اقتصاد

أسواق البالة في دمشق.. أماكن تجمع الغني والفقير!

في ظل الظروف المعيشية الصعبة، باتت أسواق الألبسة المستعملة (البالة)، ملاذاً لكثير من العائلات السورية، حيث توفر هذه الأسواق الملابس والأحذية بنوعية مقبولة وأسعار أرخص من السوق العادي، على الرغم من عدم تناسبها مع دخل آلاف العائلات. وخلال السنوات الماضية أصبحت أسواق البالة في كافة المدن السورية أكثر الأسواق اكتظاظاً بالزبائن، وخاصة بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية التي عصفت بكافة الشرائح الاجتماعية، لكنها تراجعت مؤخراً بعد ارتفاع أسعارها بشكل كبير جداً.
وبخصوص ألبسة البالة، أكد غسان، موظف، أنه في صيف العام الماضي قصد البالة مع ولديه، واشترى ألبسة صيفية بمبلغ مقبول، مقارنة بأسعار الألبسة الجديدة الخيالية، ولكنه في صيف هذا العام، تفاجأ بأن أسعار البالة، ارتفعت بشكل قياسي واكتفى بشراء نصف ما يحتاجه أولاده.
من جهتها، نور، عبّرت عن استيائها من ارتفاع أسعار ألبسة البالة، حيث وصل سعر القطعة إلى ما يتجاوز راتب الموظف، فتراوح سعر البنطال، على سبيل المثال، بين ٧٥ إلى ١٠٠ ألف ليرة، والقميص العادي ٥٠ ألفاً.
فيما أشار أحمد، صاحب محل بالة، إلى أن البالة كانت سابقاً للفقراء ومحدودي الدخل فقط، أما اليوم ومع الظروف الاقتصادية الحالية، فيرتاد السوق زبائن من مختلف المستويات الاجتماعية، ومنهم أصحاب الطبقة “المخملية”، الذين يبحثون عن نوعية محددة من البضائع الأوروبية، وهي تكون تصفيات معامل وبضاعة انتهى موسمها، ولكنها جديدة.
ويرجع أصحاب محلات البالة، ارتفاع أسعار الألبسة داخل السوق، إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، خاصةَ، وأن البضائع الموجودة معظمها “مهرّبة”، لذلك فإن الأسعار لم تعد ثابتة، كما كانت قبل سنوات، بل معرّضة اليوم للارتفاع، تبعاً لأسعار الصرف.
ورغم أن البالة ممنوعة وتعتبر بضائعها “مهربة”، ولكن، لها عالمها القائم بذاته، بدءاً، من جماعات التهريب، إلى الموزعين، إلى أصحاب المحلات والبسطات، وصولاً لشريحة المواطنين، الذين اعتادوا عليها لستر أنفسهم، في معادلة معقدة ليس لها حلّ!.
صحيفة البعث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى