اقتصاد

رفع الدعم.. كيف حولت الحكومة السوريين إلى متسولين؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أشارت الخبيرة الاقتصادية، الدكتورة رشا سيروب، إلى أن القرارات التي أصدرتها الحكومة، هي إعلان رسمي، بأنها عاجزة عن تنفيذ بيانها الوزاري، بتحسين مستوى معيشة المواطنين.
الأرقام مُغيّبة
ولفتت سيروب، إلى أن الأرقام الرسمية حول حجم الدعم الحقيقي الذي يتلقاه المواطن، ما زالت غير معلنة، مضيفة أننا نسمع فقط بأرقام الدعم وفق الموازنات، أي أرقام تقديرية، لكن فعلياً ماهو الأساس الذي تم البناء عليه، لا أحد يعلمه، لا المواطن ولا الاقتصاديين.
وعن سبب التكتم عن أرقام الدعم الحقيقة، قالت سيروب، يعود لأمرين : إما حجم الدعم الحقيقي أقل بكثير مما يتم الإعلان عنه، أو لا يملكون البيانات الحقيقية عن حجم الدعم.
وأضافت أنه في الحالتين هذه كارثة، مشيرة إلى أن قرار رفع الدعم هو قرار غير مدروس وغير مبني على أسس صحيحة.
أين تنفق الأموال؟
وأكدت سيروب، أن ذريعة الحكومة، بأن عليها أعباء مالية ضخمة، تعود إلى الدعم وكتلة الرواتب، لكن لم تتحدث الحكومة عن مقدار التهرب الضريبي، والذي كان بإمكانه أن يخفض قسم كبير من عجز موازنة الدولة، ولم تتطرق إلى معالجة ملفات الفساد، التي كان بإمكانها أن تعالج كل مشكلة الدعم.
وقالت سيروب إن النقطة الثالثة والتي لم تتحدث عنها الحكومة، والتي كان من الممكن أن تحقق إيرادات ضخمة للدولة، لم تتحدث عن الهدر في الأموال العامة، وسوء إدارة الإنفاق العام.
وعادت للتأكيد بأن هذه النقاط الثلاثة، كان من الممكن أن تحقق موارد مالية ضخمة، تحسن حقيقة المستوى المعيشي للمواطنين، وتضمن كرامة المواطنين، وتؤمن لهم كل خدماتهم بشكل جيد، وليس فقط توفيرها.
وقالت سيروب : نحن كمواطنين، وبصرف النظر عن المنتفع من التهرب الضريبي، من حقنا أن نعلم أين تنفق الأموال؟، ولماذا لا يتم تحصيل الأموال العامة، لصالح المواطن؟!
مجلس شعب : الغائب الحاضر
وحول سبب تجاهل أحوال الناس، والتجاهل بإصدار جملة هذه القرارات دفعة واحدة، قالت سيروب إن السبب هو مجلس الشعب، فعندما يكون لدينا مجلس شعب حقيقي وقادر أن يطالب بحقوق المواطنين، ويوصل أصوات المواطنين، لما كانت الحكومة، تجرأت واتخذت مثل هذه القرارات.
وقالت سيروب إن الحكومة والمسؤولين الحكوميين والمسؤولين العامين عندما يرون، بأن “سورية”، هي المالكي وأبو رمانة و أتستراد المزة، فقط، فحكماً ستصدر قراراتها بهذا الشكل وبهذا الأسلوب.
وأضافت أنه إذا تكلمنا عن الإنفاق الإداري، فالحكومة لغاية اليوم لم تقلص إنفاقها الإداري في أمور عديدة كان ممكن القيام بها، كمخصصات بنزين سياراتها والاجتماعات الدورية التي يتم عقدها (والتي يمكن أن ينفذ جزء كبير الكترونياً)، والزيارات الدورية للمحافظات، متسائلة : لماذا كل هذا الإنفاق؟؟!
الحكومة حولت السوريين لـ “متسولين”
وأكدت الخبيرة الاقتصادية، أن الحكومة، لو كانت تعتبرنا مواطنين، لما كانت اتخذت هذه القرارات، محذرة من أن آثار هذه القرارات لم تظهر بعد، وماحدث خلال الساعات الأولى لأن الناس مازالت بحالة الصدمة. وحذرت من أن سورية ستتجرد من كل كفاءاتها وشبابها، بشكل كامل، بسبب هذه القرارات، والتي حولت السوريين الذين عرفوا عبر تاريخهم بكرامتهم وعزة نفسهم، لـ “متسولين” ليس فقط في الشارع، بل متسولين يستجدون معارفهم في الخارج لإرسال حوالة، “بات جميع السوريين متسولين”.
بزنس2بزنس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى