابعة فإن قرار التصعيد العسكري الأميركي جاء بعد تعثر المفاوضات غير المباشرة بين أميركا وإيران حول الملف النووي، وتعثر المفاوضات بين أميركا وسوريا حول ملف السجناء الأميركيين، وعلى رأسهم الجندي المتقاعد في البحرية الأميركية والمصور الصحافي أوستن تايس الذي تم توقيفه عام 2012، ولا يزال مصيره غامضاً حتى اليوم، مشيرة عبر “النشرة” الى أن تزامن الأحداث يُوحي وكأن الأميركيين قرروا التصعيد لدفع الإيرانيين والسوريين للتنازل، بينما ترغب القيادة السورية في استغلال ملف التفاوض مع الأميركيين للحصول على مكتسبات تتعلق بتقليص الحصار الأميركي والدولي عليها.

في العودة الى اتفاق ايران مع السعودية، فتؤكد المصادر أنه لا يبدو قادرا على مواجهة الضغط الأميركي، مشيرة الى قناعة أطرافه بأن المضي قدماً به بات يحتاج الى حلحلة بعض الملفات الأساسية في المنطقة، والتي تدخل الولايات المتحدة الأميركية طرفاً مباشراً فيها مثل الملف النووي وما يرافقه مع عقوبات شديدة على الإيرانيين، فصحيح أن السعودية تحاول تحقيق مصالحها، لكن هذه المصالح لا يمكن أن تُحقق بمعاداة الأميركيين بشكل كامل.

لذلك، تؤكد المصادر أن المرحلة المقبلة حساسة للغاية، فالتصعيد العسكري الأميركي في المنطقة والذي يهدف بالدرجة الأولى الى حثّ الايرانيين والسوريين للتنازل، يمكن ألاّ يحقق أهدافه هذه، وبالتالي قد يتدرج الى مواجهات مسلحة تُعيد المنطقة سنوات الى الخلف، وفي لبنان لن نكون بعيدين عن تداعيات هذه الملفات، فالتصعيد يطالنا بكل تأكيد، والحلحلة أيضاً، إذ لا يمكن بظل وضع كهذا أن نتخيل تقديم التنازلات، فلا إيران مستعدة للتراجع بالمنطقة في أجواء كهذه، وهذا ما يدركه السعوديون جيداً، ولا حزب الله في وارد التنازل حالياً قبل وضوح الصورة، لكن الأهم في كل هذا هو تمسك طهران والرياض بالإتفاق الموقّع في بكين، بانتظار الأحداث التي يمكن أن تساهم بتحقيق التقدم في تنفيذ بنوده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى