جرذان وأعطال “محرجة”.. ما لغز تعطل طائرات المسؤولين الألمان

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أجبر تعطل الطائرة الألمانية الحكومية وزير الخارجية الألمانية على إلغاء جولتها المقررة في أستراليا ونيوزيلندا وفيجي، وقد رسخت هذه الحادثة الفشل الألماني في الرحلات الحكومية، والذي وصل لمرحلة لا تصدق، سيما وأن ألمانيا تعتبر إحدى أكثر دول العالم “دقة وانضباطا”.

وكان من المقرر أن تصل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك إلى كانبرا مساء الاثنين، لكن عطلا ميكانيكيا في لوحات هبوط طائرتها من طراز إيرباص (إيه 340)، التابعة لسلاح الجو الألماني، اضطرها للعودة إلى أبوظبي بعد التوقف للتزود بالوقود هناك ،وأقلعت الطائرة مرة أخرى إلى أستراليا ليل الاثنين بعد إجراء رحلة تجريبية دون أي مشاكل، لكن العطل الفني عاد إلى الظهور بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة، التي اضطرت للعودة إلى العاصمة الإماراتية مرة أخرى وفقاً لما ذكرته سكاي نيوز عربية.

هذه الواقعة أضيفت لسلسلة من الإخفاقات الملاحية “الغريبة” التي شهدها المسؤولون الألمان على متن رحلاتهم الحساسة:

تلف الإطارات

في مايو الماضي، اضطرت بيربوك إلى تمديد جولتها بمنطقة الخليج ليوم اضافي بسبب تلف إطار طائرتها عندما كانت في زيارة لقطر.

وفي يونيو الماضي، زارت سيمتي مولر، وزيرة الدفاع الألمانية، ووفدها، النيجر باستخدام أصغر طائرة حكومية في ألمانيا.

ذكرت وسائل إعلام ألمانية أنه قبل العودة، أدرك الطاقم أن العديد من نوافذ الطائرة التي تتسع لـ17 مقعدا قد تحطمت، على الأرجح بسبب الحرارة. الوفد اضطر للعودة إلى ألمانيا على متن رحلة تجارية.

كما تقطعت السبل بوزير التنمية الألماني السابق، غيرد مولر، في ملاوي في عام 2019 بسبب تعطل طائرته الحكومية. بينما استقل مولر رحلة طيران مستأجرة إلى زامبيا لمواعيده التالية، سافر طاقم ألماني إلى ملاوي لإصلاح الطائرة، قبل أن يدركوا أنه ليس لديهم جميع قطع الغيار اللازمة. بعد التعامل مع الموقف وإصلاح الطائرة، سافروا إلى زامبيا لاصطحاب الوزير.

ومع ذلك، عند الهبوط، حدثت مشكلة أخرى مع نظام الكمبيوتر في الطائرة، فهبطوا اضطراريا. عاد مولر ووفده إلى ألمانيا على متن طائرة مستأجرة.

وفي عام 2019، كان وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، الذي يشغل الآن منصب رئيس ألمانيا، على متن طائرة حكومية لبدء جولة في إفريقيا.

قبل وقت قصير من الإقلاع في برلين، سمع الركاب دويا قويا عندما انفجرت إحدى العجلات، مما أجبر الطائرة على الهبوط اضطراريا ،بعد تغيير الإطار، واصل شتاينماير طريقه إلى إفريقيا.

وفي عام 2018، تُرك وزير المالية أولاف شولتز (المستشار الآن) عالقا في إندونيسيا بعد أن قضمت الفئران بعض كابلات الطائرة.

اضطر شولتز، الذي كان في طريق عودته من اجتماع صندوق النقد الدولي، إلى ركوب رحلة تجارية إلى ألمانيا، بينما بقي معظم وفده في بالي حتى يتم إصلاح الطائرة.

من طائرة خاصة إلى الدرجة الاقتصادية

أحد أشهر الأمثلة على فشل الرحلات الجوية الرسمية في ألمانيا، حدث خلال رحلة المستشارة آنذاك أنغيلا ميركل عام 2018 إلى اجتماع مجموعة العشرين في الأرجنتين ، وبعد شهر واحد فقط من الفشل الذريع الذي أصاب شولتز بسبب القوارض، كان وزير المالية وميركل متوجهين إلى بوينس آيرس عندما اضطرت طائرتهم للعودة إلى ألمانيا والهبوط اضطراريا في كولون.

كان السبب هو فشل أنظمة اتصالات الطائرة، والنتيجة كانت قيام ميركل برحلات تجارية في أيبيريا والوصول متأخرة للقمة.

تغييرات اللحظة الأخيرة

في عام 2015، اضطرت ميركل للسفر إلى الهند في طائرة شحن عسكرية بعد أن تم إيقاف طائرتها الحكومية بسبب عيوب فنية ،واتخذت رحلة عام 2017 إلى ليتوانيا من قبل أورسولا فون دير لاين (وزيرة الدفاع آنذاك، ورئيسة المفوضية الأوروبية الآن) منعطفا غير متوقع عندما اكتشف المهندسون ضررا لمحرك الطائرة قبل فترة وجيزة من عودتها المقررة إلى ألمانيا.

بعد تأخير لمدة نصف ساعة، طارت فون دير لاين مرة أخرى على متن طائرة بديلة أقدم بكثير.

و للخروج من المأزق وجاء في بيان مرسل عبر البريد الإلكتروني لسلاح الجو الألماني يوم الثلاثاء “سنخرج طائرتي إيه 340 من الخدمة في أقرب وقت ممكن، خلال الأسابيع المقبلة.”

وأضاف البيان أنه وضع خطة لإحالة الطائرة المتواجدة ال ن في أبوظبي إلى التقاعد بحلول نهاية عام 2024، بينما سينهي الاستعانة بالطائرة الأخرى نهاية الشهر المقبل.

وذكر أن الأسطول الحكومي لديه “طائرات قوية وحديثة مخصصة للرحلات الطويلة، ومن بينها طائرات إيه 350 الجديدة.”

يضم أسطول الحكومة الألمانية أيضا العديد من طائرات إيرباص (إيه 319) و (إيه 321)، بالإضافة لطائرات أصغر.